سلطت الكاتبة المتخصصة في الشؤون المالية الشخصية جيمي كاتمول -في مقال حديث نشرته مجلة فوربس- الضوء على الكيفية التي يمكن من خلالها استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي "إيه آي" (AI) لتحقيق الاستقلال المالي، خاصة من خلال دعم رواد الأعمال في إطلاق مشروعاتهم بأقل التكاليف الممكنة.
ولطالما اعتُبرت تكلفة تطوير البرمجيات من أكبر العقبات أمام تأسيس الشركات، خصوصا في مجالات التقنية.
إذ قد تصل تكلفة تطوير تطبيقات الهاتف إلى ما بين 30 ألفا و300 ألف دولار، إلى جانب التكاليف المرتفعة لتوظيف فرق تطوير داخلية أو التعاقد مع شركات خارجية. إلا أن كاتمول تشير إلى أن "تقدم أدوات الذكاء الاصطناعي في البرمجة قد غيّر المعادلة تماما".
وتقدم شركة "سوفت ماين" مثالا بارزا في هذا المجال، حيث توفر منصة لتطوير التطبيقات تعتمد على الذكاء الاصطناعي، مما يتيح للمستقلين وأصحاب المشاريع الصغيرة بناء تطبيقاتهم دون الحاجة إلى مطورين محترفين، وبالتالي تقليص التكاليف بشكل كبير.
ووفقا لتقرير صدر عن شركة "ماكينزي" في 2023، فإن أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي قد ترفع من إنتاجية المطورين بنسبة كبيرة، مما يعزز من فرص خفض النفقات.
وتشير كاتمول إلى أن أدوات الذكاء الاصطناعي تمنح رواد الأعمال العديد من المزايا المالية، أبرزها:
توضح كاتمول أن الشركات الكبرى لطالما كانت تهيمن على أدوات التطوير والتقنية بفضل ميزانياتها الضخمة.
بيد أن الذكاء الاصطناعي بدأ في "تسوية أرض الملعب"، بحسب تعبيرها، من خلال منح الشركات الصغيرة والأفراد أدوات فعالة لبناء مواقع إلكترونية، وتصميم تدفقات العمل، وتطوير تطبيقات بكفاءة وجودة عاليتين.
ومن النصائح الأساسية التي قدمتها الكاتبة في التقرير: "استثمر في ما يهم فعلا"، في إشارة إلى أهمية تركيز رواد الأعمال على التسويق، وتطوير تجربة العملاء، وتحسين المنتج، بدلا من إنفاق مبالغ طائلة على التطوير البرمجي التقليدي. فمن خلال إعادة توجيه الموارد، يمكن تحقيق الاستقرار المالي والنمو طويل الأمد.
بحسب فوربس، فإن التحول نحو استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال ريادة الأعمال لم يعد خيارا، بل ضرورة في زمن يبحث فيه الجميع عن الاستقلال المالي والتحكم في مستقبلهم.
ولمن يتطلّع إلى تأسيس عمله الخاص، فإن هذه اللحظة، بفضل الذكاء الاصطناعي، قد تكون الأنسب للانطلاق نحو الحرية المالية.