تراجعت أسعار النفط بصورة حادة بعد أن أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، مما هدّأ المخاوف من اضطراب الإمدادات في منطقة الشرق الأوسط المنتجة الرئيسية للنفط.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 3.27% إلى 69.12 دولارا للبرميل في أحدث تعاملات، بعد أن انخفضت في وقت سابق بأكثر من 4% ولامست أدنى مستوى لها منذ 11 يونيو/حزيران الجاري.
ونزل خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 3.33% إلى 66.19 دولارا للبرميل، بعد أن انخفض 6% إلى أدنى مستوى له منذ 9 يونيو/حزيران الجاري في وقت سابق من الجلسة.
وأعلن ترامب أمس الاثنين أن إسرائيل وإيران وافقتا بشكل كامل على وقف لإطلاق النار، وإذا التزم الطرفان بالتوقيتات المحددة فستنتهي الحرب رسميا بعد 24 ساعة لينتهي صراع استمر 12 يوما.
وقالت بريانكا ساشديفا كبيرة محللي السوق لدى "فيليب نوفا" "إذا التزم الطرفان بوقف إطلاق النار كما أُعلن فقد يتوقع المستثمرون عودة أسعار النفط إلى طبيعتها".
وأضافت "في المستقبل، سيلعب مدى التزام إسرائيل وإيران ببنود وقف إطلاق النار المعلنة في الآونة الأخيرة دورا مهما في تحديد أسعار النفط".
وإيران هي ثالث أكبر منتج للنفط الخام في منظمة أوبك، وسيتيح خفض التصعيد لها تصدير المزيد من النفط ومنع اضطراب الإمدادات، وهو ما شكّل عاملا رئيسيا في ارتفاع أسعار النفط خلال الأيام الماضية.
وهوت أسعار النفط بأكثر من 7% عند التسوية في الجلسة السابقة بعد أن ارتفعت إلى أعلى مستوياتها في 5 أشهر عقب الهجوم الأميركي على المنشآت النووية الإيرانية مطلع الأسبوع، والذي أثار مخاوف من اتساع رقعة الصراع الإسرائيلي الإيراني.
تراجع الذهب إلى أدنى مستوى في أسبوعين تقريبا اليوم الثلاثاء مع تحسن شهية الإقبال على المخاطرة بعد إعلان ترامب وقف إطلاق النار لإنهاء الصراع الذي استمر 12 يوما، مما قلص الطلب على أصول الملاذ الآمن.
وفي أحدث تعاملات هبط الذهب في المعاملات الفورية 1.33% إلى 3324.28 دولارا للأوقية (الأونصة)، ونزلت العقود الأميركية الآجلة للذهب 1.56% إلى 3342.40 دولارا.
وقال إيليا سبيفاك رئيس إدارة الاقتصاد الكلي العالمي في "تيستي لايف" "يبدو أن قدرا كبيرا من المخاطر الجيوسياسية يخرج من السوق هنا على الأمد القريب بعد وجود مؤشرات على خفض التصعيد بين الولايات المتحدة وإيران".
وأعلن ترامب أمس الاثنين وقفا "كاملا وشاملا" لإطلاق النار بين إسرائيل وإيران ، مما قد ينهي حربا استمرت 12 يوما وأثارت مخاوف من المزيد من التصعيد في المنطقة.
وفي غضون ذلك، قالت نائبة رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي لشؤون الإشراف ميشيل بومان أمس الاثنين إن الوقت المناسب لخفض أسعار الفائدة يقترب في ظل مخاطر محتملة على سوق العمل.
وينتظر المستثمرون كلمة رئيس المجلس ( البنك المركزي الأميركي) جيروم باول أمام لجنة الخدمات المالية بمجلس النواب في وقت لاحق من اليوم الثلاثاء، وكان باول حذر بشأن الإشارة إلى تيسير السياسة النقدية في الأمد القريب.
وقال سبيفاك إن "التوقعات بزيادة أسعار الذهب مرتفعة، لكننا قد نشهد تصحيحا على الأجل القريب وصعودا في قيمة الدولار إذا أقنع باول الأسواق بأنهم لن يخفضوا أسعار الفائدة أكثر من مرتين هذا العام".
أما المعادن النفيسة الأخرى فكان أداؤها كالتالي:
تراجع الدولار الأميركي فيما ارتفع الدولاران الأسترالي والنيوزيلندي على إثر إعلان ترامب وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، مما أحدث موجة من الإقبال على المخاطرة في الأسواق.
وارتفع الدولار الأسترالي الحساس للمخاطر على خلفية هذه الأنباء، وزاد في أحدث التداولات 0.77% إلى 0.6508 دولار، كما صعد الدولار النيوزيلندي 0.93% إلى 0.6032 دولار.
وقال كبير المحللين المتخصصين في العملات ببنك أستراليا الوطني رودريجو كاتريل تعليقا على إعلان وقف إطلاق النار "هذا خبر إيجابي للإقبال على المخاطرة بالتأكيد".
وأضاف "نحن بالطبع بحاجة إلى مزيد من التفاصيل بشأن ما يعنيه هذا الأمر تحديدا، أعتقد أن الأمر يتعلق بشروط وقف إطلاق النار ، وما هي الشروط لاتفاق سلام أطول أمدا".
وانخفض الدولار على نطاق واسع في أعقاب هذه الأنباء بعدما استمد دعما الأسبوع الماضي من الطلب على الملاذ الآمن.
وانخفضت العملة الأميركية 0.71% مقابل الين إلى 145.11، وصعد اليورو 0.25% إلى 1.16 دولار، وارتفع الجنيه الإسترليني 0.64% إلى 1.36 دولار.
واستفاد الين واليورو من انخفاض أسعار النفط، إذ يعتمد الاتحاد الأوروبي واليابان اعتمادا كبيرا على واردات النفط والغاز الطبيعي المسال، في حين تعد الولايات المتحدة مصدرا صافيا.
ومقابل سلة من العملات انخفض مؤشر الدولار 0.41% إلى 98.02 مواصلا انخفاضه بأكثر من 0.5% في الجلسة الماضية.