قررت نيابة الدخيلة الجزئية في الإسكندرية حبس «ط.ح.ع»، 32 عامًا، من محافظة المنيا، عامل يومية، أربعة أيام احتياطيًا على ذمة التحقيقات؛ لاتهامه بقتل زميله «ع.ع.ص»، من محافظة قنا، داخل شقة مستأجرة، وتقطيع جثمانه إلى أربعة أجزاء، ووضعها في جوال، وإلقائها داخل صندوق قمامة بمنطقة أبو يوسف في العجمي، وذلك على إثر سبِّه وقذفه بالأم والأب، واتهامه بسرقة 1200 جنيه.

وطلبت النيابة العامة تحريات المباحث الجنائية حول الواقعة، وتقرير الصفة التشريحية الخاص بمناظرة جثة القتيل، مع التصريح بدفن الجثمان عقب الانتهاء من الإجراءات، وسماع أقوال شهود العيان، وفحص تسجيلات كاميرات المراقبة الموجودة بالمنطقة؛ لبيان ملابسات الحادث.

وتلقى مدير أمن الإسكندرية، اللواء رشاد فاروق، إخطارًا من قسم شرطة الدخيلة، يفيد بورود إشارة من إدارة شرطة النجدة، بشأن بلاغ من الأهالي بعثور عمال النظافة على أشلاء جثة داخل صندوق قمامة بالعجمي، في نطاق دائرة القسم.

وبانتقال قوات الشرطة إلى موقع البلاغ، رفقة سيارة إسعاف، تبين من المعاينة المبدئية وفحص تسجيلات كاميرات المراقبة أن زميل المجني عليه وراء ارتكاب الواقعة، حيث حضر من الصعيد منذ ثلاثة أعوام، واستقر بمنطقة أبو يوسف، وكان يقيم في شقة مستأجرة مكونة من غرفتين وصالة؛ إحداهما مخصصة للمجني عليه، والأخرى للمتهم وشخص ثالث يُدعى «م.ا»، لكونهم عمالة يومية، ويتقاسمون سداد الإيجار.

وبتقنين الإجراءات وضبط المتهم، أقر في التحقيقات بأن المجني عليه طلب منه منذ عام مشاركته في نقل أثاث سيدة من منطقة أبو يوسف إلى منطقة البيطاش، وبعد الانتهاء من العمل أخبرتهما السيدة بأن درج «الكمودينو» كان بداخله مبلغ 1200 جنيه، فأكدا لها أنهما لم يأخذا المال، وعرضا عليها تفتيشهما أو إبلاغ الشرطة، إلا أنها ردت قائلة: «خلاص ربنا يعوض عليّ»، ثم غادرا المكان وعادا إلى مسكنهما.

وأضاف المتهم أنه بعد مرور عام كامل، وبسبب تعطل المجني عليه عن العمل لفترة واضطراره لاقتراض مبالغ مالية من زملائه، واجهه قائلًا: «عايز مبلغ الـ1200 جنيه اللي سرقتهم من السيدة اللي نقلنا العفش عندها»، فأنكر المتهم الاتهام، مؤكدًا أنه ليس «حراميًا»، إلا أن المجني عليه نعته بالسباب والشتائم وقذفه بالأم والأب، فتطورت الأمور إلى مشادة كلامية ألح خلالها القتيل في طلب المبلغ، مكررًا السباب والقذف للمتهم وأهله، ما دفعه للتفكير في الانتقام منه.

وأشار المتهم في التحقيقات إلى أنه عقب الخلاف، استغل نزول زميلهما الثالث إلى العمل صباحًا، وأحكم غلق باب الشقة، وبعد أن أعد سلاحين أبيضين (سكينتين)، دخل غرفة المجني عليه، وطلب منه الذهاب إلى السيدة لإنهاء الخلاف، وعندما رفض، أخرج السكين الأصغر وسدد له طعنة نافذة في الرقبة وأخرى في الصدر، ثم استل السكين الأكبر ووجه له عدة طعنات في البطن، أردته قتيلًا.

وكشف المتهم أنه عقب ذلك، قاده تفكيره الشيطاني إلى التخلص من الجثة بتقطيعها إلى أجزاء، ودفن بعض منها داخل الشقة، ونقل الباقي داخل جوال وإلقائه في صندوق القمامة، كما وضع متعلقاته الشخصية معها حتى لا يُكشف أمره.

وبتقنين الإجراءات، تم ضبط المتهم وبحوزته السلاحان المستخدمان في الواقعة، وبمواجهته أقر بارتكاب الجريمة، فتم تحرير محضر إداري بالواقعة بقسم شرطة الدخيلة، وجارٍ العرض على النيابة العامة لمباشرة التحقيقات.