آخر الأخبار

ألفريد هوبير مع القرآن.. رحلة مستشرق ألماني بين الأكاديميا والإعلام والإسلام

شارك

منذ القرن الـ16، ظل النص القرآني حاضرا في المشهد الفكري الألماني، وعلى مدى قرون طويلة، شغلت اللغة العربية والقرآن الكريم اهتمام الباحثين والمستشرقين الألمان. وبداية من القرن الـ17، غلبت على الترجمات القرآنية الرؤى المتأثرة بالانحيازات الدينية والسياسية، وقليل منها تعامل مع ترجمة القرآن بأسلوب علمي بحت.

وبعض هذه الترجمات تتسم بالسطحية والبعد عن الروح القرآنية، مثل ترجمة دافيد فريدريش ميجرلين (1772)، ولودفيغ أولمان، وفريدريش روكرت التي اتسمت بأسلوب أدبي بعيد كل البعد عن المنهج العلمي. ثم جاءت أعمال مثل ترجمة ماكس هينينغ (1901) ورودي باريت (1966) التي أثارت نقاشات واسعة حول منهجها وموقفها من الإسلام. أما الترجمة الأشهر والأكثر تأثيرا في الدراسات الأكاديمية فهي بلا شك ما قام به المستشرق تيودور نولدكه في عمله المرجعي "تاريخ القرآن"، والذي ظل لعقود أساسا في البحث الغربي.

في المقابل، ظهرت في العقود الأخيرة محاولات مختلفة أكثر موضوعية، ومن هذه الترجمات النصية الكاملة ترجمات: هينينغ، وباريت، وبوبنهايم، وخوري، وبوبتسين. بل إن بعض المترجمين اعتنقوا الإسلام بعد رحلة طويلة مع النص القرآني، فانعكس ذلك على أعمالهم بروح مختلفة تجمع بين اللغة الدقيقة والتجربة الوجدانية، ومنهم زيغريد هونكه (1913-1999م)، وآنّا ماري شيمل (1922-2003م).

في هذا السياق، يأتي الحوار مع الدكتور ألفريد هوبير، المستعرب الألماني الذي خاض تجربة شخصية وفكرية فريدة مع اللغة العربية والقرآن، وانتقل من فضاء البحث الأكاديمي إلى فضاء الإيمان والاقتراب الوجداني. يتناول حوارنا معه تجربته الخاصة في التعامل مع النص القرآني، ورؤيته لترجمات القرآن بالألمانية، وموقعها بين البحث العلمي والبحث عن الحقيقة الروحية.

وُلد ألفريد هوبير في فيينا بالنمسا عام 1953م، وعمل صحفيا في التلفزيون الألماني، ودرس العلوم في جامعة فيينا وحصل على دكتوراه في الفلسفة. وله محاضرات في العلوم الفلسفية، ودرس الأنثروبولوجيا والاستشراق واللغات الشرقية: الفارسية والتركية والعربية.

إعلان

وكان ألفريد هوبير متدينا باعتباره مسيحيا كاثوليكيا، يعدّه والداه لكي يسير في سلك الرهبنة حتى يصبح قسيسا في المستقبل، ولكنه كان شابا قلقا لا يؤمن بالمسلمات، فكان دائم البحث عن حقيقة الأشياء. وأثار انتباهه وهو في مقتبل عمره مسألة الإيمان واختلاف الأديان والصراع بينها، وكان دائما يقول: "إذا كان الجميع يعبدون الله، فإذن لمَ الاختلاف؟"، ومن هنا بدأت رحلة بحثه عن الله.

يقول: "كنت دائما أتساءل عن الحياة والآخرة وما بعد الموت، ما دفعني هذا الفضول للبحث والسفر لبلاد كثيرة بحثا عن المعرفة والحقيقة الإنسانية. ومن خلال الكتب والقراءة في مقتبل عمري، أحببت الشرق الأوسط، جذبتني الصحراء إليها، وشدني منظر الجمال فيها، وتمنيت يوما أن أزور المنطقة العربية وأعيش فيها".

"وأنا في الـ18، زرت بلادا كثيرة، وبعد التخرج من الجامعة سافرت أولا لإيطاليا ثم تركيا ودول الشرق الأوسط وأفغانستان وإندونيسيا وسريلانكا. أول رحلة طويلة كانت إلى روما، عاصمة المسيحية في العالم، ولأني شديد التدين ذهبت إلى الفاتيكان. وعندما رأيت التماثيل الضخمة، هالني منظرها ولم تجذبني إليها. أما سلوك البابوات فقد أصابني بالرعب من خلال نظراتهم وأفعالهم، وقلت: ليس هؤلاء من يعبرون عن الله في الأرض، وليسوا برجال قداسة كما تصورهم الأقانيم".

"وبعد إيطاليا، ذهبت لليونان ومنها لجزيرة رودس، ثم ذهبت إلى تركيا، وهناك وجدت روحا إنسانية ووجوها مبتسمة وضيافة جيدة. وهنا قابلت الإسلام الحقيقي في تركيا كما قرأت عنه، وبدأت أعرف الإسلام. وذهبت بعد ذلك إلى قونية، حيث قبر جلال الدين الرومي وحيث الروحانيات والضيافة وجو الطمأنينة".

مصدر الصورة ترجمة معاني القرآن للغة الألمانية (الجزيرة)

وفي أوائل السبعينيات، قمت برحلة أخرى إلى الشرق. ذهبت أولا إلى تركيا ثم سوريا والأردن، ومن هناك ذهبت إلى القدس. وبرغم تأثري بالأماكن المقدسة عندما زرت كنيسة القيامة، إلا أنه لم يجذبني جو الكهنوت كثيرا. ويوم الأحد، وجدت ما لا يقل عن 12 قداسا للأرثوذكس والكاثوليك وغيرهم، لم أسترح لجو البابوات حيث يأمرك القسيس بنبرة قاسية أن تقبل الصليب ثم يأمرك بالتبرع. وعند قبر المسيح، نفس التصرفات الكهنوتية غير المريحة حيث يقف قسيس ضخم الجثة ويأمرك أن تتبرع رغما عنك. لم أرتح لتلك الطقوس، ورأيت كما لو كانت العبادات كلها تجارة وأمور دنيوية لا أكثر.

ويستكمل ألفريد رحلته في البحث عن الحقيقة فيقول: "منذ صغري وأنا في رحلة بحثي عن الله، استهوتني قراءة النصوص الدينية في كتبها الأصلية، فدرست اللغة العبرية حتى أقرأ الإنجيل. واستهوتني ممارسة رياضة اليوغا، ثم قرأت عن الديانة الهندوسية والبوذية، ودرست اللغة السنسكريتية. وفي مقتبل شبابي، كنت أجيد 8 لغات، نسيت بعضها الآن حيث لم أذهب للهند وأفغانستان منذ فترة طويلة".

"وفي وسط هذه الرحلة المضنية، ارتحلت إلى الهند، وارتاحت نفسي في ظل الديانة البوذية، ودخلت "الأشرم"، مدينتهم المقدسة في الهيمالايا بالقرب من التبت وكشمير، ورافقت أحد المرشدين وبقيت هناك لفترة طويلة. ومن طقوسهم الدينية أن تذهب للنهر لتغتسل كما كان يفعل بوذا. نزلت النهر وأخذني التيار بقوته وكدت أن أغرق، وبالفعل غرقت ورأيت نفسي تقريبا في عالم آخر. واستولت عليّ حالة من الصفاء والهدوء الشديد وأنا بين الموت والحياة، ولم أفق إلا وأنا عارٍ تماما، حيث جردني التيار من كل ملابسي. وكان هذا بالنسبة لي ولادة أخرى، وجلست مع المرشد الهندوسي الذي نصحني بأن أختار حياة أخرى غير الهندوسية".

مصدر الصورة المستشرق ألفريد هوبير مع ترجمته لمعاني القرآن الكريم (الجزيرة)

"وبدافع الفضول والسياحة، زرت "تاج محل"، ولا أدري ماذا حدث لي؛ حيث شعرت بالهدوء والجمال عندما دخلته، وشعرت بأنني في الجنة بما رأيته من جمال وفنون كتابية وحدائق ضخمة. وهنا بدأت نفسي تطمئن إلى الإسلام في نقطة تحول أخرى بعد زيارتي لتركيا، وتيقنت أنه لا الكاثوليكية المسيحية ولا الهندوسية الهندية هي الديانة التي تختارها نفسي، وبدأت أركن إلى أن الإسلام هو الدين الذي اختارته روحي".

إعلان

إلى أسئلة الحوار:


*

الصورة الذهنية عن الإسلام قبل اعتناقك الدين الجديد، هل كانت متأثرة بالمناهج الأكاديمية، أم حاولت دراسة القرآن برؤية محايدة؟

أكذب إن قلت لك إنني كنت أتمتع بروح محايدة. بالرغم من قراءتي السابقة للأديان في كتبها الأصلية، إلا أنه كان هناك ميراث ثقيل من الأساطير التي تكبلني. كنت أنتمي إلى خلفية أوروبية مسيحية كاثوليكية، محمّلة بالصور النمطية عن الإسلام. في البداية، أردت أن أقرأ القرآن لأثبت لنفسي أنه نص صعب ومليء بالتناقضات كما صوّره المستشرقون من قبلي. لكنني فوجئت بأنني أجد فيه اتساقا عجيبا، ووحدة داخلية، وقوة بلاغية لا مثيل لها. تلك اللحظة كانت بداية تحطيم الصور النمطية التي حملتها معي.

الإنسان في الغرب يولد وهو يرضع كراهية الإسلام مع حليب أمه. وكما يحدث الآن، حيث تم الجمع بين الإسلام والإرهاب، فلا يُذكر الإسلام إلا وهو مقترن بكلمة "إرهابي". ثم جاءت الصهيونية لتكمل دور الكنيسة الصليبي القديم، واستطاعت أن تزرع في عقول كل الغربيين كراهية الإسلام. ولن يفلت من هذا الشرك سوى من حاول أن يفكر بشكل مستقل.

وأذكر في حرب 1967 كيف كان التعصب لإسرائيل، وكنت أنا وكل الغرب نقف في صفها. وكنا نصفق ونحن نسمع ونرى أن إسرائيل استولت على الجولان والضفة وشبه جزيرة سيناء في 6 أيام. ولم نكن نعرف أن هناك شعبا فلسطينيا أرضه محتلة ويدافع عن نفسه، بل كنا نعرف فقط أن هناك إرهابيين عربا اسمهم الفلسطينيون يقتلون اليهود، واليهود يدافعون عن أنفسهم. وهي نفس آلة الكذب التي ما زالت إسرائيل تعمل على تسويقها حتى الآن، وما زال كثير من الغربيين يجهلون الحقيقة وإرهاب الصهيونية العالمية، وكان هذا بالطبع بفعل الإعلام الصهيوني الذي يسيطر عليه اليهود.

حضرت مؤتمرا عن الثقافة الإسلامية في جامعة فيينا في السبعينيات، وحضره عدد كبير من أساتذة الفقه الإسلامي واللاهوت المسيحي، وحضره من مصر الدكتور إبراهيم مدكور، عضو مجمع اللغة العربية، وكان عالما كبيرا ربطتني به علاقة جيدة. وحضره أيضا فقيه من البوسنة، رئيس الجالية الإسلامية إسماعيل باليتش، وتحدثنا كثيرا عن الجمال في الإسلام. وكان يحضر أيضا الفيلسوف الألماني الكبير فريدريش روكرت، وتكلم عن الإسلام باحترام، وهو شخص عبقري ترجم أجزاء كبيرة من القرآن، وترجم مقامات الحريري بالكامل. وكان هذا المؤتمر نقطة تحول أخرى في معتقداتي.

مصدر الصورة كتاب الحريري مترجم للألمانية (الجزيرة)
*

كيف يتم تصوير المسلمين في الغرب، وكيف يرى الغربيون صورة حماس؟

كما قلت، الإعلام في الغرب يقرن الإسلام بالإرهاب بمناسبة وغير مناسبة. القاعدة هي أن كل مسلم إرهابي حتى يثبت العكس. وحماس، التي جاءت بانتخابات حرة ونزيهة باختيار الفلسطينيين في غزة، لا تُعرف في الغرب بهذه الصفة، بل بكونها منظمة إرهابية. ولهذا لا تُذكر حماس في الإعلام الغربي إلا وهي مقترنة بكلمة "الإرهابية الإسلامية". والغالبية العظمى من الشعوب الغربية مستسلمة لهذا الإعلام الكاذب، لا يعرفون أن هناك شعبا اسمه الشعب الفلسطيني كان يعيش على وطنه، حتى جاءت الصهيونية العالمية بمساعدة بريطانيا وتسليح من الولايات المتحدة لقتل الفلسطينيين وطردهم من أرضهم والاستيلاء على وطنهم. وإذا ما دافع الفلسطينيون عن أنفسهم، اتُهموا بالإرهاب، وقيل إن إسرائيل تدافع عن نفسها، في قلبٍ بشع للحقيقة، وأصبح الضحية إرهابيا، والقاتل المعتدي هو الذي يدافع عن نفسه.


*

ما الحل من وجهة نظرك لتفكيك هذه العلاقة الملتبسة بين الإعلام والإنسان في الغرب، وبين العرب وما يحدث في غزة الآن من إبادة؟

الحل يكمن في حضور العرب. وبغير حضور العرب الفاعل جغرافيا على أرضهم، وتاريخيا من خلال استغلالهم لعناصر القوة المتوفرة لديهم، لن يكون هناك حل. وإسرائيل لن تسكت عن ضرب الفلسطينيين في ظل حالة الصمت والاستسلام العربي المهين. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: أين العرب مما يحدث في غزة؟ أين دورهم في الدفاع عن الفلسطينيين؟ أين السعودية والإمارات، وأين دور مصر؟

إعلان

غياب الدول العربية عن ممارسة دورها الذي منحه لها التاريخ والجغرافيا، وتنازلهم عن هذا الدور طواعية، هو أكبر العوامل في بقاء إسرائيل وتثبيتها على خريطة الوطن الفلسطيني. وإن تنازل العرب عن دورهم، فستكون النتيجة خروجهم من التاريخ والجغرافيا عندما تستولي إسرائيل على مقدراتهم وأرضهم بعد ذلك.

إن الحكومات الغربية ربما تعرف الحقيقة، ولكنها تعجز عن الجهر بها، لأن أكبر الشركات واللوبيات السياسية في الغرب والولايات المتحدة يسيطر عليها اليهود. هذه اللوبيات تستطيع شراء السياسيين والحكومات، ولك أن تتذكر أن أي عضو في الكونغرس الأميركي إذا ما جرؤ يوما على قول الحقيقة، فلن يجد نفسه الدورة المقبلة في البرلمان. وأعطيك مثالا بأقوى شخصية سياسية في العالم وهو الرئيس الأميركي ترامب، فهو صنيعة الصهيونية ومنفذ سياستها.

مصدر الصورة الدكتور ألفريد هوبير يستعرض ترجمة معاني القرآن للغة الألمانية (الجزيرة)

لا توجد ترجمة للقرآن


*

عندما قرأت القرآن أول مرة بعد دراستك للعربية، ما الذي وجدته مختلفا عن ترجمات من سبقوك؟

لا يوجد ما يطلق عليه ترجمة للقرآن الكريم، لأن اللغة العربية لغة مقدسة، والقرآن نص مقدس لا يُقرأ إلا من خلالها. إنما كل ما يُكتب عن ترجمات القرآن هو فقط عن معاني القرآن الكريم. القرآن ليس هو الإنجيل أو التوراة، بل هو نص إلهي بمعنى الكلمة. قضيت 13 عاما أستاذا بجامعة الأزهر، انتهيت خلالها من ترجمة معاني القرآن تحت إشراف الأزهر ووزارة الأوقاف.

ولما قرأت القرآن الكريم أول مرة، أحببته، لأني كنت أحب الشعر وأكتبه، ووجدته لغة جمالية بالدرجة الأولى. ومع ذلك، لم أفكر يوما في ترجمته. تبحرت في شعر الجاهليين، فقرأت للمتنبي وكل أشعار الصوفيين مثل "ترجمان الأشواق" لابن عربي وكتب الحلاج من خلال ترجمات ماسينيون، الذي ترجم مؤلفات الحلاج بالكامل، وكان يبدو كأنه ابن الحلاج.

مصدر الصورة المنتخب في ترجمة معاني القرآن للغة الألمانية (الجزيرة)
*

كيف أعلنت عن إيمانك بالإسلام؟ وهل اختلفت رؤيتك للقرآن بعد إسلامك؟

أعلنت إسلامي أول مرة في إسطنبول سنة 1974. ولهذا اليوم قصة؛ كنت أناقش أحد الأصدقاء، وصعد بنا النقاش حول قضايا أساسية في العقيدة الإسلامية. وبعد أن انتهينا، فوجئت بصديقي يقول لي: "ألفريد، أنت مسلم، كل كلامك يؤكد إسلامك". بعد هذه الجملة، زالت دهشتي، وسكتُّ. فقال لي: "هيا بنا إلى المسجد نصلي". وذهبنا، وقال لي عليك أن تعلن إسلامك. وبالفعل، قرأت الشهادتين وسط تكبير المصلين وهتافاتهم. كانت لحظة فارقة في حياتي. بالرغم من قناعتي بالدين الإسلامي، إلا أن رؤية عيون المصلين نحوي وهي تحمل بريق الفرح هزني من داخلي.

وأعلنت إسلامي مرة ثانية عام 1981 في الجامع الأزهر، عندما جئت إلى مصر لتدريس اللغة الألمانية في جامعة الأزهر. ولما جاء الدكتور محمد حمدي زقزوق وزيرا للأوقاف، كلفني بترجمة القرآن. ولما ناقشته، وقلت له إن هناك من هو أفضل مني، صمم على أن أقوم أنا بالترجمة لكوني ألمانيا مسلما، وقمت بها بمشاركة الدكتور مصطفى ماهر.


*

كيف كان رد الفعل على إسلامك في الوسط الأكاديمي ومحيطك الأسري؟

كانت هناك وجهات نظر متباينة؛ من أنكر عليّ ذلك، ومن قال هذه حرية شخصية، ومن قاطعني. لكن أكثر المتشددين ضد اعتناقي الإسلام كانت أمي، وكانت كاثوليكية متشددة للغاية، وغضبت مني وقاطعتني. ولكن قلت لها إن كل شيء ممكن إلا أن أترك الإسلام، وإن اعتناقي له هو نتاج مسيرة طويلة من البحث عن الحقيقة.

الاستشراق الألماني والقرآن


*

هناك من يرى أن الألمان تعاملوا مع القرآن من وجهة نظر معادية، هل تعاملوا معه بأمانة؟

بداية، أقول إن أي ترجمة للقرآن لأي لغة أخرى لن تأتي بالمأمول منها، لأنه ثبت علميا أن اللغة العربية تحوي من المفردات أضعاف ما تحتويه اللغات الأخرى. فضلا عن أن هذه الترجمة إن لم تأتِ من عقل مسلم مؤمن، فلن تكون منضبطة مهما كانت درجة حياده العلمي. القرآن نص مقدس يصعب ترجمته، واللغة العربية لغة مقدسة ومعجزة.

تراوحت الترجمات القرآنية الألمانية بين الأهواء ومحاولة الالتزام بالأمانة العلمية، وخاصة من المترجمين اليهود غير المؤمنين بالقرآن. وكان هناك الدكتورة آنّا ماري شيمل، المؤمنة بالقرآن، والتي أخرجت أكثر من 50 كتابا دفاعا عن الإسلام. أما برنارد لويس الأميركي، فهو مغرض وموجّه في كتاباته.

وأستطيع أن أقول إن أفضل من ترجم القرآن هو المترجم الألماني فريدريش روكرت. لم أعرف إن كان قد أسلم أم لا، ولكن من القراءة أعتقد أنه كان من داخله مسلما حقيقيا. ومن الترجمات الجديدة أيضا ترجمة السفير مراد هوفمان، ومن الترجمات الأكاديمية العلمية ترجمة الدكتور رودي باريت.

المنتخب في ترجمة معاني القرآن للغة الألمانية للمترجم ألفريد هوبير (الجزيرة)
*

هل تغيرت علاقتك بالثقافة الألمانية بعد اعتناق الإسلام؟

إعلان

بالطبع، فقد تركت أوروبا والنمسا، وأعتبر نفسي عربيا مصريا مسلما. ولم تعد لي علاقة بالنمسا أو ألمانيا إلا بوجود إخوتي، فقد استقريت في مصر، وتزوجت، وحتى اسمي غيرته، وأصبحت باسمي الجديد "علي".


*

لو اختصرت رحلتك قبل اعتناق الإسلام وبعده، فماذا تقول؟

أستطيع أن أوجز هذه الرحلة الطويلة في جملة واحدة: أنني انتقلت من الظلمات إلى النور.

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار