تصدر الفنان والملحن عمرو مصطفى محركات البحث، وعلى رأسها تريند جوجل، خلال الساعات الماضية، بعد ظهوره اللافت في أحد البرامج التليفزيونية، حيث فجّر مفاجآت صادمة وكشف كواليس إنسانية وفنية لأول مرة عن مشواره، وعلاقاته، وأزماته الصحية، ورؤيته للموسيقى، وهو ما أثار تفاعلًا واسعًا بين الجمهور ورواد مواقع التواصل الاجتماعي.
وجاء تصدر اسم عمرو مصطفى للتريند عقب حديثه الصريح عن تصالحه مع الهضبة عمرو دياب، بعد سنوات من الخلافات التي شغلت الوسط الفني، مؤكدًا أن المرض غيّر فلسفته في الحياة بالكامل، ودفعه لإعادة التفكير في معنى الخصومة والنجاح والموهبة، قائلًا إن المحبة الحقيقية كانت دائمًا هي الرابط الأقوى بينه وبين عمرو دياب، مهما حدث من أزمات.
اعترافات إنسانية لأول مرة
وخلال اللقاء، تحدث عمرو مصطفى بجرأة عن معاناته مع اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD)، موضحًا أنه لم يكن قادرًا على الحفظ أو التركيز بالطريقة التقليدية، وأن الموسيقى كانت وسيلته الوحيدة للفهم والتعلم، وهو ما شكّل طريقه المختلف في الإبداع، مؤكدًا أنه لا يعرف السلم الموسيقي أو النوتات أو المقامات، وأن مشاعره فقط هي المحرك الأساسي لألحانه.
وأضاف أنه استطاع، باستخدام كوردين فقط على الجيتار، أن يقدّم إنتاجًا موسيقيًا هيمن على الساحة الفنية لما يقرب من 10 سنوات، قبل أن يقرر تطوير نفسه وتغيير أدواته، في تجربة وصفها كثيرون بـ«الاستثنائية» في تاريخ الموسيقى المصرية.
من درب البرابرة إلى قمة التلحين
وكشف عمرو مصطفى عن جانب مجهول من حياته قبل الشهرة، حيث عمل في سن مبكرة بصناعة وتجارة النجف في درب البرابرة، وتحمل المسؤولية منذ طفولته، مشيرًا إلى أن هذه التجربة كوّنت شخصيته القوية وجعلته لا يُبهر بالأرقام أو الأجور الفنية لاحقًا، بعدما اعتاد على إدارة المال مبكرًا.
وتطرق إلى علاقته بزوجته، واصفًا إياها بأنها الداعم الحقيقي في حياته بعد والدته، ومؤكدًا أنها لعبت الدور الأكبر في تشكيل شخصيته الإنسانية والفنية، في تصريحات لاقت تعاطفًا وإشادة واسعة من الجمهور.
مواقف فنية مثيرة للجدل
كما أثارت تصريحاته حول حقوق الملكية الفكرية ضجة كبيرة، خاصة بعد حديثه عن أزمته مع إحدى الأغاني التي حققت نجاحًا عالميًا دون ذكر اسمه، مؤكدًا أنه تحرك لحفظ حقه القانوني واستعاد نسبة من أرباح العمل، مشددًا على أن توثيق الحقوق بات ضرورة لا غنى عنها في العصر الحالي.
وتحدث أيضًا عن تحليله لموسيقى المهرجانات بدلًا من رفضها، مؤكدًا أن فهم ذوق الجمهور هو مفتاح النجاح الحقيقي، وأن أغنية «بشرة خير» لم تكن صدفة، بل جاءت بعد دراسة واعية لما يُحرّك الناس ويؤثر فيهم.
مشاريع جديدة ورسالة للأجيال القادمة
وأعلن عمرو مصطفى عن مشروع ضخم يتمثل في إنشاء أكاديمية موسيقية كبرى، تهدف إلى صناعة كيان فني متكامل في الشرق الأوسط، يجمع بين التعليم والإنتاج والحفلات، في خطوة وصفها المتابعون بأنها نقلة نوعية في مسيرته، ورسالة واضحة لدعم الأجيال القادمة.
واختتم حديثه بالإعلان عن أغنية جديدة مع الكينج محمد منير بعنوان «دروس العمر»، مؤكدًا أنها تُجسد سيرته الذاتية بشكل فني صادق، ما زاد من حالة الترقب بين جمهوره.
تفاعل واسع وتصدر مستحق
وبين الإشادة والجدل، تباينت ردود أفعال الجمهور على تصريحات عمرو مصطفى، إلا أن الأغلبية أجمعوا على صدقه وجرأته، وهو ما انعكس بوضوح على تصدر اسمه تريند جوجل، في دليل جديد على أن الفنان الحقيقي يظل حاضرًا بقوته الفنية والإنسانية، مهما طال الزمن أو تغيّرت الساحة.
المصدر:
الفجر