يعد القطاع العقارى فى مصر ركيزة أساسية للنمو الاقتصادى، ويجسد قدرة الشركات المحلية على تحويل الأراضى غير المستغلة إلى مجتمعات عمرانية متكاملة تجمع بين جودة الحياة والعوائد الاقتصادية المستدامة، وفقًا لتصريحات ياسين منصور، رئيس مجلس الإدارة والمجموعة التنفيذية لشركة بالم هيلز.
وأوضح منصور أن مشاريع الشركة تمثل نموذجًا عمليًا لتطوير الأراضى الصحراوية والنائية إلى مجتمعات متكاملة، حيث أصبح الابتكار فى التصميم ودمج الاستدامة عنصرين أساسيين لدعم النمو طويل الأمد فى السوق المصرية.
وأشار منصور إلى أن الطلب على العقارات المتكاملة ارتفع بشكل كبير فى السنوات الأخيرة، سواء من المستثمرين المحليين أو الإقليميين، مشيرًا إلى أن الشركات المصرية اكتسبت ثقة واسعة فى الدول العربية، مستشهدًا بتجربة بالم هيلز فى جزيرة السعديات بأبوظبى كنموذج ناجح للتوسع الإقليمى.
وأضاف أن استقرار العملة وأسعار الفائدة المرتفعة ساعد فى ضبط التضخم وخلق بيئة استثمارية مستقرة، كما أسهم انخفاض قيمة الجنيه فى تعزيز تنافسية السياحة والصادرات، ما انعكس إيجابًا على أداء هذه القطاعات.
ولفت منصور إلى أن المشاريع طويلة الأمد، نجحت فى توفير عوائد مستدامة بالعملة الصعبة، وإتاحة آلاف فرص العمل، وتنشيط الصناعات المرتبطة بالعقارات، مؤكدًا أن التخطيط المرحلى والتحليل الاستراتيجى قبل إطلاق المشاريع الكبرى هو أساس نجاح هذه المشروعات.
وأضاف أن مشروعات بالم هيلز، بدأت بمساحة 70 فدانًا قبل أن تتوسع إلى آلاف الفدادين فى مناطق شرق وغرب القاهرة، والإسكندرية، والساحل الشمالى، مع مراعاة جودة الحياة والاستدامة.
كما تناول منصور الدور البارز للسياحة فى تعزيز الاقتصاد المصرى، مشيرًا إلى أن الساحل الشمالى أصبح جوهرة مصر السياحية والاستثمارية، حيث شهدت المنطقة طفرة فى الطلب من الزوار المحليين والإقليميين، خصوصًا من دول الخليج. وأوضح أن تطوير البنية التحتية، بما فى ذلك الطرق والمطارات والفنادق الفاخرة، أسهم فى زيادة القيمة الاقتصادية للأراضى والمشروعات، مستشهدًا بمشروع رأس الحكمة الذى بلغت قيمته نحو 35 مليار دولار.
وأكد منصور أن التركيز على السياحة الفاخرة يمثل فرصة كبيرة لمصر، خاصة فى غرب القاهرة مع افتتاح المتحف المصرى الكبير، مشيرًا إلى أهمية الفنادق من فئة الخمس والست نجوم، والتى تمثل عنصر جذب رئيسى للسياحة الراقية. وأشار إلى أن القطاع الخاص يلعب دورًا مهمًا فى تنمية السياحة، حيث إن المشاريع الكبرى لا تنافس بعضها، بل تشكل بداية لمرحلة توسع أوسع، بالتعاون مع الحكومة لتعزيز فرص التشغيل وزيادة العوائد بالعملة الصعبة.
وجدير بالذكر أن بالم هيلز تعمل على تعزيز حضورها فى قطاع الضيافة، من خلال تطوير فندقين تحت علامتى «سانت ريجيس» و«ريتز كارلتون» بالشراكة مع مجموعة ماريوت العالمية، متوقعًا أن تصبح الغرف الفندقية فى غرب القاهرة من الأعلى سعرًا بفضل قربها من المتحف. وختم منصور بالقول إن الاستثمار طويل الأمد فى العقارات والسياحة المتكاملة يمثل مفتاح تعزيز الاقتصاد المصرى، وتحقيق التنمية المستدامة، مؤكدًا أن ما تحقق حتى الآن «ليس سوى البداية»، وأن المستقبل يحمل فرصًا هائلة للعوائد الاقتصادية والاستثمارية.
حول الارتفاع الكبير فى أسعار الوحدات بالساحل الشمالى، أقر «منصور» بأن الأسعار شهدت قفزات استثنائية خلال السنوات القليلة الماضية، لكنها تعكس حجم الطلب الحقيقى، مؤكدًا أن الساحل سيواصل الزيادة السعرية، مضيفًا أن تحرير سعر الصرف أسهم فى تشجيع المصريين المقيمين بالخارج على الاستثمار العقارى.
وأكد «منصور» أن الساحل الشمالى يمثل أحد أعظم الأصول التى تمتلكها الدولة المصرية، لافتًا إلى أن العوائد المستقبلية من أراضى الساحل للدولة قد تصل إلى مئات المليارات من الدولارات مع اكتمال التنمية، مؤكدًا أن ما تحقق حتى الآن ليس سوى بداية.
المصدر:
الشروق