تعد نهائيات كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم منصة مثالية لاستعراض الفنون الكروية والصلابة البدنية، غير أن الأهداف تظل الكلمة الفصل والركيزة الأساسية التي تُبنى عليها الأمجاد وتُخلد في سجلات التاريخ.
على مدار تاريخ البطولة، برزت منتخبات فرضت سطوتها بفضل فتكها الهجومي، إذ لم تكن نتائجها مجرد فوز، بل كانت استعراضا للقوة التهديفية التي أنهكت حصون الخصوم وأربكت حساباتهم.
في ما يلي قائمة 5 منتخبات هزوا الشباك في أمم أفريقيا أكثر من غيرهم:
تتربع مصر على عرش القائمة بـ175 هدفا، وهو رقم يعكس الريادة المصرية التاريخية. لم يأتِ هذا الرقم من فراغ، بل هو نتاج مشاركات قياسية -فهو أكثر المنتخبات مشاركة- وتحقيق اللقب في 7 مناسبات.
ويعتمد منتخب "الفراعنة" تاريخيا على جماعية الأداء ووجود هدافين بالفطرة مثل حسن الشاذلي، وحسام حسن، وصولا إلى محمد صلاح. القوة الهجومية المصرية تميزت دائما بالقدرة على التسجيل من أنصاف الفرص وفي أصعب الظروف التنافسية.
وشهدت الحقبة الذهبية بقيادة ديديه دروغبا، ويايا توريه، وسالمون كالو طفرة تهديفية كبرى، إذ كان المنتخب الإيفواري يسجل أهدافا بمعدلات مرتفعة بفضل أسلوب اللعب الهجومي المفتوح الذي ينتهجه في البطولة القارية.
لطالما كان المنتخب النيجري مرادفا للسرعة والأجنحة الهجومية النفاثة، لذلك يحتل هجومه المركز الثالث برصيد 146 هدفا.
لا يمكن ذكر أهداف نيجيريا دون استحضار أساطير الهجوم أمثال رشيدي يكيني، الهداف التاريخي للنسور، واللاعبين الذين تلوه مثل إيمانويل أمونيكي وفيكتور أوسيمين حاليا.
إن قوة المنتخب النيجيري تكمن في قدرته على شن مرتدات صاعقة تحسم المباريات في لحظات، وهو ما سيسعى لتأكيدها في المغرب.
بـ142 هدفا في تاريخ بطولة أفريقيا، تحتل الكاميرون الذي يمثل القوة والشخصية، المركز الرابع.
الكاميرون تمتلك في تاريخها صامويل إيتو، الهداف التاريخي للبطولة ككل برصيد 18 هدفا. هذا الرقم وحده يفسر كيف كانت الأسود تروض شباك الخصوم، معتمدة على حضور ذهني وبدني طاغٍ في منطقة الجزاء.
يعد المنتخب الغاني المتوج باللقب 4 مرات، الغائب الأبرز عن النهائيات الأفريقية في المغرب، إلى جانب غينيا والرأس الأخضر.
وهي المرة الأولى تغيب فيها غانا، بطلة أعوام 1963 و1965 و1978 و1982، عن العرس القاري بعد 10 نسخ متتالية.
ورغم هذا الغياب اللافت، يحتل منتخب "النجوم السوداء" قائمة المنتخبات الأكثر تسجيلا في تاريخ "الكان" بـ138 هدفا.
من عبيدي بيليه إلى أسامواه جيان، تميز الهجوم الغاني بالذكاء والقدرة على اختراق الدفاعات المتكتلة، مما جعله رقما صعبا في سجلات التهديف التاريخية.
بينما تتقارب الأرقام بين نيجيريا، والكاميرون، وغانا، يظل المنتخب المصري مغردا خارج السرب بفضل استمراريته وقدرته على تجديد دمائه الهجومية عبر الأجيال، وسيحاول الهجوم الحالي لمنتخب الفراعنة بقيادة محمد صلاح نجم ليفربول وعمر مرموش مهاجم مانشستر سيتي الحفاظ على "الهوية الهجومية".
المصدر:
الجزيرة
مصدر الصورة