أقام مهرجان القاهرة السينمائي الدولي للفيلم القصير في يومه الخامس ماستر كلاس بعنوان "خارطة طريق المنتج لنجاح مراحل ما بعد الإنتاج"، قدمه المنتج شريف فتحي والمنتجة سوسن يوسف، ضمن البرنامج التدريبي الهادف إلى دعم صناع الأفلام الشباب وتطوير أدواتهم العملية.
وخلال الماستر كلاس، استعرض المنتجان خبراتهما الممتدة لسنوات في مجال الإنتاج، مؤكدين أهمية الإدارة الحكيمة للميزانيات وعدم توجيه الإنفاق إلى مسار واحد، مع ضرورة تخصيص جزء من الميزانية مبكرًا لرسوم التقديم على المهرجانات وخطط التوزيع اللاحقة، باعتبارها عناصر حاسمة في رحلة الفيلم بعد اكتماله.
وعن الذكاء الاصطناعي، أوضحت سوسن يوسف أنها تستخدمه كأداة بحث مساعدة، خاصة في التفريغات وتنظيم المعلومات، مؤكدة أنه لا يمكن أن يحل محل الإنسان أو رؤيته الإبداعية، بينما أشار شريف فتحي إلى إمكانية الاستعانة به في المهام التنظيمية لتوفير الوقت وتسريع حل المشكلات، دون المساس بدور المنتج الإنساني في اتخاذ القرار.
وتطرقا إلى أسباب رفض بعض الأفلام من جهات الإنتاج أو المهرجانات، مؤكدين صعوبة الجزم بأسباب قاطعة، لأن الأمر يرتبط في كثير من الأحيان بالذوق والتوجه الفني لكل جهة، وضربا مثلا باختلاف اختيارات مهرجان برلين السينمائي عن مهرجان كان السينمائي، مشددين على أن وعي صُنّاع الأفلام بهذه الفروق، عبر المشاهدة والدراسة، يساعدهم على توجيه أعمالهم بالشكل الأنسب.
كما أشارا إلى أنهما أحيانا، عند قراءة بعض السيناريوهات، يجدان تقديرات ميزانيات غير منطقية قد تصل إلى مليوني دولار لأعمال غير تجارية، مؤكدين أن ذلك يتطلب واقعية أكبر وفهما لطبيعة السوق، وفي السياق نفسه، شددا على أهمية الفيلم القصير، لافتين إلى وجود ما يقرب من 2500 مهرجان حول العالم مخصص له، وأنه يمثل مساحة خصبة للتجريب والتطوير الإبداعي بعيدا عن حسابات "البيزنس" التي تحكم الفيلم الطويل.
واختتمت الجلسة بالتأكيد على أن الجمهور يبحث دائما عن أشكال وتجارب جديدة، مستشهدين بأعمال لاقت صدى جماهيريا لتميزها وطرحها المختلف مثل فيلم ولنا في الخيال حياة وفيلم الحريفة، مؤكدين أن التجديد الفني هو ما يبقى، وأن القوالب التقليدية مصيرها إلى الزوال مع تغير ذائقة الجمهور.
المصدر:
الفجر
مصدر الصورة
مصدر الصورة
مصدر الصورة
مصدر الصورة
مصدر الصورة