بدأت، منذ قليل، ندوة الاحتفاء بالمسرح الكورى، ضمن فعاليات الدورة العاشرة ل مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي ، برئاسة الفنان مازن الغرباوي، وأدار الندوة الكاتب إبراهيم الحسيني، وبحضور كل من البروفيسور جون وونج سون، رئيس جمعية المسرحيين الكوريين، ومستر جين يونج يون رئيس مهرجان ديجون الدولي للمسرح، وقامت بترجمة الندوة الفنانة الدكتورة هاجر النحراوي.
واستهل الفنان مازن الغرباوي ، رئيس مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي ، حديثه مؤكداً أن اختيار كوريا الجنوبية لتكون دولة ضيف شرف هذا العام جاء انطلاقًا من اهتمام المهرجان بإلقاء الضوء على التطورات المتسارعة التي يشهدها المسرح الكوري، باعتباره نموذجًا مؤثرًا لمسارح شرق آسيا. وأضاف أن النجاح العالمي الذي حققته الدراما الكورية مؤخرًا، خاصة بعد الفوز بجائزة الأوسكار، فتح بابًا واسعًا لفهم التجارب الفنية الكورية، سواء في الدراما أو المسرح.
ومن جانبه، قال الكاتب إبراهيم الحسيني إن الندوة التي نُظمت ضمن فعاليات المهرجان اكتسبت طابعًا خاصًا لأنها تفتح نافذة على واحد من أهم نماذج المسرح العالمي، وأوضح أن البحث في تاريخ كوريا الجنوبية يكشف عن امتداد مسرحي عريق، خاصة في الأشكال الطقسية، حيث بدأ مؤدون في القرن التاسع عشر تقديم عروضهم في الساحات العامة مرتدين الأقنعة التي منحتهم حرية نقد المجتمع.
وأشار الحسيني إلى أن المسرح الكوري تطور لاحقًا ليأخذ ثلاثة اتجاهات رئيسية: اتجاه حكومي تُموَّل عروضه بشكل كامل من الدولة، واتجاه مستقل يسعى باستمرار إلى التجريب والتجديد، واتجاه تجاري كبير يعتمد على الإنتاجات الضخمة.
واستعرض جون وونج سون، رئيس جمعية المسرحيين الكوريين، دراسة حديثة حول تطور مساحات الفنون الأدائية في كوريا، مستندًا إلى نظرية المسرح البيئي للعالم ريتشارد شيخنر، التي تؤكد أن الأداء لا يعتمد على المكان المادي فقط، بل على علاقة الجمهور بالمؤدين والبيئة المحيطة بالكامل.
وتناول في عرضه أربعة أنماط أساسية لمساحات الأداء وفق تصنيف شيخنر: المساحة المكتشفة، المساحة المحوّلة، المساحة المرتبة، والمساحة غير المسرحية، وأوضح كيف انعكس هذا التصنيف على تطور الفنون الأدائية الكورية، بدءًا من عروض المادانغ التقليدية التي كانت تُقام في ساحات المنازل والقرى والأسواق، باعتبارها مساحات مكتشفة مرتبطة بالحياة اليومية، وصولًا إلى العمارة المسرحية الحديثة والمساحات الافتراضية المعاصرة.
وأشار إلى أن الخصائص الثقافية والاجتماعية لهذه المساحات لعبت دورًا مهمًا في تشكيل جماليات الأداء الكوري وأدواته، لافتًا إلى أن العديد من أشكال العرض التقليدية تم تحديثها لتناسب الجمهور المعاصر دون فقدان هويتها الأصلية.
كما عرض الدراسات التي أجراها حول تطور المساحات المسرحية في كوريا الجنوبية، موضحًا أن بحثه لم يقتصر على دراسة الفضاءات فقط، بل شمل أيضًا تتبع مراحل تطور المسرح الكوري نفسه. وأعرب عن رغبته في استمرار مشاركته بالمهرجان حتى دورته الثلاثين، مؤكدًا تقديره الكبير للتجربة المصرية.
يقام مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي برعاية وزارة الثقافة برئاسة الأستاذ الدكتور أحمد فؤاد هنو، ووزارة السياحة والآثار برئاسة الوزير شريف فتحي، والهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي برئاسة المهندس أحمد يوسف، تأكيدًا على دعم الدولة للفعاليات الثقافية التي تبرز الوجه الحضاري لمصر وتعزز مكانتها على خريطة السياحة العالمية، في إطار تكامل البعدين الثقافي والسياحي لخدمة أهداف التنمية الشاملة.
كما يحظى المهرجان بدعم كامل من محافظة جنوب سيناء بقيادة اللواء الدكتور خالد مبارك، في إطار التعاون بين المؤسسات الوطنية لتحقيق التنمية الثقافية والسياحية المتكاملة، ، وبلدية ظفار بسلطنة عمان.
وتتولى إدارة الدورة العاشرة الدكتورة إنجي البستاوي، وتحمل الدورة اسم الفنانة الكبيرة إلهام شاهين تكريمًا لمسيرتها الفنية الثرية ودعمها المستمر لقضايا المسرح والفنون، فيما يرأس اللجنة العليا للمهرجان المنتج هشام سليمان، وتحمل الرئاسة الشرفية للمهرجان سيدة المسرح العربي الراحلة سميحة أيوب.
المصدر:
اليوم السابع