آخر الأخبار

صراع الولاية التعليمية.. متى تنتصر المحكمة للأم وتحمى الأطفال من تعسف الأب؟

شارك

باتت الولاية التعليمية واحدة من أكثر القضايا التي تلجأ إليها الأمهات لحماية مستقبل أطفالهن، خاصة بعد الهجر أو الامتناع عن الإنفاق أو محاولات الأب استخدام التعليم كورقة ضغط لدفعها عن التنازل عن حقوقها الشرعية.

وخلال السطور التالية يكشف مختص بالشأن الأسري وقانون الأحوال الشخصية لـ«اليوم السابع» تفاصيل الحالات التي تمنح فيها الولاية التعليمية، والعقوبات التي قد تطال الأب إذا ألحق ضررا بالأطفال أو استغلهم في الخلافات الزوجية.

متى تمنح الولاية التعليمية؟

يؤكد وليد خلف المحامي المختص بقانون الأحوال الشخصية أن الولاية التعليمية تمنح للأم فور ثبوت أن الأب غير أمين على مصلحة أبنائه، موضحا أن المحكمة تنظر دائما إلى مصلحة الصغير باعتبارها المعيار الأهم.

هجر الزوج للمنزل أو الامتناع عن الإنفاق

ويؤكد خلف إن هجر الزوج للمنزل أو ترك أطفاله دون نفقات يعد من أقوى أسباب نقل الولاية التعليمية للأم، لأن الامتناع عن الإنفاق يهدد استقرار الطفل ويعطل انتظامه الدراسي، وهو ما ترفضه المحكمة رفضا قاطعا.

ويكمل : نقل الطفل إلى مدرسة أخرى دون علم الأم، أو بهدف التضييق عليها، يعتبر نوعا من التعسف ويجعل المحكمة تتدخل فورا لحماية حق الطفل في التعليم المستقر والمتواصل.

وجود حكم حضانة ثابت للأم

يؤكد المحامي أن الحضانة والولاية التعليمية مرتبطتان، وإذا كانت الأم هي الحاضنة، فالأصل أن تكون هي الأحق بإدارة شؤون التعليم لأنها الأكثر ملازمة للصغار والأقدر على اتخاذ القرار الأنسب لهم.

وجود تهديد أو عنف أو ابتزاز من الزوج

يشدد المحامي على أن أي سلوك يحمل تهديدا أو عنفا أو ابتزاز للأم يدخل مباشرة في سلطة المحكمة لتقدير الضرر ونقل الولاية التعليمية، حماية للطفل من الصراعات الزوجية.

مسؤولية الأب القانونية عند الإضرار بمصلحة الأطفال

يوضح خلف أن القانون لا يتسامح مع أي أب يستخدم الأطفال في النزاع أو يعرض تعليمهم للخطر، موضحا أن العقوبات تشمل المساءلة الجنائية عن الإهمال أو الامتناع عن الإنفاق، قد يواجه الأب دعاوى حبس بسبب امتناعه عن سداد النفقات الأساسية أو الدراسية، باعتبار أن نفقة التعليم جزء من نفقة الصغير الواجبة، اعتبار تصرفاته إساءة استعمال للولاية، وذلك إذا ثبت أن الأب نقل الطفل من مدرسة إلى أخرى بهدف الانتقام أو الضغط، فإن المحكمة تسحب منه الولاية التعليمية فورا، وقد تقيد حقه في اتخاذ أي قرار يخص الصغير مستقبلا.

تتيح القوانين للأم المطالبة بتعويض عن الأضرار المادية والمعنوية إذا تسبب الأب في تعطيل دراسة الأطفال أو في تكاليف إضافية نتيجة قراراته التعسفية.

كيف تحمي المحكمة حق الطفل؟

يشدد المحامي على أن مبدأ مصلحة الطفل أولا هو حجر الأساس، وتلتزم المحكمة بـ ضمان استقرار التعليم وعدم التنقل العشوائي بين المدارس، التأكد من قدرة ولي الأمر على تحمل التكاليف التعليمية، منع أي قرار يتخذ بدافع الانتقام أو الضغط، دعم الأم الحاضنة إذا ثبت التهديد أو الابتزاز أو الهجر، منح الولاية التعليمية للأصلح للصغير وليس للأقرب درجة.

الولاية التعليمية لم تعد ورقة نزاع بل حماية لمستقبل الأطفال

يختتم المحامي حديثه بالتأكيد أن القانون أصبح أكثر صرامة في مواجهة الأزواج الذين يستخدمون الأطفال في الصراع، وأن الولاية التعليمية تنقل للأم متى ثبت أن الأب يعرض مستقبل صغاره للخطر أو يتعمد الإضرار بهم، مؤكدا: الطفل ليس طرفا في الخصومة، وأي قرار يمس التعليم يجب أن يتخذ بمنطق المصلحة وليس العقاب.


شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا