كتبت -داليا الظنيني :
أوضح الدكتور عبد المنعم سعيد، الكاتب والمفكر السياسي، أن وثيقة الأمن القومي الأمريكي الأخيرة تُمثل استمرارًا لنمط سنوي تقليدي للولايات المتحدة، معتبرا أن هذا النمط اعتادت عليه واشنطن لإصدار تقرير يوضح قدراتها وإمكاناتها على التأثير في الخارج، وكيف ترى موقعها الحالي ضمن النظام الدولي.
وفي حواره مع الإعلامي نشأت الديهي في برنامج "المشهد" على فضائية "Ten"، مساء الأربعاء، أشار "سعيد" إلى أن التقرير الحالي يحمل "بصمة واضحة" لإدارة الرئيس دونالد ترامب، إذ أن هذا التقرير مختلف، حيث ظلت قيادة مجلس الأمن القومي تتولاها الشخصيات نفسها خلال الفترة من 2017 إلى 2021، وهي المرحلة الأولى من عهد ترامب، رغم أن المجلس يبدو الآن "صامتًا".
ونوه المفكر السياسي إلى أن التقرير يكشف الكثير، لافتًا إلى أن الافتتاحية تتبنى نبرة تؤكد أن "ترامب جاء لينقذ أمريكا"، وهو ما يتناقض جوهريًا مع "الروح المتحفظة والمؤسسية" التي كانت تتسم بها التقارير السابقة.
ووصف "سعيد" لغة التقرير و"نَفَسه السياسي" بأنهما ينطويان على قدر كبير من التحيز لترامب، مصحوبًا بمدح واضح، ما يكشف عن تحول أساسي في ترتيب الأولويات الاستراتيجية للولايات المتحدة.
وذكر أن الأمر الأكثر لفتًا للانتباه في الإستراتيجية الجديدة هو وضع منطقة "أمريكا الجنوبية" كأولوية أولى. وقال إن هذا التوجه "قد يدهش الكثيرين"، لكنه يعكس رؤية ترامب القائلة بأن التهديد الأكبر لواشنطن ينبع من "الهجرة غير الشرعية" عبر الحدود الجنوبية، وتدفّق المخدرات الذي يؤثر على عدة ولايات شمالية شرقية.
وأوضح أن هذا التركيز يعيد الولايات المتحدة إلى منطق السياسة الأمريكية الذي ساد في القرن التاسع عشر، مشيرًا إلى عقيدة المجال الغربي التي وضعها الرئيس الخامس، والتي كانت تهدف إلى منع أي قوة أخرى من الاقتراب من محيط النفوذ الأمريكي في نصف الكرة الغربي.
واختتم "سعيد" حديثه بالتأكيد على أن هذا التقرير يعكس تحولاً كبيرًا في الرؤية الأمريكية للعالم، متجسدًا في إرث ترامب ومحاولته إعادة صياغة دور الولايات المتحدة بناءً على منظور قومي ضيق وأولويات تختلف جذريًا عن الإدارات التي سبقته.
المصدر:
مصراوي
مصدر الصورة