آخر الأخبار

رئيس الهيئة العربية للتصنيع: 2025 عام توطين التكنولوجيا.. ونجحنا في زيادة نسبة المكون المحلي في منتجاتنا الدفاعية والمدنية - الوطن

شارك

شهد عام 2025 طفرة غير مسبوقة فى مسيرة الهيئة العربية للتصنيع، حيث نجحت الهيئة فى تحويل خطط التطوير إلى منتجات ملموسة على أرض الواقع، مرسخةً مبدأ «توطين التكنولوجيا» بدلاً من الاكتفاء بالتجميع، وهو ما جعل اللواء أركان حرب مهندس مختار عبداللطيف، رئيس مجلس إدارة الهيئة العربية للتصنيع، يصف عام 2025 بأنه «عام توطين التكنولوجيا الحديثة» فى منتجات الهيئة العربية للتصنيع. وأضاف رئيس «العربية للتصنيع»، فى حوار لـ«الوطن»، أن الهيئة تعمل وفق توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية رئيس اللجنة العليا للهيئة العربية للتصنيع، لزيادة الإنتاجية والتصدير وترشيد الاستيراد، وإلى نص الحوار:

نجحنا فى تصنيع «الدروع السيراميكية» محلياً لرفع كفاءة مدرعاتنا.. وتكليفات رئاسية بزيادة الإنتاج وترشيد الاستيراد.. ووطَّنا صناعة «الطلمبات والمحابس».. ومعداتنا تعمل بكفاءة فى محطات «حياة كريمة»

■ كيف مر عام 2025 على الهيئة العربية للتصنيع؟

- عام 2025 هو عام جنى الثمار وتوطين التكنولوجيا الحديثة فى المنتجات الدفاعية والمدنية للهيئة العربية للتصنيع؛ فعملنا وفق استراتيجية دقيقة استغرقت سنوات من الجهد البحثى والهندسى، واليوم نعلن بفخر أن الهيئة تمتلك محفظة تضم أكثر من 57 منتجاً دفاعياً متطوراً، منها الكشف عن 18 منتجاً جديداً تماماً تم تصميمها وإنتاجها داخل مصانعنا هذا العام، فبهذا أثبتنا أننا نمتلك المعرفة الحديثة، ونحن قادرون على إنتاج تكنولوجيا معقدة بأيادٍ مصرية.

■ العربات المدرعة.. منتج رئيسى للهيئة العربية للتصنيع.. هل شهد تطويراً وتحديثاً فى عام 2025؟

- الجديد والأهم هذا العام هو نجاحنا فى تصنيع «الدروع السيراميكية» محلياً، وهى تكنولوجيا متقدمة جداً؛ فهذا الإنجاز مكَّننا من رفع درجات الحماية فى مركباتنا المدرعة بشكل كبير، فعلى سبيل المثال، المدرعة «قادر-2» ظهرت هذا العام بحلة جديدة؛ حيث تم تزويدها بهذه الدروع لصد العيارات حتى نصف بوصة، مع تسليحها بمدفع من نفس العيار، وكذلك المدرعة الشهيرة «فهد»؛ فقمنا بتطوير جذرى لها شمل تعديل الشاسيه ليصبح على شكل حرف (V) لتشتيت الموجات الانفجارية، مما منحها قدرة عالية على مقاومة الألغام والتفجيرات الأرضية، بالإضافة لتدريعها بالسيراميك المطوَّر محلياً.

■ وإلى أين وصلنا فى مجال صناعة الطائرات الموجَّهة بدون طيار؟

- لقد قطعنا شوطاً كبيراً فى هذا المجال، ولدينا الآن عائلة متكاملة من الأنظمة غير المأهولة؛ ففى الشق الجوى، قدمنا هذا العام الطائرة «حمزة-1»، وهى طائرة إقلاع وهبوط عمودى بمدى يصل إلى 100 كيلومتر، والتى تم إنتاجها بشراكة دولية، كما أنتجنا عائلة الذخائر الجوية الجوالة «النيزك 1 و2 و3»، وهى ذخيرة للمُسيرات، والتى يمكن تزويدها برؤوس حربية شديدة الانفجار أو رؤوس فراغية، وأيضاً طوّرنا نظاماً خاصاً للفرد المقاتل، وهو عبارة عن مُسيرة صغيرة تعمل مع القوات الخاصة بمدى 3 كيلومترات، يمكن التحكم فى مسارها واستعادتها لإعادة الاستخدام.

أبواب الهيئة مفتوحة لعودة «الشركاء العرب» و«داسو» تعتمدنا رسمياً ضمن سلاسل الإمداد لـ«رافال» و«فالكون»

■ وهل عملت الهيئة فى مجال المسيَّرات الأرضية أو البحرية؟

- لدينا إنجاز كبير فى الأنظمة الأرضية غير المأهولة؛ حيث قدّمنا هذا العام منظومة «العقرب»، وهى مركبة أرضية مُسيَّرة تم إنتاجها فى مصنع «قادر» بتعاون دولى، وهى منظومة مجهّزة بمنصة إطلاق ومدفع نصف بوصة، وتستطيع التعامل مع الأهداف المعادية بمدى نيرانى يصل لـ4 كيلومترات، ويمكنها السير لمسافة 100 كيلومتر فى الطرق الوعرة، ومهمتها الأساسية حماية العنصر البشرى فى المناطق الخطرة وحقول الألغام.

■ وهل عملتم فى عام 2025 على ملف أنظمة مجابهة الطائرات المسيَّرة؟

- هذا ملف حيوى جداً، وقد نجحنا بالتعاون بين الشركة العربية البريطانية للصناعات الديناميكية، وإحدى الشركات العالمية فى تقديم منظومة متكاملة لمجابهة الطائرات المسيَّرة، وهى منظومة معقدة وشاملة، تحتوى على رادار ثلاثى الأبعاد للكشف، وأنظمة إعاقة إلكترونية، وأنظمة رصد كهروبصرى، ومدفع ثنائى عيار 23 مليمتر للتعامل النيرانى مع الطائرات، بالإضافة لمنصة إطلاق صواريخ، وهذه المنظومة نتوقع لها رواجاً كبيراً لتأمين الأجواء وحماية المنشآت الحيوية، سواء فى مصر أو التصدير للخارج.

■ وما حجم التعاون مع الشركات العالمية؟

- عام 2025 شهد تتويجاً لتعاوننا مع شركة «داسو» الفرنسية العملاقة؛ فاليوم، مصانع الهيئة (المحركات والطائرات) أصبحت معتمدة رسمياً كسلاسل إمداد لشركة «داسو»، ونحن نقوم بتصنيع 15 جزءاً من أجزاء الطائرات المقاتلة «رافال» وطائرات «فالكون» المدنية، ويتم توريدها لفرنسا، كما عززنا تعاوننا مع شركة «هانيويل» الأمريكية، حيث تم اعتماد مصنع المحركات كمركز دولى لعمرة محركات الدبابة (M1A1) وتصنيع بعض أجزائها الدقيقة.

■ ملف التعاون العربى.. أين يقف الآن؟

- نحن نسير بخطى ثابتة فى ملف التصدير؛ حيث نقوم بتوريد عربات ومعدات متنوعة، والعجلة تدور بفضل الله. أما بالنسبة للتعاون العربى، فسياسة الهيئة ثابتة وتتماشى مع توجهات القيادة السياسية، وهى أن «الباب مفتوح» دائماً لعودة الشركاء العرب (الإمارات، السعودية، قطر) للهيئة العربية للتصنيع، ونؤكد دائماً فى كل محفل ولقاء أننا مصير واحد، ونرحب باستعادة هذا التحالف العربى الاستراتيجى فى مجال التصنيع، سواء مع تلك الدول أو غيرها من الدول الصديقة والشقيقة.

■ ختاماً.. ما هى الركائز التى تعتمدون عليها لاستكمال هذه المسيرة فى المستقبل؟

- نعتمد على ركيزتين أساسيتين؛ الأولى هى توجيهات فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى التى نعتبرها «دستور عمل» لا نحيد عنه، وتتلخص فى ثلاثة محاور: زيادة الإنتاج، تعظيم التصدير، وترشيد الاستيراد لتوفير العملة الصعبة. والركيزة الثانية هى «الذخيرة البشرية»، شباب المهندسين والفنيين بالهيئة.

■ وماذا عن حصادكم فى القطاع المدنى والمشروعات القومية لعام 2025؟

- نحن نعمل فى خطين متوازيين؛ تلبية مطالب القوات المسلحة، ودعم خطة الدولة للتنمية الشاملة؛ ففى عام 2025، كان لنا بصمة واضحة فى المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»؛ حيث قمنا بتنفيذ وتجهيز عشرات محطات تنقية مياه الشرب ومعالجة مياه الصرف الصحى فى القرى والمراكز المستهدفة.

■ وكيف طبقتم استراتيجية ترشيد الاستيراد فى المنتجات المدنية؟

- هذا ملف نعتبره بمثابة ملف أمن قومى؛ ففى السابق كنا نستورد المكونات الكهروميكانيكية لمحطات المياه، مثل الطلمبات والمحابس والمحركات، وفى عام 2025، نجحنا بفضل الله، وبالتعاون مع الجهات الوطنية فى الدولة، فى توطين صناعة طلمبات المياه والمحابس بمصانعنا بنسب مكون محلى عالية جداً، والآن محطات مبادرة «حياة كريمة» تعمل بقلوب ومحركات «صُنع فى مصر»، وهذا وفَّر مبالغ طائلة للدولة كانت تنفق فى الاستيراد.

شركة المستلزمات الطبية الجديدة

قمنا بتأسيس الشركة العربية الأفريقية للصناعات الطبية، وهى صرح صناعى ضخم يستهدف توفير مستلزمات كانت تستنزف موارد الدولة من العملة الصعبة؛ فسنبدأ فى عام 2026 فى إنتاج السرنجات الآمنة، والتى يتم تدميرها ذاتياً بعد الاستخدام لمنع انتشار الأمراض والفيروسات، وتغطى احتياجات المستشفيات الحكومية والخاصة، والإنجاز الأكبر داخل هذه الشركة هو توطين صناعة المفاصل الصناعية، وهذه تكنولوجيا عالية جداً كانت تكلف الدولة مبالغ طائلة لاستيرادها، وكذلك سننتج «الخيوط الجراحية»، وشرائح ومسامير العظام، وصناديق الأمان للتخلص من النفايات الطبية؛ فهدفنا هو أن يجد المريض المصرى منتجاً محلياً بجودة عالمية وسعر مناسب، بدلاً من الاعتماد الكامل على الاستيراد.


*
*
*
*
الوطن المصدر: الوطن
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا