وقال بيسنت في مقابلة مع شبكة "فوكس بيزنس" إن الاجتماعات ستُعقد يومي الإثنين والثلاثاء، لافتًا إلى أن التبادل التجاري مع الصين يسير حاليًا في "مسار جيد للغاية". وأضاف: "أعتقد أننا انتقلنا بالفعل إلى مستوى جديد مع الصين، حيث أصبح التعاون بنّاءً للغاية... وسنتمكن الآن من إنجاز الكثير من الأمور بعد أن استقرّت التجارة عند مستوى جيد".
وأشار إلى أن المحادثات ستتناول على الأرجح تمديد المهلة الجمركية، إلى جانب ملفات أخرى، من بينها تقليص اعتماد الصين المفرط على التصنيع والتصدير، مضيفًا: "نأمل أن نرى الصينيين يخففون من هذا الفائض في الإنتاج الصناعي".
من جانبه، أكد رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون عبر منصة "إكس" أن بلاده ستستضيف اللقاءات التجارية بين الطرفين في مطلع الأسبوع المقبل. وقال: "من الإيجابي أن يرغب البلدان في الاجتماع بالسويد من أجل السعي إلى تفاهم متبادل".
منذ منتصف أيار/مايو، عقد بيسنت لقاءين مع نائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفينغ في كلّ من جنيف ولندن، في محاولة لبلورة هدنة تجارية مؤقتة خفّفت من وقع الرسوم الانتقامية التي كانت تهدد التبادل التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم.
وأسفرت هذه اللقاءات عن تفاهمات أولية، أبرزها موافقة الصين على إنهاء حظر تصدير المعادن النادرة والمغناطيسات إلى الولايات المتحدة، مقابل سماح واشنطن باستئناف تصدير برامج تصميم أشباه الموصلات ومواد الإنتاج ومحركات الطائرات التجارية وسلع أخرى إلى الصين.
غير أن القضايا الجوهرية لا تزال عالقة، إذ اتفق الجانبان على مهلة 90 يومًا لمعالجة ملفات أعمق، تشمل اعتراض واشنطن على النموذج الاقتصادي الصيني القائم على التصدير والمدعوم من الدولة، وهو ما تعتبره الولايات المتحدة سببًا في فائض القدرة التصنيعية الذي يُغرق الأسواق ببضائع رخيصة.
وتنفي الصين الاتهامات، مؤكدة أن نجاحها التصديري يعود إلى الابتكار. وفي حال فشل المفاوضات أو عدم تمديدها، قد تعود التعريفات الجمركية إلى مستويات 145% من الجانب الأمريكي و125% من الجانب الصيني.
لم تقتصر تصريحات بيسنت على الملفات الاقتصادية الثنائية، إذ أكد نيته توجيه تحذيرات إلى بكين بشأن استمرارها في شراء النفط الروسي والإيراني الخاضع للعقوبات، إلى جانب ما وصفه بمحاولات دعم الحرب الروسية على أوكرانيا.
وأشار إلى دعم حزبي واسع في مجلس الشيوخ الأمريكي لمشروع قانون يفرض رسومًا بنسبة 100% على واردات الدول التي تواصل شراء النفط الروسي ، وعلى رأسها الصين والهند، مؤكدًا أنه سينسّق مع الشركاء الأوروبيين للضغط في الاتجاه ذاته.
من جهة أخرى، كشف بيسنت عن استعدادات أمريكية للإعلان عن "مجموعة من الاتفاقيات التجارية" مع دول أخرى، من ضمنها اليابان، رغم التحديات التي تواجه الحزب الحاكم هناك. وأضاف: "لن أفاجأ إذا تمكنا من التوصل إلى اتفاق مع اليابان بسرعة".
وفي ما يخص السياسات الجمركية العالمية ، أشار الوزير الأمريكي إلى احتمال عودة الرسوم المفروضة على معظم الدول إلى مستويات 2 نيسان/أبريل، أي أقل من المعدلات الحالية البالغة 10%، لكنه شدد في الوقت ذاته على أن المفاوضات ما تزال مستمرة.