شهدت فعاليات مهرجان الفيوم السينمائي الدولي عرض فيلم "مال قارون" للمخرج مهند دياب والذي أعدته مؤسسة "مصر الخير" عضو التحالف الوطني ضمن أفلامها الوثائقية حول قضايا الغارمين، بحضور الفنانة سلوى محمد علي، وأدارت الندوة الإعلامية هالة السيد.
وشهد عرض فيلم "مال قارون" حضورًا لافتًا من ضيوف المهرجان والجمهور العام، لما حمله من قيمة إنسانية وفنية كبيرة، والذي لاقى إعجاباً شديداً من الحضور لربطه بين التلوث البيئي وقضية الغارمين.
وعقب عرض الفيلم دار نقاش مع جمهور مهرجان الفيوم السينمائي الدولي حول أهم النقاط والرسائل التي تضمنها الفيلم وربطه بين التلوث البيئي وقضايا الغارمين.
واستعرضت الدكتورة حنان الدرباشي رئيس قطاع الغارمين بمؤسسة مصر الخير، خلال كلمتها تجربة مؤسسة مصر الخير في دعم الغارمين والغارمات، مؤكدة أن الكثير منهم يعيشون صمتًا قاسيًا ولا يستطعون رواية معاناتهم وتوصيلها للمجتمع.
وأوضحت أن فيلم "مال قارون" هو ثالث الأفلام الوثائقية التي وثقتها مؤسسة "مصر الخير" ، لعرض ومناقشة قضايا الغارمين والغارمات من جوانب مختلفة إضافة إلى فيلمي "فاطمة" و"حكاية أمل"، حيث يربط فيلم "مال قارون" بين قضايا الغارمين والتوعية بأهمية المحافظة على البيئة في الأفلام السينمائية، وآليات تسليط الضوء على التغيرات المناخية وأثرها في تحول الأنواع الإبداعية الفنية، والتنوع البيولوجي والممارسات السلبية الخاطئة في التعامل مع البيئة، والآثار السلبية للعشوائية والفردية في التعامل مع البيئة.
كما تناولت رئيس قطاع الغارمين ما تقوم به مؤسسة مصر الخير من خلال مبادرة "إنتي السند" التي يتم تنفيذها في عدد من المحافظات، حيث تعمل المؤسسة على تقديم الدعم النفسي والاجتماعي والقانوني للنساء، والوقوف على الأسباب العميقة للغرم، والتي قد تكون اقتصادية أو اجتماعية أو بيئية، وليس فقط بسبب المغالاة في جهاز الزواج كما يشاع مجتمعيًا.
وأكدت الفنانة سلوى محمد علي ، في كلمتها على خطورة "العوز والفقر" وهو ما يدفع الأسرة إلى الاستدانة حتى تستطيع مواصلة الحياة وتلبية احتياجات أفرادها وهو ما يؤدي إلى الهجرة مثلاً من مجتمع لمجتمع آخر مثلما حدث في الفيلم الوثائقي "مال قارون" لمؤسسة مصر الخير.
كما استعرض المخرج مهند دياب فلسفة تسمية الفيلم، موضحًا أن “مال قارون” يطرح سؤالين في الوقت نفسه ماذا حدث لبحيرة قارون؟ وان ما يحتاجه الغارمين والغارمات هو مال قارون لسداد الديون في ظل تجاوز 30 ألف حالة غرم سنويًا تتقدم لمصر الخير؟.
مشيرا إلى أن اسم “مال قارون” يستدعي في الذاكرة الشعبية معنى ضياع الثروة في لحظة، وهو نفس ما حدث لبحيرة قارون حين انهارت ثروتها السمكية بشكل لم يتوقعه أحد، ليصبح ذلك مدخلًا رمزيًا لفهم العلاقة بين البيئة والدَّين ودوائر الضعف.
وأضاف أن اختيار أبطال أفلامه التسجيلية بالجلوس معهم للمرة الأولى أمام الكاميرا كي يكون الحكي صادقًا وفطريًا.
وقال: “البطل يخاف من الكاميرا… وأنا أيضًا أخاف من اللحظة التي أقف فيها خلفها. فأنا أمام إنسان يحمل مشاعر وخوفًا وحكاية، ودوري أن أفتح له مساحة آمنة ليقدّم ما يُهدى إلي من قصه وليس ما أُصنعه أنا كمخرج.
كما قدّم المخرج مهند دياب رؤيته الجديدة لإطلاق “مدرسة الواقعية الشعورية” في السينما، وهي مقاربة تعتمد على مزج الواقع الخام بالمشاعر العميقة دون تزييف، لإظهار الحقيقة الإنسانية كما يشعرها أصحابها لا كما تُرى فقط.
المصدر:
اليوم السابع