مع اقتراب فتح باب الترشح لانتخابات رئاسة حزب الوفد يوم 3 يناير المقبل، والمقرر إجراؤها يوم 30 يناير، لا تزال خريطة المنافسة على المنصب غامضة، في ظل عدم حسم عدد من القيادات الوفدية البارزة موقفها النهائي، وتزايد تحركات المرشحين داخل الحزب.

ولا يزال الرئيس الحالي للحزب، عبدالسند يمامة، يدرس قراره بشأن الترشح، إذ قال لـ"الشروق": "لم أحسم القرار بعد، وما زلنا في طور الدراسة".

فيما أفادت مصادر، لـ"الشروق"، بأن يمامة يدرس الترشح بدعم من قيادات الوفد الجدد وبعض أعضاء مجلسي النواب والشيوخ، كما عقد عدد من قيادات الحزب اجتماعًا قبل أيام لمناقشة مستقبل الحزب والوصول إلى مرشح توافقي.

من جانبه، أكد نائب رئيس الحزب، حسين منصور، أنه لم يتخذ قرارًا نهائيًا بشأن ترشحه لرئاسة الحزب، قائلاً: "سأعلن عن القرار النهائي خلال الأيام المقبلة"، موضحًا أن دوافع ترشحه تتعلق بحاجة الحزب إلى خطاب سياسي جديد وعصري، مشيرًا إلى أن الوفد يغيب عن الساحة الحزبية المصرية منذ أكثر من ثماني سنوات.

وأشار منصور، إلى أن الحزب يعاني منذ وفاة الرئيس الأسبق فؤاد سراج الدين من مشكلات تنظيمية متشابكة، أبرزها توسع صلاحيات رئيس الحزب وانفراداته بالقرارات على حساب الهيئة العليا، مضيفًا: "حل هذه الإشكاليات يتطلب توافق الوفديين على مقترحات لتعديل اللائحة العامة وعرضها على الجمعية العمومية المقبلة".

وأكد أن نجاح الحزب في العودة إلى الشارع المصري يتطلب خطابًا سياسيًا حقيقيًا وبنية تنظيمية قوية تلتزم باللوائح، مستطردًا: "هذا التواجد لن يتحقق إلا بوجود تنظيم فعال وبنية صلبة داخل الحزب".

وفي السياق نفسه، أعلن نائب رئيس الحزب فؤاد بدراوي، أن قرار ترشحه لرئاسة الحزب لا يزال قيد الدراسة، بعد أن كان قد أعلن ترشحه مبدئيًا في 13 ديسمبر الجاري.

أما سكرتير عام الحزب، ياسر الهضيبي، فلم يحسم موقفه بعد، موضحًا أنه يتشاور مع قيادات الحزب حول التوافق على مرشح أو اثنين، معلقًا: "الموضوع لا يزال قيد الدراسة"، موضحًا أن وجود أكثر من مرشح أو ثلاثة يجعل عملية الاختيار أكثر دقة وموضوعية.

وكشفت مصادر وفدية لـ"الشروق"، أن هاني سري الدين يدرس أيضًا الترشح، بالإضافة إلى ياسر قوطة عضو الهيئة العليا.

كما لا يزال عضو الهيئة العليا حمدي قوطة يدرس ترشحه، مؤكدًا لـ"الشروق"، أنه مستعد لمناظرة أي مرشح آخر، ومتوقعًا مشاركة أكثر من ثلاثة أو أربعة مرشحين من تيارات مختلفة.

من جهة أخرى، أعلن رئيس حزب الوفد الأسبق، السيد البدوي، أنه استجاب لرغبة الوفديين للترشح في الانتخابات المقبلة، مضيفًا: "قد أكون المرشح التوافقي، وقد تلقيت اتصالات من عدد من الوفديين بهذا الشأن".

وأوضح البدوي: "جاء إعلاني الترشح على استحياء، استجابة لإلحاح الوفديين ورغبتهم في استعادة مكانة الحزب السياسية".