آخر الأخبار

قمة جنيف.. يوم حاول العالم إنهاء الحرب الباردة وتوحيد ألمانيا

شارك
قادة الدول الكبرى خلال قمة 1955

مع نهاية الحرب العالمية الثانية وهزيمة دول المحور، عاش العالم على وقع بداية الحرب الباردة التي مثلت صراعاً غير معلن بين المعسكر الشرقي، بقيادة الاتحاد السوفيتي، والمعسكر الغربي الذي تزعمته الولايات المتحدة الأميركية.

وخلال فترة حكم جوزيف ستالين للاتحاد السوفيتي، شهد الصراع بين أميركا وحلفائها، والاتحاد السوفيتي تصعيداً غير مسبوق خاصة مع تقسيم ألمانيا لدولتين شرقية وغربية وإعلان تأسيس حلف شمال الأطلسي.

ومع رحيل ستالين سنة 1953، مال المسؤولون الجدد بالاتحاد السوفيتي نحو التهدئة أملاً في تخفيف حدة النزاع مع الغرب. وانطلاقاً من ذلك، احتضنت مدينة جنيف السويسرية سنة 1955 قمة بهدف وضع حد للتصعيد بين موسكو وواشنطن.

جوزيف ستالين

الدول المشاركة

يوم 18 يوليو 1955، احتضنت جنيف قمة جمعت زعماء الدول الأربعة العظمى التي مثلت أهم القوى المنتصرة بالحرب العالمية الثانية. وقد حضر هذا المؤتمر حينها كل من الرئيس الأميركي دوايت أيزنهاور (Dwight D. Eisenhower) ورئيس الوزراء البريطاني أنطوني إدين (Anthony Eden) ورئيس الحكومة السوفيتية نيقولاي بولغانين (Nikolai A. Bulganin) والوزير الأول الفرنسي إدغار فور (Edgar Faure).

وإضافة لوزراء خارجية هذه الدول، الذين تواجدوا حينها ضمن مجلس وزراء الخارجية، كان القائد السوفيتي، الذي شغل حينها منصب السكرتير الأول للحزب الشيوعي السوفيتي، نيكيتا خروتشوف حاضراً لمراقبة سير أعمال القمة.

عدد من الدبلوماسيين والوزراء الأميركيين خلال قمة 1955

كما انعقدت هذه القمة حينها لمناقشة سبل تخفيف حدة التوتر على الصعيد الدولي وانعدام الثقة بين الاتحاد السوفيتي والغرب.

وتم التطرق لاتفاقيات التجارة بين الشرق والغرب والتعريفات الجمركية ومسألة سباق التسلح والحد من انتشار الأسلحة النووية.

كذلك تحدث الرئيس الأميركي أيزنهاور عن خطة لبعث نظام مراقبة جوية دولية يهدف لمنع تخزين ونقل الأسلحة الخطيرة وهو ما قد يؤدي في النهاية لنزع أسلحة الدمار الشامل من العالم.

المحادثات خلال القمة

أثناء القمة، مثلت قضايا التجارة بين الشرق والغرب أهم النقاط الساخنة. ففي السابق، وفرت المؤتمرات التجارية بين الطرفين مساحة للخلاف وتبادل التهم والنقاشات الحادة وهو ما جعلها بعيدة عن الدبلوماسية. فيما مثلت قمة جنيف فرصة لكسر الجمود والتعريف بفوائد التجارة الحرة تزامناً مع تطرق القادة لمستقبل أفضل وتعايش سلمي.

من جهة ثانية، شهدت القمة مناقشات حادة حول مسألة الأمن والتسلح وتوحيد ألمانيا. وأعلن خروتشوف عن استعداده للسماح بظهور ألمانيا موحدة على الخارطة شرط أن تكون دولة محايدة بعيد عن النزاعات الدولية تزامناً مع امتلاكها لقوة عسكرية محدودة. في حين عقّد دخول ألمانيا الغربية لحلف شمال الأطلسي في مايو 1955 الأمر وجعل شروط خروتشوف شبه مستحيلة.

نيكيتا خروتشوف

ومع نهاية القمة تفاءل الجميع بإمكانية التوصل لاتفاقيات مستقبلية مثمرة قد تخفف حدة التوتر وتنهي الخلافات بين المعسكرين الشرقي والغربي. إلى ذلك، جاء العدوان الثلاثي ضد مصر سنة 1956 ليضع حداً لهذه الآمال ويؤجج الصراع بين كل الاتحاد السوفيتي، والولايات المتحدة وحلفائها، مرة أخرى.

العربيّة المصدر: العربيّة
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار