لم تكن حكاية "عرافة الفيس بوك " سوى فصل جديد من فصول الاحتيال الذي يختبئ وراء ستار السحر والجلب ورد المطلقة. فمن قلب منطقة روض الفرج، خرجت سيدة تدّعي امتلاك “قدرات خارقة” تستطيع بها جلب الحبيب، وفتح أبواب الرزق، وزواج العانس، بينما كانت في الحقيقة تنسج خيوط خداع محكم اصطاد العشرات ممن وقعوا في فخ الوهم.
بدأت القصة عندما تلقت الأجهزة المعنية بقطاع نظم الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات معلومات تؤكد انتشار صفحة على مواقع التواصل تدّعي صاحبتها ممارسة أعمال السحر مقابل مبالغ مالية ضخمة.
تحريات دقيقة كشفت أن السيدة، التي تحمل معلومات جنائية سابقة، تقيم بدائرة قسم شرطة روض الفرج، وتمارس نشاطها الإجرامي بطرق ممنهجة، مستغلة ضعف بعض المواطنين ورغبتهم في حلول سريعة لمشكلاتهم.
وبعد تقنين الإجراءات، تحركت قوة من مباحث وزارة الداخلية لتضع نهاية لرحلة الخداع. تمت مداهمتها بدائرة قسم شرطة الساحل حيث جرى ضبطها وبحوزتها مشغولات ذهبية حصلت عليها من ضحاياها، بالإضافة إلى هاتف محمول تبين عقب فحصه أنه يحتوي على مواد توثق نشاطها الإجرامي، إلى جانب أدوات الدجل والشعوذة التي كانت تستخدمها لبث الرعب في نفوس روّادها.
وأمام رجال المباحث، لم تجد المتهمة مفراً من الاعتراف. أكدت أنها صوّرت وبثت مقاطع فيديو أثناء ممارستها أعمال السحر، وأنها كانت تستغل زيادة نسب المشاهدة لتحقيق أرباح مالية إلى جانب ما تحصل عليه مباشرة من الضحايا.
اعترفت بالترويج لقدرات زائفة لاصطياد أكبر عدد ممكن من المتابعين الساذجين.
وبعد إحكام الأدلة، اتخذت الأجهزة الأمنية الإجراءات القانونية اللازمة، لتغلق بذلك صفحة جديدة من صفحات الدجل الإلكتروني الذي يتسلل عبر منصات التواصل إلى بيوت المواطنين.
المصدر:
اليوم السابع