تؤثر قلة النوم على القلب وعملية الأيض والصحة النفسية. وتزيد قلة ساعات النوم يومياً من خطر الإصابة بأمراض القلب والسمنة. كما تُسبب قلة الراحة القلق والإرهاق العاطفي.
ووفقاً لما نشرته صحيفة "تايمز أوف إنديا" Times of India، ينصح الخبراء بالنوم من سبع إلى تسع ساعات يومياً. ويمكن لتغييرات بسيطة كالالتزام بجدول زمني وتجنب الشاشات قبل النوم أن تُحسّن من عملية النوم.
إن النوم الجيد ضروري لحياة أطول وأكثر صحة، في حين يؤدي الحرمان من النوم إلى عواقب وخيمة، كما يلي:
يزيد الحرمان من النوم من خطر الإصابة بأمراض القلب. ومن أكثر آثار قلة النوم إثارة للقلق إجهاد القلب.
توصلت دراسة نُشرت في الدورية الأميركية لطب نمط الحياة، إلى أن قلة النوم ترتبط ارتباطاً وثيقاً بارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بما يشمل ارتفاع ضغط الدم والسكتة الدماغية وأمراض القلب التاجية.
ووفقاً لهذه الدراسة، فإن قلة النوم أو كثرته ربما تزيدان من خطر الوفاة المبكرة، لكن قلة النوم، أقل من سبع ساعات في الليلة، تُمثل الخطر الأكبر.
عندما لا يأخذ الشخص قسطاً كافياً من النوم يبقى جسمه في حالة توتر خفيفة. ويظل ضغط دمه مرتفعاً، ويزداد معدل ضربات القلب، ويفرز الجسم المزيد من هرمونات التوتر مثل الكورتيزول.
ويمكن ألا تبدو هذه التفاعلات كبيرة على المدى القصير، ولكنها على مدار أسابيع وأشهر، تُنهك النظام القلبي الوعائي.
إن الأشخاص، الذين ينامون بانتظام أقل من 6 ساعات، أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم بنحو 1.6 مرة من أولئك، الذين يحصلون على قسط كافٍ من الراحة.
وتتفاقم هذه المشكلة مع التقدم في السن. كما أن كبار السن الذين يعانون بالفعل من مشاكل صحية أكثر عرضة للخطر، ولكن الدراسات تظهر أيضاً أن الشباب الذين ينامون أقل يكونون أكثر عرضة بنسبة 25% للإصابة بأمراض القلب طويلة الأمد.
تُسبب قلة النوم شعوراً بالتعب، وتؤثر أيضاً على كيفية إدارة الجسم للطعام والطاقة. تغير مدة النوم القصيرة آلية عمل الهرمونات. فهي تُخفض هرمون الليبتين (الذي يُساعد على الشعور بالشبع) وترفع هرمون الغريلين (الذي يُشعر بالجوع).
ونتيجة لذلك، تشتهي المزيد من الطعام، وخاصة الوجبات الخفيفة السكرية أو الغنية بالكربوهيدرات. وأكدت العديد من المراجعات العلمية وجود علاقة عكسية بين مدة النوم وخطر السمنة، مما يعني أن النوم أقل من ست ساعات أو أكثر من تسع ساعات يزيد من فرص زيادة الوزن.
إن الأشخاص الذين يعانون من قلة النوم أكثر عرضة للإصابة بالسمنة بحوالي مرة ونصف من أولئك الذين ينامون بشكل طبيعي. كما تتأثر نسبة السكر في الدم بشكل سلبي. تُقلل قلة النوم من حساسية الأنسولين، مما يعني أن الجسم يُكافح لتنظيم مستويات الغلوكوز، مما يُمكن، مع مرور الوقت أن يؤدي إلى الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. حتى إن بعض الدراسات تُظهر أن الرجال الذين ينامون أقل من ست ساعات باستمرار يواجهون خطراً أعلى للإصابة بمرض السكري من النساء.
إن آثار قلة النوم أعمق من مجرد الشعور بالضيق أو التعب. ووفقاً لمراجعات علمية مختلفة، يزيد الحرمان المزمن من النوم من القلق وعدم الاستقرار العاطفي وأعراض الاكتئاب. وتضعف قدرة الدماغ على تنظيم العواطف بسبب قلة النوم. وتُصبح اللوزة الدماغية، المسؤولة عن معالجة العواطف، مفرطة النشاط، بينما تتباطأ المناطق التي تتحكم في الحكم وتهدئة الاستجابات. يُسهل هذا الخلل الشعور بالإرهاق أو القلق أو الغضب.
وقد كشفت بعض الدراسات أن الأشخاص الذين ينامون أقل باستمرار يُبلغون عن مستويات أعلى من هرمونات التوتر وانخفاض في المرونة العاطفية. ومع مرور الوقت، يمكن أن يؤثر قلة النوم أيضاً على العلاقات والحياة الاجتماعية. فهو يُقلل من الصبر والتعاطف والتركيز، وهي كلها أمور حيوية للحفاظ على علاقات صحية.
يعتبر خبراء الصحة النفسية الآن قلة النوم أكثر من مجرد عرض للتوتر أو الاكتئاب، بل هي أيضاً سبب مُساهم. يُحسّن الحصول على قسط كافٍ من الراحة القدرة على التعامل مع التوتر وتنظيم المشاعر، مما يجعله جزءاً أساسياً من الصحة النفسية.
أما الخبر السار فهو أنه يمكن تحسين عادات النوم بتغييرات بسيطة في نمط الحياة. ويكمن السر في المواظبة والوعي.
يُنصح البالغون بالنوم من سبع إلى تسع ساعات يومياً، وكبار السن بسبع ساعات على الأقل. ويُمكن اللجوء إلى بعض الطرق العملية لاستعادة أنماط نوم صحية، كما يلي:
• الالتزام بجدول زمني ثابت بحيث يتم الذهاب إلى الفراش والاستيقاظ في نفس الوقت كل يوم، حتى في عطلات نهاية الأسبوع.
• تجنب الشاشات قبل النوم. يُؤخر الضوء الأزرق المنبعث من الهواتف وأجهزة الكمبيوتر المحمولة إفراز الميلاتونين، مما يُصعّب النوم.
• التقليل من تناول الكافيين والوجبات الدسمة ليلاً. فكلاهما يُؤثر على إيقاع الراحة الطبيعي للجسم.
• الحفاظ على برودة الغرفة وهدوئها. تُحسّن البيئة المريحة جودة النوم.
• يجب الحرص على الاسترخاء. يُمكن تجربة القراءة أو التأمل أو التمدد الخفيف قبل النوم كعلامات للجسم على أن وقت الراحة قد حان.
• يُشير خبراء الصحة العامة أيضاً إلى ضرورة اعتبار أماكن العمل والمدارس النوم جزءاً من الصحة العامة. يُمكن أن يُساهم تعديل الجداول الزمنية وتعزيز مرونة ساعات العمل والحد من العمل في وقت متأخر من الليل بشكل كبير في تحسين نتائج الصحة المجتمعية.
المصدر:
العربيّة