آخر الأخبار

أميركا والهند تطلقان قمرا صناعيا دقيقا للتنبؤ بالزلازل

شارك

في خطوة مهمة في تاريخ مراقبة الأرض من الفضاء، أطلقت وكالة الفضاء والطيران الأميركية (ناسا) -بالتعاون مع وكالة الفضاء الهندية (إيسرو)- قمرًا صناعيا جديدا يحمل اسم "نيسار" بهدف مراقبة الكوكب بدقة استثنائية، وخصوصا التغيرات بسطح الأرض مثل الزلازل والانهيارات الأرضية وذوبان الجليد.

ويعتبر "نيسار" أول قمر صناعي يستخدم نوعين مختلفين من الرادار في نفس الوقت وهما النطاق "إل" والنطاق "إس" ليتمكن من رصد أدق التغيرات التي تحدث في سطح الأرض. وقد أُطلق في 30 يوليو/تموز 2025، ويتوقع أن يستمر في العمل لأكثر من 3 سنوات.

مصدر الصورة القمر الصناعي "نيسار" انطلق في 30 يوليو/تموز (ناسا-إيسرو)

راداران مختلفان

لفهم ما سبق دعنا نبدأ بتعريف الرادار، وهو جهاز يرسل موجات راديوية نحو سطح الأرض، ثم يلتقط الموجات المرتدة، وبهذا يستطيع معرفة شكل الأرض أو حركتها حتى لو كان الجو غائمًا أو ليلاً.

لكن نوع الموجة (طويلة أو قصيرة) يغيّر ما يمكن للرادار أن يراه. ونعرف أن الضوء يتكون من موجات، تنتشر -بشكل يشبه موجات البحر- موجة تلاحق الأخرى. والطول الموجي هو المسافة بين قمة موجة وقمة الموجة التي تليها.

وهناك نوعان من موجات الرادار تختلف في الطول الموجي والقدرة على الاختراق، فالأول هو النطاق "إل" ذو الطول الموجي الأكبر (25 سنتيمترا تقريبا).

ومع هذا الطول الموجي، فإن رادار النطاق "إل" قادر على أن يخترق الغطاء النباتي والتربة، ويستخدم لرصد تحركات الأرض والبراكين والزلازل.

أما النوع الثاني فهو النطاق "إس" بطول موجي أقصر (حوالي 10 سنتيمترات تقريبا) يعطي صورة أكثر تفصيلًا لسطح الأرض والغطاء النباتي، ويُستخدم لمراقبة التغيرات الصغيرة. وكلما كانت الموجة أصغر كانت الدقة أكبر، ويشبه الأمر النظر بعدسة أكبر لرؤية تفاصيل أدق.

ويعمل الراداران بشكل متزامن، ويعني ذلك أن القمر الصناعي يستخدم كلا النوعين من الرادارات في نفس الوقت، مما يسمح له بجمع معلومات دقيقة وعميقة عن الأرض من طبقات مختلفة.

إعلان

ويغطي القمر الصناعي سطح الأرض بالكامل تقريبًا كل 12 يومًا، ويلتقط البيانات في نفس النقطة مرتين خلال الدورة المدارية، مما يساعد في تتبع التغيرات بدقة عالية.

وإلى جانب ذلك، يمتلك "نيسار" قدرة على الرؤية من خلال السحب والظلام. وعلى عكس الأقمار التي تعتمد على الضوء المرئي، يمكن للقمر الصناعي الرؤية في الليل وتحت الغيوم والأمطار.

مصدر الصورة من مهام "نيسار" مراقبة الأرض (ناسا-إيسرو)

تطبيقات واسعة

ويعتقد العلماء أن القمر الصناعي الجديد سيساهم في رفع القدرة على التنبؤ بالكوارث الطبيعية، حيث يساعد على رصد تحركات الأرض الطفيفة التي تسبق الزلازل أو الانهيارات، مما يدعم نظم الإنذار المبكر.

وإلى جانب ذلك، سيعطي "نيسار" العلماء بيانات أدق تتعلق بتتبع ذوبان الجليد وتغيّر المناخ، حيث يراقب القمم الجليدية والمناطق القطبية مثل القارة القطبية الجنوبية وغرينلاند، مما يساعد العلماء على تقييم تأثيرات الاحتباس الحراري.

كما يمكن لهذا القمر الصناعي مراقبة البنية التحتية، حيث يتتبع التشققات أو التحركات في المنشآت الأرضية مثل الجسور والسدود والطرق، مما يساهم في منع الكوارث الهندسية قبل وقوعها.

ويساعد هذا المشروع في دعم الزراعة وإدارة الموارد، حيث يُستخدم في مراقبة الغطاء النباتي، ومستوى الرطوبة في التربة، مما يفيد المزارعين وصانعي السياسات في مواجهة الجفاف وتغيرات الإنتاج الزراعي.

ومن ثم، بفضل تغطيته المنتظمة وشموليته الجغرافية، سيزوّد "نيسار" العلماء والمهندسين وصناع القرار ببيانات موثوقة ومتكررة تُستخدم في تطوير نماذج جيولوجية دقيقة، وفهم العلاقة بين النشاط الزلزالي وتغيرات المناخ، واتخاذ قرارات ذكية تتعلق بالبنية التحتية والموارد.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار