آخر الأخبار

رمزيات متكررة في السينما.. كيف عبر داوود عبدالسيد عن أفكاره في الأفلام؟

شارك

رحل عن عالمنا المخرج داوود عبد السيد، بعد رحلة عطاء سينمائي لا تُنسى، إذ كان الراحل يعاني من مشكلة مرضية في الكلى ومر بفترة مرضية صعبة مؤخرًا.

ولد داوود عبدالسيد عام 1946، وهو أحد فرسان السينما الجديدة في فترة الثمانينيات، الذين قدموا إلى السينما المصرية مجموعة من الأفلام المميزة، ومنهم عاطف الطيب ومحمد خان، وسُجلت 3 من أفلامه ضمن قائمة أفضل 100 فيلم عربي التي أصدرها مهرجان دبي السينمائي الدولي عام 2013.

وعمل مساعد مخرج في البداية مع مخرجين كبار مثل يوسف شاهين في فيلم «الأرض»، وكمال الشيخ في فيلم «الرجل الذي فقد ظله»، ثم انتقل من هذه المرحلة إلى مرحلة الأفلام التسجيلية، ومن هذه الأعمال «وصية رجل حكيم في شئون القرية والتعليم»، و«العمل في الحقل»، و«عن الناس والأنبياء والفنانين».

وفي المرحلة الثالثة، دخل داوود عبدالسيد، عالم الأفلام الروائية السينمائية كمخرج ومؤلف معًا، حيث بلغ رصيده الفني 12 فيلمًا، منها 8 أفلام من تأليفه، وانطلقت هذه الفترة بفيلم «الصعاليك» في منتصف الثمانينيات، ثم تلاه الفيلم الذي حقق نجاحًا كبيرًا وهو «الكيت كات» بطولة محمود عبدالعزيز.

ورصد الكاتب محمود قاسم، في كتابه «أفلام مثيرة للجدل»، بعض الصفات المشتركة في أعمال "عبدالسيد"، بالتركيز على فيلمه «رسائل البحر»، الذي كتبه وأخرجه عام 2010، وقام ببطولته بسمة وآسر يس.

- رمزية الشجرة

وتحدث قاسم، في البداية عن رمزية الشجرة في أفلام داوود عبدالسيد، والتي ظهرت في أكثر من فيلم، مثل «أرض الأحلام» عام 1994، حيث كانت تربط الشخصية الرئيسية في الفيلم علاقة طويلة بالشجرة المقابلة للمنزل منذ الطفولة، فصارت تنمو كلما كبرت الفتاة، وبدا في هذا علاقة المخرج بالبيت والشجرة من خلال أبطاله.

أما البيت في نظر "عبد السيد"، فيكون غالبًا من دور واحد وبعيدًا عن الأماكن المزدحمة، وهو ما تحقق في «أرض الأحلام» وفيلم «مواطن ومخبر وحرامي»، وإن لم نلحظ الشجرة فيه بقوة، ثم عادت للظهور مرة أخرى في فيلم «رسائل البحر»، فكان بطل الفيلم يقف أمام منزل كلاسيكي تصدر منه أصوات موسيقى، والشجرة المجاورة له.

- أسلوب الحكي المشترك

وانتقل قاسم، للحديث عن أسلوب الحكي المشترك في أكثر من فيلم لداوود عبدالسيد، والذي تقوم به الشخصية الرئيسية في الفيلم، فظهر ذلك في فيلم «أرض الأحلام» على لسان الأم في العمل وكان حكيًا سريعًا، بينما اعتمد فيلم «أرض الخوف» على الحكي السينمائي، وهو أسلوب مزج بين الأدب والسينما، حيث يقوم الحكّاء هنا بسرد الحوادث والتعليق عليها، ويظل هو الشخصية الرئيسية التي صارت شاهدًا على كل ما حدث.

وتكرر الأمر نفسه في فيلم «مواطن ومخبر وحرامي»، ولكن من خلال شخصية خارج الأحداث، فبدت بشكل محايد وجرى الحكي بعيدًا عن لسان الشخصيات الرئيسية.

أما في فيلم «رسائل البحر»، خلق المخرج داوود عبدالسيد صوتين للحكي؛ الأول رئيسي قام به يحيى بطل الفيلم، والثاني نورا العاهرة التي صارت واحدة من نساء عديدات مررن بحياة يحيى، لكنها كانت مختلفة ووقعت في حبه.

- الموسيقى الكلاسيكية القديمة

وسلط قاسم، الضوء على جانب استخدام الموسيقى الكلاسيكية القديمة في فيلم «رسائل البحر»، قائلًا إن «عبدالسيد حرص مثل بعض أبناء جيله وعلى رأسهم محمد خان، على أن يملأ خلفية المشاهد بالأغنيات والموسيقى»،

وأكد أن الفيلم كان حالة من الإهداء للموسيقى الكلاسيكية الغربية وللغناء المصري، بالاستعانة بأغنيات لأم كلثوم ومحمد قنديل وآخرين.

الشروق المصدر: الشروق
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا