أكد اللواء خالد اللبان رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة أن المؤتمر العام لأدباء مصر، هذا الحدث الثقافي المهم، يمثل على مدار تاريخه الطويل أحد أعمدة الحياة الأدبية والفكرية في مصر، ومنصة جادة للحوار المسئول حول قضايا الإبداع والهوية والمجتمع، جاء ذلك خلال افتتاح الدورة ال 37 من المؤتمر العام للأدباء بقصر ثقافة العريش بشمال سيناء.
وقال «اللبان» إن هذا المؤتمر لم يكن يوما مناسبة بروتوكولية، بل ظل مساحة حقيقية لتبادل الرؤى، وطرح الأسئلة الكبرى، والانحياز لقيم التنوير والعقل والنقد، وهو ما يجعل انعقاده في هذا التوقيت، وعلى أرض سيناء، رسالة واضحة تؤكد أن الثقافة حاضرة في قلب مشروع الدولة، وأن الأدباء شركاء أساسيون في بناء الوعي الوطني.
وأشار إلى أن عقد المؤتمر في العريش ، في شمال سيناء، يؤكد أن الثقافة ليست نشاطا هامشيا، بل فعلا وطنيا واعيا، وأداة أساسية لحماية الهوية، وترسيخ الانتماء، ومواجهة الأفكار الهدامة، وبناء إنسان قادر على الفهم والاختيار.
ويأتي عنوان هذه الدورة: «الأدب والدراما.. الخصوصية الثقافية والمستقبل» معبرا عن إشكالية حقيقية تفرض نفسها على واقعنا الثقافي، وتفتح نقاشا ضروريا حول علاقة الأدب بالدراما، وحدود التأثير، ومسئولية الكلمة في زمن الصورة، وكيف يمكن الحفاظ على خصوصيتنا الثقافية دون انغلاق، والانفتاح على المستقبل مع صون هويتنا.
وتابع: إن تنوع محاور المؤتمر، وما يقدمه من جلسات بحثية وأمسيات أدبية وورش متخصصة، يؤكد أن المؤتمر العام لأدباء مصر لا يزال قادرا على تجديد نفسه، واستيعاب المتغيرات، وطرح قضايا واقعية تمس صميم المشهد الثقافي المصري.
وأكد أن الهيئة العامة لقصور الثقافة تؤكد دعمها الكامل للمؤتمر العام لأدباء مصر، واعتزازها بالأدباء والمبدعين المشاركين فيه، وحرصها على استمرار هذا المؤتمر كمنصة وطنية جادة، تعبر عن صوت المثقف المصري، وتفتح المجال أمام الأجيال الجديدة للحوار والمشاركة.
وقال «اللبان» إن اختيار شمال سيناء لاستضافة هذا المؤتمر ليس اختيارا جغرافيا عابرا، سيناء التي دفعت ثمنا غاليا، وقدمت نموذجا نادرا للصمود والانتماء، تستحق أن تكون في قلب الفعل الثقافي، وأن تتحول من مساحة مواجهة إلى مساحة إبداع، ومن ساحة تحد إلى فضاء إنتاج معرفي وفني.
ويأتي انعقاد المؤتمر هنا استجابة واعية لتوجيهات ودعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي، بترسيخ العدالة الثقافية، وتكثيف زيارة سيناء والوصول بالثقافة إلى كل ربوع الوطن، باعتبارها حقا أصيلا لكل مواطن، لا ترفا ولا نشاطا هامشيا.
وقال: وفي هذا الإطار، تبذل وزارة الثقافة، من خلال الهيئة العامة لقصور الثقافة، جهودا متواصلة في سيناء، شهدت خلال الفترة الأخيرة افتتاح وتطوير عدد من المواقع الثقافية المهمة، في نخل، والمساعيد، وقاطية، ونجيلة، إلى جانب تكثيف القوافل الثقافية، وتشغيل المسارح المتنقلة، والقوافل الثقافية المتنوعة وصولا إلى مشروع أهل مصر الذي يستهدف أبناء المحافظات الحدودية، ويؤمن بقدرتهم على الإبداع والمشاركة وصناعة المشهد الثقافي الوطني.
ولفت إلى أن إعلان شمال سيناء عاصمة للثقافة المصرية لعام 2026، وهو استحقاق ثقافي مستحق، سيصاحبه تكثيف غير مسبوق للفعاليات والبرامج والأنشطة الثقافية على مدار عام كامل، بما يعزز حضور سيناء في قلب المشهد الثقافي المصري.
المصدر:
الوطن