بعد أن قتلا الزوج ودفناه في صحراء الشروق، ظن العشيقان أن الجريمة انتهت. رفعت الزوجة دعوى تطليق لغياب الزوج، وتزوجت من شريكها في الجريمة، وبدت حياتهما وكأن صفحة جديدة قد فُتحت بلا رجوع. لكن مكالمة بينهما في ذكرى الجريمة كشفت كل شيء وأعادت القضية إلى الحياة.
في حلقة جديدة من "جرائم عش الزوجية" التي يتناولها "مصراوي" من واقع التحريات الرسمية والمصادر المختلفة وأمر إحالة المتهمين للمحاكمة، نروي تفاصيل مقتل "سيف" على يد زوجته وعشيقها في محافظة القاهرة عام 2018.
البداية كانت عام 2013 عندما تزوج سيف (32 سنة) من ابتسام، فتاة تصغره بخمس سنوات، وانتقلا للعيش في منزل أسرة الزوج بحي المطرية بالقاهرة. حياة هادئة وبسيطة، طفلان، وزوج يعمل سائقًا ويجتهد لإعالة أسرته، بينما تتفرغ الزوجة لشؤون المنزل.
لكن بعد أربع سنوات، بدأت الخلافات تتسلل إلى البيت، ومعها هروب ابتسام إلى مواقع التواصل، حيث تعرفت على محمد، شاب يكبرها بخمس سنوات. تدرّجت المحادثات، وبدأت تحدثه عن مشاكلها، وكان يحدثها بلطف حتى توطدت علاقتهما، وتحوّلت إلى لقاءات سرية ثم علاقة محرمة.
كانت الزوجة لا تضيع فرصة تجمعها بعشيقها، فيمارسان العلاقة المحرمة كلما سنحت الفرصة. ومع الوقت تحولت العلاقة إلى عبء ثقيل، تلاها حديث عن "حل نهائي". اقترحت الزوجة على زوجها شراء سيارة للعمل عليها، وناورته بخطة محكمة: أعطته 5 آلاف جنيه كمقدم، ووعدته ببيع ذهبها لاستكمال ثمن السيارة.
كان العشيق هو عارض السيارة عن عمد. اصطحب الزوج إلى الصحراء بحجة التجربة، وهناك نفّذ جريمته. نزل الزوج الشاب الثلاثيني الذي خرج من بيته سعيدًا بتجربة سيارة جديدة ينوي شرائها، غير مدرك أن خطواته الأخيرة تُكتب على الرمال تحت قدميه. لم يكد يلتفت إلى الخلف حتى باغته العشيق بحجر ضخم فوق رأسه.
سقط سيف بلا مقاومة، وجرّه العشيق إلى حفرة أعدّها مسبقًا، وأهال عليها الرمال قبل أن يغادر وكأنه لم يكن.
اختفى الزوج بلا أثر. بحثت أسرته ولم تجد شيئًا. وبقي القاتل والعشيقة على يقين أن الرمال ستحتفظ بالسر إلى الأبد.
بعد مرور عام وثلاثة أشهر، تقدمت ابتسام بدعوى تطليق "لغياب الزوج واختفائه". حصلت على الحكم، ثم تزوجت من محمد، القاتل نفسه. هذه الخطوة كانت أول خيط يشعل شكوك أجهزة الأمن.
بعد استصدار إذن من النيابة، بدأت المراقبة واتسعت دوائر الاشتباه. وخلال المتابعة الهاتفية رُصدت مكالمة قصيرة بين الزوجة وعشيقها (زوجها الحالي)، استذكرا فيها تنفيذ خطتهما واحتفيا بالذكرى السنوية للقتل.
ألقت الأجهزة الأمنية القبض على الزوجة وعشيقها. لم تحتمل ابتسام الضغط طويلًا، فانهارت. واعترف محمد بتفاصيل الجريمة من لحظة استدراج سيف حتى دفنه في الصحراء، وأرشد عن مكان الجثة التي استخرجتها فرق البحث بعد أشهر من اختفائه.
تم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة، وتحرير المحضر بالواقعة، وتولت النيابة العامة مباشرة التحقيق، ثم أحالت المتهمين إلى محكمة الجنايات عقب انتهاء التحقيقات معهم. وفي فبراير 2020 أحالتهم المحكمة إلى فضيلة مفتي الجمهورية لإبداء الرأي الشرعي فيهم، وحددت أقرب جلسة للنطق بالحكم.
اقرأ أيضًا:
الداخلية تسقط شبكات شراء أصوات الناخبين: أموال وسلع تموينية وكراتين
خلص على زوجته وحكم عليه بالإعدام.. ماذا حدث في جريمة قتل مدينة نصر؟
إخفاء أدلة واعترافات صادمة.. التفاصيل الكاملة للاعتداء على أطفال مدرسة سيدز
دفاع أطفال سيدز الدولية يطالب بفتح تحقيق في واقعة محو تسجيلات المدرسة
المصدر:
مصراوي
مصدر الصورة