حينما سمعت الطفلة رقية التي لم يتجاوز عمرها الـ 11 عامًا أصوات أغاني احتفالية بزفة عرس أسفل منزلها، هرولت هى وشقيقيها إلى شرفة الشقة، لمشاهدة هذه الأجواء كعادة أهالي شارع الثلاجة بمنطقة البراجيل في أوسيم بمحافظة الجيزة، لكن لم تعلم أنها ستفقد حياتها وتلفظ أنفاسها الأخيرة أمام أعين أسرتها بعدما تلقت طلقة من سلاح ناري "طبنجة" يحمله "العريس" قبل صعوده إلى شقته التي تتواجد بجانب شقة الطفلة.
وتمكنت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الجيزة، القبض على العريس المتهم وبحوزته السلاح الناري وطلقات نارية المستخدمه في الواقعة، وأمرت النيابة حبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات، بتهمة قتل الطفلة وحيازة سلاح ناري غير مرخص.
في الساعات الأولى من يوم الخميس الماضي، احتفالية بزفة عرس بشارع الثلاجة بمنطقة البراجيل، وأصوات عالية من الأغاني وطلقات الألعاب النارية "الشماريخ" وسلاح ناري، ليهرول الأهالي بالنظر من منافذ شقتهم كالعادة للمشاركة في الأجواء الاحتفالية، لكن لم تمر الدقائق حتى قطع هذه الأجواء أصوات صرخات عالية.
هرول الأهالي لاستبيان الأمر ليروا "مصطفى البرديسي" حاملًا ابنته "رقية" على كتفه والدماء تسيل منها، وهو يصرخ مرددًا "حد يوصلني المستشفى البنت بتموت"، لكن دون جدوى فرغم العديد من السيارات والدرجات النارية المتوقفة بالشارع والمرافقة للعريس، لم يتحرك أحدهم ليحملها والديها بسيارة أخرى إلى مستشفى إمبابة المركزي- حسب ما ذكره عم الطفلة لـ "الشروق"-
لكن فور وصوله ابلغهما الطاقم الطبي بوفاة ابنتهما، ليسقط والديها أرضاً وسط المستشفى، فاقدين الوعي، وتلقى مركز شرطة أوسيم بمديرية أمن الجيزة، إشارة من المستشفى يفيد وصول طفلة، 11 عامًا مصابة بطلق ناري في الرأس، لتنتقل الأجهزة الأمنية على الفور محل الحادث لكشف ملابسات الواقعة.
وبإجراء التحريات تبين أن وراء ارتكاب الواقعة "حسن . ا"، خلال إطلاق أعيرة نارية في زفة عرسه، وتمكن رجال الأمن من القبض على المتهم والسلاح المستخدم في الواقعة، وصرحت النيابة العامة بدفن جثمان الطفلة، بعد انتهاء تقرير الصفة التشريحية.
وقال أحمد البرديسي عم الطفلة المجني عليها، إنه منذ وقوع الحادث هو وأسرته في حالة نفسية سيئة خاصة والدة الطفلة، التي دائمًا يتم نقلها إلى المستشفى لفقدانها الوعي حزنًا على المجني عليها.
وتابع لـ "الشروق" أن المتهم يقطن في منطقة إمبابة، واستأجر هذه الشقة منذ شهور للزواج بها وطوال هذه المدة لم يحدث بينهم اى تعامل، مشيرًا إلى أنه رغم ارتكاب المتهم الواقعة وتسببه في مقتل المجني عليها، إلا أن عند علمه بوفاة الطفلة ترك شقة الزوجية هو وزوجته خوفًا من القبض عليه بالإضافة إلى عدم مساعدة شقيقه في نقل المجني عليها إلى المستشفى.
وأضاف عم المجني عليها أن هذه الواقعة ليست الأولى للمتهم، فهو تسبب في وفاة أحد الأشخاص ايضًا بزفة عرس صاحبه، بطلق ناري من ذات السلاح الناري، وانتهت القضية وقتها إلى التصالح ودفع الدية.
وأشار إلى أن أسرة المتهم تواصلت معه لمحاولة التصالح مقابل مبلغ مالي، مرددًا أنه لم يقبل هو وشقيقه التنازل عن القضية، مطالبًا بتوقيع أقصى عقوبة على المتهم، منعًا لتكرار مثل هذه الواقائع والعادات الخطائة التي قد تؤدي إلى الوفاة وفقدان الكثير.
المصدر:
الشروق