شهد الوسط الفني، اليوم الأربعاء، صدمة جديدة بـ وفاة الفنانة نيفين مندور إثر حريق اندلع داخل شقتها بمدينة الإسكندرية، في واقعة أعادت إلى الواجهة ملفًا مؤلمًا طالما لاحق الفنانين، حين تأتي النهاية بعيدًا عن خشبة المسرح وعدسات الكاميرات، وفي لحظة خاطفة لا تمنح فرصة للوداع.
وفاة نيفين مندور ، التي عرفها الجمهور بملامحها الهادئة وحضورها اللافت في عدد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية، جاءت لتؤكد أن الشهرة لا تمنح أصحابها حصانة من المصير الإنساني القاسي، وأن الحوادث تظل قادرة على خطف الحياة مهما بلغت الأضواء من سطوع.
الحريق الذي أودى بحياتها ترك حالة من الحزن بين زملائها ومحبيها، وأثار تساؤلات متجددة حول السلامة داخل المنازل، خاصة مع تكرار مثل هذه الوقائع.
على مدار عقود، استيقظ الجمهور العربي مرارًا على أخبار صادمة عن رحيل فنانين في حوادث مفاجئة، ما بين حوادث سير أنهت مشوار بعضهم في عز العطاء، وحرائق التهمت أحلام آخرين، وسقوط من ارتفاعات أو ظروف غامضة تركت علامات استفهام لا تزال حاضرة في الذاكرة الجماعية، تلك النهايات المفاجئة صنعت صدمة مضاعفة، لأن أصحابها ارتبطوا فى أذهان الناس بالفرح والضحك والغناء، لا بصور الرحيل القاسى.
ويظل اسم الموسيقار الراحل عمر خورشيد حاضرا كأحد أشهر ضحايا حوادث الطرق، بعدما رحل فى حادث سير مأساوى، ليترك خلفه إرثًا فنيًا لا يزال حيًا.
وهناك عددا من الفنانين رحلوا عن عالمنا في حوادث متعددة منهم ياسر المصري الممثل الأردني، توفي في حادث سير عام 2018، وجورج الراسي: المغني اللبناني، توفي في حادث سيارة عام 2022، ومخلص البحيري الممثل المصري، توفي هو وزوجته وابنه في حادث سير عام 2001، ورمضان البرنس: المطرب الشعبي، توفي مع عائلته في حادث سيارة عام 1998، وغنوة سليمان: توفيت في حادث سير بالقاهرة عام 2018، وداليا التوني الممثلة الشابة، توفيت عام 2017 في حادث سير على طريق العين السخنة.
فيما تبقى بعض الوقائع الأخرى محاطة بالجدل، ما بين قيد الحادث أو الاشتباه الجنائى، دون حسم قاطع حتى اليوم.
هذه الحوادث، على اختلاف تفاصيلها، كشفت هشاشة الحياة الفنية، التي تبدو من الخارج لامعة ومترفة، لكنها في الحقيقة لا تختلف كثيرًا عن حياة أي إنسان آخر، معرضة للخطر في أي لحظة.
ومع كل فاجعة جديدة، تتجدد الدعوات لرفع الوعى بإجراءات السلامة، سواء على الطرق أو داخل المنازل، خصوصا مع تزايد الحوادث المرتبطة بالحرائق أو الإهمال.
رحيل نيفين مندور يعيد طرح سؤال موجع: كم من المواهب خسرها الفن بسبب لحظة عابرة أو خطأ غير مقصود، وبينما ينعى الوسط الفني فنانة جديدة، يبقى العزاء الوحيد هو ما تتركه هذه الأسماء من أعمال خالدة، تشهد على حضورهم، حتى وإن غابوا فجأة، تاركين خلفهم حزنا لا تخففه الأيام بسهولة.
المصدر:
اليوم السابع