سجلت سلسلة مطاعم ماكدونالدز الأمريكية أكبر انخفاض في مبيعاتها داخل الولايات المتحدة، منذ ذروة جائحة كورونا، وهو ما أرجعته الشركة إلى مخاوف المواطنين بشأن حالة الاقتصاد الأمريكي.
ورغم تدشين الشركة حملة تسويقية من خلال فيلم ماين كرافت هذا العام، وتقديم عروض على منتجاتها لفترات طويلة، إلا أن زيارات المستهلكين الأمريكيين لأفرع سلسلة مطاعم البرغر انخفض خلال الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام، مقارنة بالعام الماضي.
وقال الرئيس التنفيذي لماكدونالدز كريس كيمبزينسكي، إن العملاء "يعانون حالة من الشك"، مؤكداً للمستثمرين أن الشركة قادرة على "تجاوز أصعب ظروف السوق".
وتعمل ماكدونالدز منذ أشهر لاستعادة ثقة العملاء، بعد أن تعرضت لردود فعل عنيفة بسبب ارتفاع أسعار منتجاتها، خاصة بالنسبة للأسر منخفضة الدخل.
لكنها لم تحقق هدفها، إذ انخفضت إيرادات فروعها في الولايات المتحدة، التي افتتحتها قبل عام تقريباً بنسبة 3.6 في المئة، خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2025 مقارنة بالعام الماضي.
وتمثل هذه النتائج أكبر انخفاض في المبيعات في الولايات المتحدة منذ يونيو/حزيران من عام 2020 ، حين انخفضت متأثرة بقيود جائحة كورونا.
وتزامن الانخفاض المفاجئ في مبيعات الشركة مع انكماش الاقتصاد الأمريكي، الذي تراجع بمعدل سنوي 0.3 في المئة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2025، وهو أول انخفاض رُبع سنوي في الإنتاج منذ عام 2022.
ورداً على أداء الاقتصاد الأمريكي، دعا الرئيس دونالد ترامب إلى "الصبر"، وقال إنه يحتاج إلى "قليل من الوقت"، ووصف الأرقام بأنها انعكاس لمرحلة "اقتصاد بايدن"، في إشارة إلى الرئيس الأمريكي السابق.
لكن داني هيوستن، رئيسة قسم التحليل المالي في شركة إيه جيه بيل، قالت إن الأمريكيين "يشعرون بالقلق ويقلصون الإنفاق التقديري"، مضيفة أنهم "قلقون من ارتفاع الأسعار بشكل أكبر، ومن ازدياد أعباء الميزانيات التي تعاني بالفعل من تأثير التضخم السابق، بما يتجاوز نقطة الانهيار".
وتوضح أنهم "قلقون من احتمال فقدان الوظائف إذا استمر تعثر الاقتصاد، في ظل سعي الشركات لاستيعاب بيئة التعريفات الجمركية المستحدثة".
وتعكس أرقام ماكدونالدز حالة الاقتصاد خلال الشهرين الأولين من رئاسة دونالد ترامب، حيث انتهت فترة إبلاغ الشركات بنتائج الوضع الاقتصادي قبيل إعلان الرئيس عن التعريفات الجمركية في 2 أبريل/نيسان الماضي.
وأثار هذا اليوم، الذي أطلق عليه ترامب "يوم التحرير" المزيد من الارتباك بين العديد من الشركات والمستهلكين.
وقال رئيس ماكدونالدز كيمبزينسكي: "يواجه المستهلكون اليوم حالة من الشك، لكن يمكنهم دائماً الاعتماد على ماكدونالدز في الحصول على أسعار استثنائية".
وأضاف: "تتمتع ماكدونالدز بإرث من الابتكار والريادة والمرونة منذ أكثر من 70 عاماً، وكل ذلك يمنحنا الثقة في قدرتنا على التعامل حتى مع أصعب ظروف السوق".
وأدى انخفاض مبيعات ماكدونالدز في الولايات المتحدة، خلال الربع الأول من العام الجاري حتى مارس/آذار، إلى انخفاض في إيرادات الشركة العالمية بنسبة 1 في المئة، على الرغم من نمو مبيعاتها في اليابان وأستراليا.
وتباينت ردود فعل الشركات منذ كشف ترامب عن خططه للرسوم الجمركية وتطبيقها، وهي ضريبة يدفعها كل فرد أو شركة تشتري سلعة من خارج الولايات المتحدة.
وكشفت شركة إنتل عملاق التكنولوجيا، هذا الأسبوع، عن أن التكاليف سترتفع، وأن الركود الاقتصادي أصبح مرجحاً جداً بسبب رسوم ترامب الجمركية.
كما أعلنت شركة أديداس، العلامة التجارية الرائدة في مجال الملابس الرياضية، أن الرسوم ستؤدي إلى ارتفاع أسعار الأحذية الرياضية الشهيرة في الولايات المتحدة، ومنها "غازيل" و"سامبا".
واتخذت شركة التوصيل العملاقة "دي إتش إل" إجراءات لمواجهة السياسة التجارية الأمريكية، منها وقف عمليات تسليم البضائع التي تزيد قيمتها عن 800 دولار أمريكي، قبل أن تتراجع بعد التفاوض على "تعديلات" في القواعد الجمركية.
ويقول ترامب وأنصاره إن هذه السياسات ستساعد في توفير المزيد من الوظائف داخل الولايات المتحدة، حيث ستضطر الشركات لإنشاء مصانعها ونقل عملياتها إلى البلاد لتجنب الضرائب الجديدة.
لكن العديد من الشركات والاقتصاديين قالوا إن تحقيق ذلك سيكون "صعباً"، ومن المرجح أن تتسبب هذه السياسات في فقدان الوظائف وتداعيات اقتصادية سلبية، على المدى القصير على الأقل.