يُعقد اليوم في القاهرة المؤتمر الوزاري الثاني لمنتدى الشراكة الروسية الإفريقية، بمشاركة موسعة من روسيا وأكثر من 50 دولة إفريقية على مستوى الوزراء ورجال الأعمال. ويأتي هذا المنتدى في نسخته الثانية بعد النسخة الأولى التي انعقدت في سوتشي نوفمبر 2024، ليؤكد استمرار روسيا في تعزيز حضورها ودورها الاستراتيجي في القارة الإفريقية.
انطلقت فعاليات المنتدى يوم الجمعة 19 ديسمبر 2025، بالعديد من اللقاءات الثنائية والمداولات بين المسؤولين الروس والأفارقة، على رأسها المؤتمر الصحفي الذي جمع وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ونظيره الروسي سيرجي لافروف. وافتُتحت فعاليات المنتدى يوم السبت بكلمة نيابة عن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، برئاسة الوزير بدر عبد العاطي، مؤكدًا الدور المهم لمصر كحلقة وصل بين روسيا وإفريقيا، وكداعم رئيسي لتعزيز الشراكات الاقتصادية والاستثمارية.
يركز المنتدى هذا العام على عدد من الملفات الأساسية، من بينها:
التحضير للقمة الروسية الإفريقية الثالثة لعام 2026، التي ستسعى إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين روسيا والقارة الإفريقية.
تعزيز التعاون التجاري والاقتصادي والاستثماري، بما يشمل الاستثمار في البنية التحتية والمشروعات المشتركة بين روسيا والدول الإفريقية.
دعم السلم والأمن في إفريقيا، من خلال متابعة تنفيذ الاتفاقيات السابقة والتأكيد على التعاون الأمني المشترك في مواجهة التحديات الإقليمية.
إصلاح النظام الدولي، وإعطاء صوت أكبر للدول الإفريقية في المؤسسات الدولية، بما في ذلك مجلس الأمن الدولي.
تأسس المنتدى عام 2019 في سوتشي، وكان يهدف منذ البداية إلى تعزيز الشراكة الشاملة بين روسيا والقارة الإفريقية، سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي. وجاء المؤتمر الوزاري الثاني بعد قمة سان بطرسبورغ 2023، والتي شهدت توقيع عدد من الاتفاقيات لتعزيز التعاون في مجالات الطاقة والزراعة والبنية التحتية والاستثمار الصناعي، بما يعكس التوجه الروسي لتعزيز حضورها في إفريقيا.
يُعد المنتدى فرصة للقاءات ثنائية بين الوفود الإفريقية والروسية، لتبادل الرؤى حول التحديات الاقتصادية، وبحث فرص التمويل والتطوير، وكذلك التنسيق في القضايا السياسية والأمنية على مستوى القارة.
تُعتبر مصر منصة محورية لعقد هذا المنتدى، باعتبارها حلقة وصل بين إفريقيا والعالم الخارجي، ووسطًا مناسبًا لتعزيز الشراكات التجارية والاستثمارية مع روسيا. كما يوفر المنتدى فرصة للدول الإفريقية لمناقشة قضايا التنمية الاقتصادية، والمساهمة في تعزيز دور القارة في النظام الدولي، بما يضمن تحقيق مصالحها الاقتصادية والسياسية.
في النهاية يمثل المؤتمر الوزاري الثاني لمنتدى الشراكة الروسية الإفريقية خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي بين روسيا والدول الإفريقية، ويعكس التوجه المستمر لتعزيز حضور روسيا في القارة، ومساهمة مصر في دفع هذا التعاون عبر موقعها الجغرافي والاستراتيجي. ويتوقع أن يؤدي المنتدى إلى تعزيز الاستثمارات المشتركة، وتطوير البنية التحتية، ودعم السلم والأمن، مع إعطاء صوت أكبر للقارة الإفريقية في الساحة الدولية.
المصدر:
الفجر