أكد بيتر روف الكاتب الصحفي بمجلة نيوزويك، أن التعامل مع ملف جماعة الإخوان المسلمين وتصنيفها كمنظمة إرهابية في الولايات المتحدة يخضع لتعقيدات قانونية صارمة تستند إلى التقاليد القانونية الأنجلو-أمريكية، والتي تتطلب تقديم أدلة مادية ملموسة بدلاً من الافتراضات، مشدداً على ضرورة الفصل التام بين الإسلام كدين وبين التنظيمات التي تسعى للسلطة عبر العنف.
وأوضح "روف" خلال حديثه عبر زووم مع الاعلامي اسامة كمال، ببرنامج "مساء دي ام سي"، أن تصنيف منظمة بالكامل كـ " إرهابية " في دول مثل الولايات المتحدة وبريطانيا يتطلب ما هو أكثر من مجرد الانتماء السياسي؛ إذ يستلزم الأمر أدلة دامغة تثبت تورط المنظمة في أنشطة إرهابية، وقال: "من الإنصاف أن يتم تصنيف هذه المنظمات كإرهابية في الدول التي جمعنا فيها أدلة، ولكن تعميم هذا التعريف يتطلب إثباتات قوية أمام القضاء".
واستعاد "روف" تصريحات الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن عقب أحداث 11 سبتمبر، مؤكداً أن الولايات المتحدة ليست في حرب مع الإسلام، وأضاف: "هناك ملايين المسلمين يعبدون الله ولديهم إيمان بالقرآن، تماماً كما يوجد مسيحيون يتبعون الإنجيل، يجب أن نتحلى بالحرص الشديد للتمييز بين العقيدة وبين من يسعون لترسيخ السلطة والتأثير على حياة الآخرين بالقوة، كما فعل الشيوعيون في روسيا والصين".
وانتقد "روف" استخدام مصطلح "حملة صليبية" في الماضي، واصفاً إياه بـ "الخيار غير الموفق" لغوياً وتاريخياً، مشيراً إلى أن تحديد العدو بوضوح بعيداً عن الدين الإسلامي هو السبيل الأنجع للمواجهة.
وفيما يخص شبكات التمويل، أقر المحلل السياسي بوجود "شبكة معقدة" لتمويل هذه الجماعات، واصفاً ما يظهر منها بـ "قمة جبل الجليد"، وأشار إلى أن أجهزة إنفاذ القانون تواجه تحدياً كبيراً في تتبع هذه التدفقات المالية ووقفها، مستشهداً بنجاحات سابقة لوزارة الخزانة الأمريكية في تتبع أموال استخدمت لأغراض عسكرية تحت غطاء المساعدات الإنسانية.
ودافع "روف" عن النظام القضائي الأمريكي، معتبراً أن بطء الإجراءات أو ما يبدو كثغرات هو في الحقيقة حماية للأبرياء، واستحضر مقولة توماس جيفرسون حول تفضيل نجاة المذنبين على معاقبة بريء واحد.
واختتم "روف" تصريحاته قائلاً: "من السهل التعامل مع منظمات مثل الإخوان عبر المساءلة الجماعية، لكن حماية الأبرياء من الملاحقة بسبب أفعال لم يرتكبونها هو ما يجعل أمريكا قوية، وهو ما يمكّنها من شن حرب حقيقية على الإرهاب والتطرف بضمير مرتاح وموقف قانوني صلب".
المصدر:
اليوم السابع