آخر الأخبار

بدر الدين جمجوم.. كوميديا صادقة وحب بلا حدود في ذكرى ميلاد «جحا المصري»

شارك



تحل، اليوم الجمعة، ذكرى ميلاد الفنان الراحل بدر الدين جمجوم، أحد الوجوه التي صنعت البهجة بهدوء، وكتبت اسمها في ذاكرة الفن المصري دون صخب أو ادعاء. ممثل امتلك خفة ظل فطرية، وحضورًا إنسانيًا صادقًا، فصار «جحا المصري» الذي يضحكك بعفوية، ويترك أثرًا لا يزول. لم تكن مسيرته مجرد أدوار كوميدية، بل رحلة حياة امتزج فيها الفن بالحب، وتجلّت في قصة زواج استثنائية جمعته بالطفلة المعجزة فيروز، ليشكلا معًا ثنائيًا فنيًا وإنسانيًا نادرًا.
مشواره الفني
وُلد بدر الدين جمجوم في 26 ديسمبر 1934 بمصر لأسرة فلسطينية، وبدأ طريقه بدراسة الآداب في جامعة القاهرة، قبل أن تقوده موهبته إلى معهد الفنون المسرحية حيث تخرّج عام 1961. انطلقت خطواته الأولى مع فرقة «ساعة لقلبك»، ثم انضم إلى فرقة إسماعيل ياسين، وهناك لمع اسمه من خلال أدوار ثانوية نجح في تحويلها إلى لحظات لا تُنسى، مثبتًا أن قيمة الفنان لا تُقاس بمساحة الدور، بل بصدقه وتأثيره.
فيروز.. حكاية حب تتجاوز الاختلاف
في مطلع الستينيات، تعرّف جمجوم على الفنانة فيروز، الطفلة المعجزة التي خطفت القلوب بموهبتها المبكرة، وكانت تعمل آنذاك مديرة بفرقة إسماعيل ياسين. تطورت العلاقة إلى زواج جمع بين مسلم ومسيحية، لكنه كان نموذجًا راقيًا للوحدة الوطنية؛ رافقها إلى الكنيسة، ورافقته إلى مسجدَي السيد البدوي والحسين.
عاشا معًا قرابة 30 عامًا في شقة بسيطة بحي العباسية، ارتبطت بحكايات طريفة عن أصدقاء كانوا يمتلكون مفاتيح الشقة ويدخلونها دون استئذان، قبل أن يفرض الزواج احترام الخصوصية، ليظل البيت شاهدًا على دفء العلاقة وبساطتها.

مصدر الصورة


الأعمال الفنية
شارك بدر الدين جمجوم في أكثر من 60 عملًا تنوّعت بين المسرح والسينما والتليفزيون. من أبرز أعماله المسرحية «روبابيكيا» مع تحية كاريوكا، وفي السينما قدّم أفلامًا مثل «زقاق المدق» و**«دقة قلب»، وعلى شاشة التليفزيون تألق في مسلسلات منها «محمد رسول الله» و«ألف ليلة وليلة»**. ورغم أنه لم ينل نصيبًا كبيرًا من البطولة، فإنه ترك بصمات واضحة، مؤكّدًا إيمانه بأن الإخلاص للفن هو الطريق الحقيقي للخلود.
رحيل لا يُنهي الحكاية
رحل بدر الدين جمجوم في 21 أبريل 1992 بعد صراع مع المرض، وكان آخر أعماله فيلم «السرعة لا تزيد عن صفر» بمشاركة عبلة كامل وأحمد بدير. ترك وراءه سيرة تُجسّد فلسفة بسيطة وعميقة: السعادة ليست في الأضواء، بل في الرضا، والحب الحقيقي قادر على تجاوز كل الحدود. هكذا يبقى جمجوم حاضرًا، بضحكته الهادئة، وقصته التي لا تشيخ.

الفجر المصدر: الفجر
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا