تفرض التقلبات الجوية وسوء الأحوال المناخية واقعًا مختلفًا على الطرق، ما يجعل القيادة الآمنة ضرورة لا تحتمل التهاون، خاصة في ظل ما تشهده بعض الفترات من أمطار غزيرة، وشبورة مائية كثيفة، ورياح محملة بالأتربة تقلل من مستوى الرؤية.
وفي مثل هذه الظروف، تتحول القيادة من ممارسة يومية معتادة إلى مسؤولية مضاعفة تتطلب وعيًا كاملًا والتزامًا صارمًا بقواعد السلامة.
يقول الخبير الأمني اللواء محمد أمين، القيادة أثناء سوء الأحوال الجوية تبدأ من الاستعداد الجيد قبل التحرك، عبر التأكد من سلامة المركبة، وخاصة الإطارات، والمكابح، والمساحات، والإضاءة الأمامية والخلفية، بما يضمن وضوح الرؤية وقدرة السائق على التحكم الكامل في السيارة. كما يُعد تخفيف السرعة من أهم عوامل الأمان، إذ إن الطرق الزلقة أو غير الواضحة تزيد من مسافات التوقف، وتجعل أي مناورة مفاجئة خطرًا حقيقيًا.
ويضيف: تلعب مسافة الأمان دورًا حاسمًا في تقليل الحوادث خلال الأمطار أو الشبورة، حيث يتيح ترك مسافة كافية بين المركبات فرصة أفضل للتعامل مع أي طارئ.
كما يُنصح بتجنب التوقف المفاجئ أو تغيير الحارات دون ضرورة، والالتزام بالمسارات المحددة، مع تشغيل الأنوار المناسبة دون استخدام الإضاءة العالية التي قد تعكس الضوء وتضعف الرؤية.
وفي حالات الشبورة الكثيفة، تصبح القيادة ببطء مع تشغيل أنوار الشبورة واستخدام آلة التنبيه عند الضرورة أمرًا ضروريًا، مع تفضيل التوقف الآمن خارج نهر الطريق إذا انعدمت الرؤية تمامًا.
كما يُحذر الخبراء من القيادة عبر تجمعات المياه دون التأكد من عمقها، لما قد تسببه من أعطال مفاجئة أو فقدان السيطرة على المركبة.
وتؤكد الجهات المعنية أن الالتزام بالإرشادات المرورية، ومتابعة النشرات الجوية قبل السفر، والابتعاد عن الطرق السريعة في ذروة التقلبات الجوية، تسهم بشكل كبير في الحفاظ على الأرواح وتقليل الخسائر، فالقيادة الآمنة ليست مهارة فنية فقط، بل سلوك مسؤول يعكس وعي السائق بحقوقه وحقوق الآخرين على الطريق.
وفي ظل التغيرات المناخية المتسارعة، تبقى السلامة المرورية رهنًا بالالتزام والانتباه، لتظل الطرق أكثر أمانًا مهما اشتدت الظروف.
المصدر:
اليوم السابع