القاهرة – أغلقت سلسلة محال "بلبن" الشهيرة في مصر جميع فروعها البالغ عددها 110 فروع فضلا عن مصانعها ومنشآتها في خطوة مفاجئة أثارت تساؤلات واسعة بشأن علامة تجارية تعمل في 9 دول عربية.
القرار المفاجئ طال كيانات أخرى مرتبطة بسلسلة المحال المصنعة للأغذية والمشروبات، مثل "بهيج" للأسماك و"عم شلتت" للفطائر و"كرم الشام" للمأكولات الشامية و"وهمي" للوجبات السريعة، بعد اكتشاف "عينات" تسببت في حالات تسمم غذائي، وفق الطرح الرسمي الحكومي.
لكن الإغلاق المفاجئ فتح بابًا واسعًا من التكهنات، خاصة وأن بلبن نمت بسرعة مصحوبة بحملة إعلانات ضخمة، فقد أنشئت منذ 4 سنوات، وامتد نشاطها من داخل مصر إلى 9 دول عربية، ويعمل بها نحو 25 ألف موظف، حسبما ذكرت الشركة.
البداية كانت، قبل أيام، بإغلاق عدد من الفروع في بعض المناطق في القاهرة وبعض المحافظات في أعقاب شكاوى من مستهلكين بشأن منتجات غذائية فاسدة وحالات تسمم محتملة.
في المقابل، نفت سلسلة بلبن أن يكون إغلاق الفروع مرتبطًا بحالات تسمم أو أي بلاغات أو تقارير طبية رسمية بهذا الشأن، موضحة أن الأمر يتعلق بإغلاق إداري "لأسباب تنظيمية تتعامل معه الشركة بكل احترام وشفافية"، إلا أن الشركة أشارت إلى أن الأمر "يتجاوز مجرد ملاحظة أو مخالفة"، معربة عن وجود "تساؤلات لم تجد لها إجابات واضحة"، وفق تعبير الشركة الوارد في بيانها.
من جانبها، أشارت الهيئة القومية لسلامة الغذاء إلى أن فرقها الرقابية قامت بحملات تفتيش موسعة على منشآت بلبن والسلاسل الأخرى محل الشكاوى، بالإضافة إلى رصد أي مخالفات تتعلق بالغش الغذائي، وفق بيان نشره مجلس الوزراء.
وحسب الهيئة "أسفرت نتائج التحاليل عن وجود بكتيريا مُمرضه في العديد من المنتجات الغذائية المعدة للتداول، هذه البكتيريا تُعتبر من الأسباب الرئيسية للتسمم الغذائي، وتؤثر على الجهاز الهضمي بشكل أساسي. كذلك احتوت بعض المنتجات على ألوان محظورة دوليا، بينما تم تخزين البعض الآخر بطرق غير صحيحة مما قد يساعد على فساد المنتجات وتغيّر خصائصها و فسادها".
في خضم الأزمة، أصدرت الشركة بيانًا رسميًا ناشدت فيه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالتدخل العاجل لحمايتها، مؤكدين أن الإغلاق الكامل يهدد مصدر رزق آلاف الأسر ويعطل نشاطا تصديريًا مهما، مشيرة إلى أنها لم تتلق توضيحًا رسميًا بشأن سبب الإغلاق الكامل، رغم استعدادها التام للخضوع لأي رقابة أو مراجعة قانونية.
يشار إلى أن السلطات السعودية أغلقت خلال شهر رمضان الماضي عدة فروع لسلسلة بلبن في الرياض، إثر رصد حالات تسمم مرتبطة بمنتجاتها، وأعلنت وزارة الشؤون البلدية والإسكان تطبيق إجراءات إغلاق مؤقت حتى استكمال التحقيقات، وسط تأكيدات على تعامل فرق الرقابة مع البلاغات بصرامة.
ولم تُصدر شركة بلبن بيانات مالية رسمية توضح أرباحها وإيراداتها السنوية، وهي غير مدرجة بالبورصة المصرية وغير ملزمة بنشر إفصاحات حول نتائجها المالية، لكن رئيس مجلس إدارة الشركة مؤمن عادل قال إن بلبن تبيع ملايين المنتجات يوميًا وتوظف نحو 25 ألف موظف، مما يدل على حجم عملياتها الكبير وانتشارها الواسع في السوق المحلي والعربي .
من جانبه، يعترض الدكتور مؤمن عادل على ما وصفه بـ"الحملة الممنهجة" التي تستهدف الشركة، إذ تساءل في مداخلة هاتفية مع أحد البرامج التليفزيونية المحلية: "هل من المنطقي أن تؤدي مشكلة في فرع واحد -إن وجدت- إلى إغلاق جميع الفروع؟".
جدير بالذكر ان جهاز حماية المستهلك والمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام كانا قررا قبل أيام وقف ومنع تداول إعلان لبلبن لمخالفته الآداب العامة وتضمنه تمييزًا وإساءة للعلامة التجارية لمنافس آخر.
وفي تطور سريع ومثير، بعد ساعات من البيان الأول، عادت "بلبن" لتصدر بيانا جديدا أكثر تفاؤلًا، شكرت فيه الرئيس عبد الفتاح السيسي "لتدخله السريع" ودعوته لعقد اجتماع عاجل مع الجهات المعنية، وأكدت الشركة التزامها الكامل بمعايير السلامة الغذائية، ما يشير إلى احتمال عودتها للعمل إن تم التوصل إلى تفاهمات مع الجهات الرقابية.
وأعلنت الشركة في اليوم التالي إعادة فتح فروعها المغلقة في السعودية.