كشف الشاعر فاروق جويدة عن تحولات جوهرية تشهدها الشخصية المصرية، مشيرًا إلى أن الإنسان المصري الذي عرفته الأجيال السابقة "لم يعد كما كان".
وأضاف خلال لقائه مع الإعلامي نشأت الديهي في برنامج "بالورقة والقلم" على قناة "TEN"، أن التغيرات المجتمعية المتسارعة أثرت على كل جوانب التركيبة المصرية الفريدة.
وأشار جويدة إلى الاستثناء الحضاري الذي تمثله مصر، مشبهًا إياها بـ"قطعة ذهبية" لا تُكرر في أي مكان آخر من العالم.
وأكد أن مصر تمتلك مزيجًا حضاريًا وبشريًا متميزًا منحها مكانتها التاريخية والثقافية الفريدة، معتبرًا أن الثقافة كانت دائمًا حجر الزاوية في بناء الشخصية المصرية الأصيلة.
وحذر الشاعر فاروق جويدة، من انتزاع الثقافة من جذور المجتمع، واصفًا ذلك بأنه "جريمة" كبرى.
وأوضح أن تراجع مستوى الإبداع والإنتاج الفني انعكس سلبًا على الصورة الحضارية لمصر، مؤكدًا أن البلاد لم تعد قادرة على الحفاظ على بعض الثوابت التي قامت عليها عبر تاريخها الطويل.
وألقى جويدة باللوم على رياح التغيير العاتية والتكنولوجيا الحديثة في تغيير العديد من المفاهيم والقيم الراسخة.
وأضاف أن هذه التغيرات طالت أهم مؤسستين في تنشئة الفرد، حيث فقدت الأسرة المصرية جزءاً كبيراً من دورها التربوي، كما أن الجامعة لم تعد ذلك الصرح العلمي الأصيل.
وأكد أن العملية التعليمية في الجامعة فقدت هيبتها، مرجعاً السبب إلى الانتشار الواسع للدروس الخصوصية، مشيرًا إلى أن العوامل تلك حولت العلاقة المقدسة بين الأستاذ والطالب إلى مجرد علاقة مادية صرفة، مما ساهم في ذلك التحول العميق في "السبيكة المصرية" التي طالما تميزت بالتفرد والخصوصية.
المصدر:
مصراوي
مصدر الصورة