في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
نشر تلفزيون اليوم السابع تغطية إخبارية من إعداد وتقديم الزميل محمد جمال، واستعرضت التغطية تحليل استراتيجى عن الأهداف الخفية وراء تصعيد الخطاب الأمريكي، وتحديداً من دوائر الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ، حول "اضطهاد المسيحيين" في نيجيريا ، ويؤكد التحليل أن هذه السردية، التي تصف العنف في نيجيريا بأنه حملة ممنهجة ضد فئة دينية بعينها، لا تجد سنداً في الوقائع الميدانية أو الإحصاءات الرسمية، بل هي أداة ضغط جيوبوليتيكي تهدف في الأساس إلى مكافحة النفوذ الصيني المتزايد في العملاق الإفريقي.
على الرغم من التنوع الإثني والديني، تتخلل نيجيريا مساحات واسعة من التعايش، حيث تتقارب الأديان داخل العائلة الواحدة، خاصة في الجنوب.
يؤكد التحليل أن وجود شخصيات مسيحية في قمة هرم الدولة، مثل السيدة الأولى، يفند مزاعم الإقصاء والاضطهاد الممنهج من قِبل الحكومة الفيدرالية.
تشير قواعد بيانات الصراع إلى أن بؤر العنف الأكثر كثافة تقع في ولايات الشمال ذات الأغلبية المسلمة، وأن الغالبية العظمى من الضحايا هم من المسلمين، وأن دوافع العنف في الأساس هي اقتصاد الجريمة واللصوصية والإرهاب الأعمى، وليس حرباً دينية موجهة ضد المسيحيين حصراً.
يستخدم الخطاب كـ أداة تعبئة للناخب الإنجيلي المحافظ في الولايات المتحدة، حيث يسعى ترامب لاستغلال قصة "المنقذ المسيحي" لكسب الشعبية.
هناك تحالف بين اليمين الإنجيلي ولوبيات داعمة لإسرائيل، يهدف إلى تحويل الأنظار عن قضايا إقليمية أخرى، عبر تضخيم فكرة "العداء الإسلامي للمسيحية" في إفريقيا.
تعد نيجيريا أكبر اقتصاد في إفريقيا جنوب الصحراء، وتمتلك موارد ضخمة من النفط والمعادن النادرة. وقد شهدت العلاقات النيجيرية-الصينية قفزة نوعية عبر اتفاقيات مبادلة العملات، وتمويل مشاريع البنية التحتية والموانئ العملاقة، وقبول نيجيريا كـ "دولة شريكة" في مجموعة "البريكس بلاس". هذا الانزياح يُعد تجاوزاً لخط أحمر استراتيجي بالنسبة لواشنطن.
يؤكد التحليل أن استخدام ورقة "الاضطهاد الديني" هو في جوهره "أداة ابتزاز" لإبقاء نيجيريا ضمن دائرة النفوذ الغربي، ومنعها من الانخراط الكامل في مسار اقتصادي يهدد سيطرة الدولار على سلاسل القيمة العالمية.
يحذر التحليل من أن حملة الضغط الأمريكية تؤدي إلى نتائج عكسية وخطيرة على النسيج النيجيري الهش:
إعادة إحياء الشعور بالمظلومية لدى بعض الإثنيات (كالإيغبو)، مما يعمق الانقسام ويضعف سلطة الدولة المركزية.
تمنح الحملة شرعية لحركات انفصالية مثل حركة "بيافرا" عبر تقديم قادتها كـ "سجناء دينيين" بدلاً من متمردين.
بدلاً من إجبار نيجيريا على التراجع، فإن الضغط الاقتصادي والسياسي المتزايد يدفع أبوجا أكثر نحو أحضان الصين لضمان استقلال القرار الاقتصادي.
المصدر:
اليوم السابع