شهد عام 2025 حصادًا غير مسبوق من الإنجازات لوزارة الإنتاج الحربي، عكس حجم الجهد المبذول من أبنائها في ظل تحديات إقليمية ودولية متسارعة، وبفضل الدعم غير المحدود من القيادة السياسية، استطاعت الوزارة أن تعزز دورها كركيزة أساسية للتصنيع العسكري وأحد أهم الأذرع الصناعية الوطنية الداعمة للاقتصاد القومي.

وأكدت الوزارة أن توجيهات القيادة السياسية، وعلى رأسها توطين أحدث تكنولوجيات التصنيع وتعميق المكون المحلي، شكلت خارطة طريق واضحة لتطوير الأداء ورفع كفاءة خطوط الإنتاج واستحداث منتجات عسكرية ومدنية جديدة، بما يحقق الاستفادة المثلى من الإمكانات البشرية والتكنولوجية المتاحة داخل شركات الإنتاج الحربي.

«EDEX 2025» ومنتجات عسكرية تعرض لأول مرة

شاركت وزارة الإنتاج الحربي بقوة في المعرض الدولي للصناعات الدفاعية EDEX 2025 الذي أُقيم بمركز مصر للمعارض الدولية تحت رعاية عبد الفتاح السيسي، حيث عرضت مجموعة من أحدث المنتجات العسكرية التي تم تقديمها لأول مرة، أبرزها راجمة الصواريخ الموجهة المجنزرة متعددة الأعيرة «ردع 300»، ومركبة الإصلاح والنجدة «سينا 806» المصنعة بالكامل بأيادٍ مصرية.

كما شهد المعرض الكشف عن تجهيز مركبة خفيفة (4×4) بالمدفع الثنائي 23 مم المضاد للطائرات بعد تطويره لتقليل الارتداد، إلى جانب عرض النسخة المطورة من راجمة الصواريخ «رعد 200» بعد تعديل نظام التحكم ليصبح هيدروليكيًا، بما يعزز الكفاءة التشغيلية والدقة.

وضم جناح الوزارة نموذجًا مصغرًا لمنظومة الهاوتزر 155 مم عيار 52 (K9 A1 EGY)، حيث يجري الانتهاء من تجهيز خط الإنتاج الخاص بها داخل مصانع الإنتاج الحربي، تمهيدًا لتسليم أول كتيبة لتشكيلات القوات المسلحة خلال النصف الأول من عام 2026.

تطور غير مسبوق في إنتاج الصلب المدرع

حققت وزارة الإنتاج الحربي إنجازًا صناعيًا استراتيجيًا بتطوير إنتاج الصلب المدرع حتى سمك 30 مم وعرض 240 سم، مقارنة بـ15 مم و150 سم سابقًا، بما يضع مصر ضمن عدد محدود من دول العالم القادرة على تصنيع هذا المنتج الحيوي المستخدم في الدبابات والمركبات القتالية المدرعة، ويدعم تحقيق الاكتفاء الذاتي في هذا المجال.

مشروعات صناعية وتنموية وشراكات دولية

خلال عام 2025، تم الانتهاء من تنفيذ 11 مشروعًا حربيًا لتطوير ورفع كفاءة خطوط الإنتاج بعدد من شركات الإنتاج الحربي، إلى جانب المشاركة في معارض دولية أبرزها معرض الصناعات الدفاعية «IDEX 2025» بأبوظبي للاطلاع على أحدث تكنولوجيات التصنيع العسكري وتسويق المنتجات الوطنية.

وعلى الصعيد المدني، شاركت الوزارة في تنفيذ العديد من المشروعات القومية والتنموية، من بينها تحويل الأتوبيسات للعمل بالغاز الطبيعي، وتصنيع عدادات المياه والغاز، وإنتاج موفرات المياه الذكية، فضلًا عن توطين صناعة المركبة الخفيفة «كيوت» كوسيلة نقل اقتصادية وصديقة للبيئة.

إنجاز صناعي جديد

شهد عام 2025 تحقيق إنجاز صناعي جديد لأول مرة في مصر، بافتتاح مصنع إنتاج الطلمبات الغاطسة داخل إحدى شركات الإنتاج الحربي، بطاقة إنتاجية متعددة القدرات، بما يسهم في تلبية احتياجات مشروعات الدولة وعلى رأسها المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، وتقليل الاعتماد على الاستيراد.

كما تم توقيع مذكرة تفاهم مع شركة «ستارك» السويسرية للتعاون في تصنيع المحركات الكهربائية، بهدف رفع نسبة المكون المحلي للطلمبات الغاطسة إلى 90%.

تطوير الخدمات الطبية والتعليمية

واصلت الوزارة دعم القطاع الصحي من خلال تطوير المركز الطبي التخصصي للإنتاج الحربي، وافتتاح توسعات جديدة بوحدة الغسيل الكلوي وزيادة طاقتها الاستيعابية إلى 50 ماكينة، فضلًا عن تشغيل وحدة العلاج بالأكسجين تحت ضغط عالي، وهي الوحيدة من نوعها بجنوب القاهرة وحتى محافظات الصعيد.

وفي مجال التعليم والتدريب، تم تخريج الدفعة السادسة من الأكاديمية المصرية للهندسة والتكنولوجيا المتقدمة، وتنفيذ مئات البرامج التدريبية المتخصصة لرفع كفاءة العاملين، إلى جانب دعم التعليم الفني وتخريج دفعات جديدة من المعاهد والمدارس التابعة للوزارة.

مؤشرات أداء إيجابية ونمو اقتصادي

أسفرت جهود التطوير والتحديث عن تحقيق نتائج مالية إيجابية، حيث سجلت الشركات والوحدات التابعة لوزارة الإنتاج الحربي إيرادات بنسبة 129% من المستهدف، ومعدل نمو بلغ 32% مقارنة بالعام المالي السابق، بما يعكس تحسنًا ملحوظًا في كفاءة الأداء والإنتاجية.

القاهرة السيسي