لمدة أربع ساعات، وتحت شعار كامل العدد، سطرت مسرحية الملك لير ، للنجم الكبير يحيي الفخراني، سطراً جديداً في مسيرتها الفنية والمسرحية، اعلي مسرح الأوبرا في مدينة الثقافة التونسية ضمن فعاليات مهرجان أيام قرطاج المسرحي في دورته الـ26 المقامة في العاصمة التونسية بحضور كبير من المسرحيين والفنانين من جميع أنحاء العالم.
وقبل انطلاق العرض المسرحي، امتدت صفوف الجمهور من باب الدخول للمسرح الكبير وحتى باب وصول السيارات في الخارج، حيث اهتم كل حاضري مهرجان أيام قرطاج المسرحي، بحضور العرض المسرحي "الملك لير" للنجم الكبير يحيي الفخراني، وهو ما يدل على شعبية الفخراني التي تمتد لكل الدول العربية.
وبدأ العرض المسرحي للملك لير بتعريف النجم القدير يحيي الفخراني بالنجم العربي، في إشارة إلى فنه ومسيرته الممتدة لعقود طويلة، والتي لم تقتصر فقط داخل مصر ولكنها امتدت للوطن العربي باسره الذين يعتبرونه نجمهم المفضل ايضاً، ومن ثم بدأت المسرحية التراجيدية لويليام شكسبير، المكونة من خمسة فصول، والتي لم تخلو طوال فتره عرضها من التصفيق الحار للنجم الكبير في كل ظهور وتعبير له.
وعلى المسرح الكبير الذي امتلأ بالكامل وحتى الأدوار العلوية، نجحت كل أقسام المسرحية التراجيدية "الملك لير" في الظهور بالشكل اللائق للمسرح المصري وسط المسارح العربية والعالمية، فاختيار المسرحية في افتتاح مهرجان قرطاج المسرحي، هو دليل على الاحتفاء الكبير بالمسرح المصري الذي ينافس في الدورة الحالية بمسرحية "سقوط حر" أيضاً الذي يمتلك فرصة كبيرة وسط المنافسة الدولية.
ولفت أنظار الحضور الذي جلس لأكثر من أربع ساعات على الكرسي لمشاهدة الملك لير، التنوع الكبير في الممثلين من مختلف الأعمار، وتنفيذ الاستعراضات كما يجب أن يكون، وسط إحساس يظهر على الوجه قبل الجسد، ووسط حركة ومرونة كاملة للعشرات منهم كجسد وشخص واحد، بالإضافة إلى تناسق كبير بين قسم الصوت والإضاءة، واختيارات مميزة لعنصري الديكور والملابس اللذين كانا يتمتعان بتناسق ألوان وخلفيات تضع المشاهدين داخل المشهد كما هو حال الممثل، كما تمتع النص وهو الجزء الأهم بحوار فعال وحبكة مميزة وإرشادات مسرحية في توقيتها الصحيح.
وتوج النجم القدير يحيي الفخراني ، في ختام العرض المسرحي، الذي لم يغادره أحد من بدايته وحتى إسدال الستار، بجائزة من المهرجان العريق في دورته الـ26 وهو التكريم الذي له طابع خاص للفخراني، حيث أكد أن التكريم في تونس هو تكريم من نوع خاص بالنسبة له، بعد أن كان تكريمه الأول خارج مصر في نفس المهرجان عام 1986 ليعود بعد ما يقارب الأربعين عاماً لنفس المسرح والتكريم من جديد.
يقرّر الملك العجوز لير تقسيم مملكته على بناته الثلاث بناء على مدى حبّهن له فتتملّقه ابنتاه الكبيرتان جونريل وريجان بمشاعر وكلمات مزيّفة بينما ترفض الصغرى كورديليا أسلوب النفاق فيطردها والدها من المملكة، وبمجرّد تولّي ابنتاه الحكم تتنكّران له فيفقد عقله ويعيش نادما متحسّرا.. في النهاية تموت كورديليا ظلما ويموت الملك حزنا على فراقها.
وانطلقت الدورة الـ26 من مهرجان أيام قرطاج المسرحي، امس، تحت عنوان "المسرح وعي وتغير... المسرح نبض الشارع"، وتستمر فعاليتها حتى يوم السبت 29 نوفمبر الجاري، وافتتحت الدورة بمسرحية الملك لير للنجم القدير يحيى الفخراني وإخراج شادي سرور.
المصدر:
اليوم السابع