القاهرة - أ ش أ:
أكد مفتي الجمهورية الدكتور نظير عياد أن التعاون العلمي بين المؤسسات الدينية أصبح ضرورة ملحة لإنتاج خطاب رشيد قادر على الاستجابة لتحديات الواقع.
جاء ذلك خلال لقاء مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، اليوم الثلاثاء، مع وفد من المتدربين في أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ من (كازاخستان والهند ونيجيريا والجزائر وغينيا كوناكري وغينيا بيساو)، وذلك في إطار التعاون المستمر بين الأكاديمية ودار الإفتاء.
وقال مفتي الجمهورية "إن اجتماع هذه النخبة من الدارسين تحت مظلة واحدة يجسد ما يجمع الأمة من روابط الإيمان ووحدة المقصد"، مستعرضا تاريخ دار الإفتاء التي صاحبت الحضور الإسلامي في مصر عبر عقود طويلة قبل أن تتخذ شكلها المؤسسي الحديث عام 1895، والتي نهضت بدور مؤثر على يد علماء رسخوا مكانتها محليًا ودوليًا حتى غدت مرجعًا موثوقًا تقصده الهيئات والمؤسسات الكبرى.
وتناول، خلال اللقاء، الدور المتنامي للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، والتي تضم اليوم 111 عضوًا من 108 دول، مبينًا أنها تمثل منصة دولية فاعلة لتوحيد الجهود الإفتائية ومواجهة التحديات الفكرية.
كما استعرض منظومة العمل داخل دار الإفتاء التي تتكامل فيها خدمات الفتوى الشفوية والهاتفية والإلكترونية والكتابية، لتلبية احتياجات الجمهور وفق منهجية تراعي الواقع وتحفظ الثوابت، منوها بالدور المجتمعي لدار الإفتاء من خلال مركز الإرشاد الزواجي وإدارة فض المنازعات ووحدة الحوار الفكري، فضلًا عن الحضور الرقمي المتقدم لدار الإفتاء عبر تطبيقات ومنصات حديثة، أبرزها تطبيق "فتوى برو" الموجه للمسلمين في الغرب بخطاب وسطي معاصر.
وأشار إلى جهود مركز التدريب بدار الإفتاء الذي يقدّم برامج ممتدة لإعداد المفتين وتطوير أدواتهم العلمية والمنهجية، إلى جانب البرامج المتوسطة والقصيرة ومسارات التعليم عن بُعد التي تلبي احتياجات الدارسين حول العالم، إضافة إلى مركز "الإمام الليث بن سعد لفقه التعايش"، ومركز سلام لدراسات التطرف ومواجهة الإسلاموفوبيا، والذي يحظى بدعم رئاسي كبير ويقدم دراسات نوعية في تفكيك خطاب التطرف.
وشدد مفتي الجمهورية على انفتاح دار الإفتاء على مختلف مسارات التعاون العلمي والبحثي والتدريبي؛ ترسيخًا لرسالتها في نشر الوسطية وتعزيز الوعي وبناء مجتمعات راسخة القيم.
ومن جانبهم، أعرب المتدربون عن بالغ تقديرهم لفضيلة مفتي الجمهورية ولدار الإفتاء المصرية، لما لمسوه من منهج علمي رصين ورؤية وسطية متوازنة في تناول القضايا الشرعية والفكرية، مؤكدين أن ما شاهدوه من منظومة عمل متقدمة وخدمات إفتائية متكاملة يمثل أنموذجًا يحتذى به في ترسيخ الفهم الصحيح للدين ومواجهة التحديات الفكرية المعاصرة.
المصدر:
مصراوي
مصدر الصورة