في إطار استراتيجية حازمة لمكافحة تهريب وتعاطي المخدرات في المجتمع، تواصل وزارة الداخلية تنفيذ حملات أمنية قوية لضبط تجار مخدر الشابو، المعروف أيضاً بالآيس، الذي يُعد من أقوى المخدرات التخليقية وأكثرها خطورة على الصحة النفسية والجسدية.
تأتي تلك الجهود في وقت تتزايد فيه مخاطر انتشار هذا المخدر، وفق بيانات رسمية وتقارير إعلامية حديثة، ما يجعل مكافحة تداوله أولوية أمنية وصحية في آن واحد.
في آخر حملات وزارة الداخلية، تم ضبط كميات كبيرة من الشابو خلال 48 ساعة فقط، حيث أعلنت مصادر رسمية ضبط 5.733 كيلو جرام من المخدر، كما سجلت ضربات أمنية أخرى مصادرة ضخمة في محافظات منها الجيزة، إذ تم ضبط شخص بحوزته 60 جراماً من نبات الشابو إلى جانب سلاح خرطوش هاتف محمول.
وأيضاً كشفت الداخلية عن ضبط عنصر إجرامي بحوزته 20 كيلو جرام من الشابو في القاهرة، هذه الأرقام ترسم صورة تهديد حقيقي لصحة المواطنين، خاصةً فئة الشباب الذين قد تقودهم التجربة نحو الإدمان تحت تأثير أوهام القوة أو الهروب من الواقع.
الشابو ليس مجرد مادة مخدرة؛ بل غول يفتت التوازن النفسي والجسدي، الدراسات والأبحاث النفسية تشير إلى أنه يسبب هلاوس سمعية وبصرية حادة، ويُحدث أرقاً شديداً واضطراباً في الإدراك والسلوك من خلال تحفيز الجهاز العصبي.
كما يسهم تعاطي هذا المخدر في ظهور أعراض جسدية خطيرة، مثل الإرهاق المزمن، فقدان الشهية، وعلامات الشيخوخة المبكرة بين الشباب. هذه الأعراض تؤكد أن الشابو قابل أن يكون مدمرًا ليس فقط للمتعاطي، بل للمجتمع بأسره إذا لم تُكبح أعراضه بفعالية أمنية وتعليمية.
لم تقتصر جهود الداخلية على ضرب التجارة فحسب، بل شملت أيضًا التصنيع، إذ ضبطت تشكيلات عصابية تدير معامل لتصنيع الشابو في محافظات مثل الجيزة والإسكندرية، مما يعكس خطة أمنية متكاملة لمواجهة المصدر والمروج.
كما نجحت الداخلية في إحباط محاولة تهريب الشابو عبر ميناء القاهرة الجوي، بعد ضبط طرد بريدي يحتوي على كمية كبيرة من المخدر تقدر بـ 4.350 كجم.
وبذلت الأجهزة جهودًا لملاحقة المتعاطين أيضاً: في محافظة القليوبية، تم ضبط شخص ظهر في فيديو غير ثابت أثناء تعاطيه الشابو، ومن ثم اعترف خلال التحقيق بأنه كان تحت تأثيره.
قانون المخدرات يعاقب بصرامة تجارة وتصنيع المواد المخدّرة مثل الشابو، لكن النص القانوني يشدّد على اختلاف العقوبة وفقاً لوزن المضبوطات وظروف القضية. في حالات التهريب أو التصنيع، قد تصل العقوبة لعقوبات شديدة تشمل السجن لسنوات طويلة والغرامات المالية الباهظة. ما يضع المتاجرين في مرمى ردع قانوني صارم من قبل النيابة والشرطة.
الرسالة واضحة: من يُحاول ملء الشوارع بهذا المَخدر السام، ويخاطر بأرواح الشباب، فقد يواجه القانون كما يواجهه المجتمع.
من خلال هذه الحملات المستمرة، ترسل وزارة الداخلية رسالة واضحة للجميع: لا مكان لتجار الشابو في مصر، ولا مهرب آمن أمام المتابعة الأمنية الدقيقة. كما تدعو المواطنين إلى التعاون من خلال تقديم البلاغات عن أي نشاط مريب متعلق بهذا المخدر، لضمان سلامة الأجيال القادمة.
المصدر:
اليوم السابع