تُكرّم الدورة 36 لـ أ يام قرطاج السينمائية الفنانة كلوديا كاردينال ، ابنة تونس وأيقونة السينما العالمية، وذلك عبر عرض ثلاثة أفلام: سلسلة من ذهب (1956) لروني فوتييه ومصطفى الفارسي، وكلوديا كاردينال: أجمل إيطالية في تونس (1994) لمحمود بن محمود، وكلوديا كاردينال.. الجمال والبهاء (2025) للطفي البحري.
تُعد كلوديا كاردينال واحدة من أبرز نجمات السينما في العالم خلال ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، وقد لمع اسمها في السينما الإيطالية والأوروبية لتصبح رمزًا من رموز الجمال والموهبة.
وُلدت كاردينالي في تونس لعائلة من صقلية، عام 1938 لعائلة من أصول إيطالية، وبدأت مسيرتها بعد فوزها في مسابقة للجمال مخصصة للشابات الإيطاليات في تونس، ما فتح أمامها أبواب السينما في روما، وكانت تتكلّم الفرنسية في صغرها وتعلّمت الإيطالية فيما بعد، وظهرت الصبية الخجولة على الشاشة في بدايات الستينات، فلفت جمالها أنظار المخرجين الذين وجدوا فيها امتداداً للنجمات الإيطاليات اللواتي لمعْنَ في السينما العالمية؛ مثل: آنا مانياني، وجينا لولوبريجيدا، وصوفيا لورين، وفيلماً بعد فيلم، وصلت كاردينالي إلى «هوليوود»، وخرجت من أدوار الفتاة البريئة التي يحلم كلّ شاب بأن تكون خطيبته، إلى أدوار الإغراء والأنثى الساحرة. كما اختارها المخرج سيرجيو ليوني لبطولة فيلم «حدث ذات مرة في الغرب» من نوع الكاوبوي؛ إذ تتلقّى رصاصة في بطنها، وتسمع البطل تشارلز برونسون يقول لها تلك العبارة الشهيرة في حوارات الشاشة الفضية: "أنتِ لا تدركين المتعة التي يجنيها الرجل من النظر إلى فتاة مثلك،وإذا خطر ببال أحدهم أن يقرصك فتظاهري بأنه أمر عابر".
شاركت كاردينال في أعمال أصبحت من كلاسيكيات السينما العالمية، منها الفهد (1963) للوكيانو فيسكونتي، وحدث ذات مرة في الغرب (1968) لسيرجيو ليونه، وثمانية ونصف (1963) لفيدريكو فلليني، وهي تمتلك حضورًا خاصًا على الشاشة، وجمعت بين الجاذبية والأداء الرفيع، لتصنع مسيرة امتدت لأكثر من ستة عقود، كرّسَتها كواحدة من أعظم ممثلات العصر الذهبي للسينما الأوروبية، ورحلت كاردينال يوم 23 سبتمبر 2025.
وتُعتبر أيام قرطاج السينمائية، التي تأسست عام 1966 على يد السينمائي الطاهر شريعة، أحد أعرق المهرجانات السينمائية في العالم العربي وأفريقيا، وهي مخصّصة لدعم سينما الجنوب وتسليط الضوء على الأصوات الإبداعية من القارة الأفريقية والعالم العربي.
يمتاز المهرجان بطابعه الثقافي والنقدي، وباهتمامه بالأفلام ذات البُعد الإنساني والاجتماعي، إلى جانب تنظيم مسابقات رسمية وبرامج موازية وورش وندوات تستقطب كبار المخرجين والنجوم وصنّاع السينما.
وتأتي دورة هذا العام لتؤكد استمرار المهرجان في تكريم رموز السينما العالمية ذات الصلة بالمنطقة، وتعزيز جسور الحوار السينمائي عبر احتفاء خاص بنجمات وصناع قدموا بصمة لا تُنسى، ومن بينهم كلوديا كاردينال التي تمثل جزءًا من الذاكرة البصرية لتونس والعالم.
المصدر:
اليوم السابع