منذ منتصف ثلاثينيات القرن العشرين، اتجهت امبراطورية اليابان لاعتماد سياسة عسكرية توسعية بآسيا.
فبداية من العام 1937، لم تتردد اليابان في التدخل عسكرياً ضد الصين معلنة بذلك بداية الحرب الصينية اليابانية الثانية. وفي 7 ديسمبر 1941، عمدت اليابان لمهاجمة قاعدة بيرل هاربر الأميركية بعرض المحيط الهادئ متسببة بذلك في توسع الحرب العالمية الثانية.
وخلال الأيام التي تلت هجوم بيرل هاربر، لم تتردد اليابان في التدخل عسكرياً ضد المستعمرات البريطانية والأميركية بشرق آسيا.
إلى ذلك، تبلورت السياسة التوسعية اليابانية تدريجياً خلال الثلاثينيات تزامناً مع صعود العسكريين وتزايد نفوذهم بالبلاد. ومع تعيين الجنرال هيديكي توجو (Hideki Tojo) رئيساً للوزراء في أكتوبر 1941، توقع كثيرون توجيه اليابان لضربة عسكرية ضد الأميركيين والبريطانيين بالمنطقة.
صلب الحكومة التي ترأسها منذ 18 أكتوبر 1941، تقلد توجو العديد من الحقائب الوزارية حيث تولى، إضافة لرئاسة الوزراء، مناصب وزير الذخيرة ووزير الحرب ووزير التجارة والصناعة ووزير التعليم ووزير الخارجية ووزير الشؤون الداخلية لفترات وجيزة.
وخلال الأشهر الأولى من فترة توجو، شنت اليابان هجوم بيرل هاربر متسببة بذلك في توسع الحرب العالمية الثانية نحو المحيط الهادئ. وفي الأشهر الستة الأولى التي تلت دخولها الحرب العالمية، حققت اليابان تقدماً عسكرياً هائلاً سيطرت من خلاله على مستعمرات جديدة تزامناً مع هيمنتها على مجريات الأحداث في المحيط الهادئ.
غير أن التفوق الياباني لم يدم طويلاً. فمع دخول الولايات المتحدة الأميركية الحرب بكامل ثقلها تعرضت اليابان لنكسات عديدة. وقد جاءت أولى هذه النكسات في يونيو 1942 حيث مني اليابانيون بهزيمة قاسية في معركة ميدواي (Midway) وخسروا 4 من أهم حاملات طائراتهم. وفي الفترة التالية، شن الأميركيون حملة بالمحيط الهادئ لطرد اليابانيين من الجزر التي سيطروا عليها عقب بيرل هاربر.
خلال العام 1944، أخذت الأمور منحى خطيراً بالنسبة لليابانيين. ففي غضون أشهر، خسروا جزر مارشال وجزر ماريان. وقد جاءت أسوأ هذه الخسائر يوم 9 يوليو 1944 تزامناً مع سقوط جزيرة سايبان (Saipan)، ضمن معارك جزر ماريان، في قبضة الأميركيين. وبسبب ذلك، أصبحت المدن اليابانية بمرمى قاذفات القنابل الأميركية.
إلى ذلك، جاء سقوط سايبان ليشكل صدمة لليابانيين الذين أصبحوا شبه متأكدين من استحالة فوزهم بالحرب. كما أثر سقوط هذه المنطقة بقبضة الأميركيين على معنويات اليابانيين الذين تخوفوا من غارات جوية انتقامية ضد مدنهم.
وفي خضم هذه الأحداث التي تلت سقوط سايبان، تزايدت حالة الغضب الشعبي ضد أداء حكومة توجو. وامتد هذا الاستياء ليشمل كبار قادة البحرية وجيش البر والإمبراطور الياباني هيروهيتو نفسه. وتحت وطأة حالة الغضب العامة ضده، استقال توجو من منصبه في 18 يوليو 1944، أي بعد 9 أيام من سقوط سايبان، لتعرف بذلك السياسة العسكرية التوسعية اليابانية نهايتها.
لاحقاً، استلم الجنرال كونياكي كوازو (Kuniaki Koiso) منصب رئيس الوزراء لتعرف بذلك السياسة الخارجية اليابانية تغيراً جذرياً حيث فضلت الحكومة الجديدة البحث عن طريقة لإنهاء الحرب.