لم يكن سوى رجل عادي، لكنه اختار أن يرتدي عباءة القداسة ويدّعي امتلاك قدرات علاجية "روحانية"، قدّم نفسه للسيدات باعتباره شيخاً إلكترونياً يستطيع فك التعطيل ورفع الأذى وطرد الطاقات السلبية، بينما كان هدفه الحقيقى شيئاً آخر تماماً. استخدم البخور والكتب القديمة وأجواء الزهد الوهمية ليصنع هالة من الثقة حول نفسه، قبل أن يستغل قرب النساء منه ويتحرش بهن، مستغلاً حاجتهن للعلاج وخوفهن من الفضيحة.
لم تظل الجرائم طيّ الكتمان طويلاً، فالأسر بدأت تلتقط الخيط، والشكوك تحولت إلى يقين بعدما تسربت تفاصيل ما كان يفعله الدجال تحت ستار العلاج الروحاني، ومع كل رواية جديدة تزداد نار الغضب التي أشعلت حماسة ذوي الضحايا للدفاع عن كرامة نسائهم.
قرر أربعة مزارعين من مركز بنى مزار أن يضعوا نهاية لمهزلة "الشيخ الإلكتروني"، استدرجوه إلى منزل أحدهم، وأطبقوا عليه الأبواب، وواجهوه باتهاماتهم، تصاعدت اللحظة إلى مشهد اعتداء عنيف، وثقوه بمقطع فيديو، قبل أن يُنشر على مواقع التواصل ويثير موجة واسعة من الجدل.
ومع انتشار المقطع، بدأت وزارة الداخلية فحص الواقعة لكشف ملابسات الفيديو المتداول. وبالفحص، تبيّن تحديد الأشخاص الذين ظهروا في المقطع، وهم أربعة مزارعين من مركز بنى مزار. وبمواجهتهم، اعترفوا بأن شيخهم المزعوم تحرش بزوجة أحدهم وشقيقة الاثنين الآخرين، بعدما أوهمهم بقدرته على علاجهن روحانياً.
في المقابل، جرى ضبط المتهم الرئيسي، الذي اتضح أنه يحمل معلومات جنائية، وبمواجهته، اعترف بأنه كان يمارس النصب على المواطنين بادعاء العلاج الروحاني، وأن ما ورد ضده من اتهامات حقيقي.
وبعد إحكام تفاصيل الواقعة، اتخذت الجهات الأمنية الإجراءات القانونية اللازمة بحق جميع أطرافها، لتسدل الستار على قصة جديدة من قصص الدجل الإلكتروني وجرائم استغلال النساء تحت شعارات زائفة.
المصدر:
اليوم السابع