أكد عبد الناصر قنديل ، خبير النظم والتشريعات البرلمانية، أن كلمة الرئيس السيسي الأخيرة بشأن العملية الانتخابية كانت بمثابة نقطة تحول جوهرية، حيث أنهت ما وصفه بـ"أسطورة الحياد السلبي"، لدى مؤسسات الدولة، وأطلقت "رصاصة الرحمة" على النظام الانتخابي الحالي الذي أثبت وجود مشكلات هيكلية في فلسفته وتطبيقه.
وقال عبد الناصر قنديل، خلال حواره في برنامج "الحياة اليوم"، مع الاعلامي محمد مصطفى شردي، على قناة الحياة، إن تدخل الرئيس لاقى قبولًا واسعًا من كافة الأطياف السياسية والمجتمعية، معتبرًا أنه يمثل تحولًا نحو "الانحياز الإيجابي" لصالح سيادة القانون وضمان نزاهة الانتخابات.
وأوضح قنديل، أن ما ذكره الرئيس "هو تأكيد على دوره كصوت للمواطن في مواجهة كافة السلطات، باعتباره حكمًا بينها"، وأضاف أن هذه هي المرة الثانية خلال فترة زمنية قصيرة التي يتدخل فيها الرئيس بشكل مباشر، ويحظى تدخله بـ "حالة رضا كبيرة جدًا في الشارع من كافة الأطياف السياسية بكل تنويعاتها ومستوياتها".
وشدد على أن هذا التدخل دفع الهيئة الوطنية للانتخابات إلى التحرك السريع والتعامل الفوري مع الأحداث، وهو ما اعتبره سابقة تحدث لأول مرة، حيث طالب خطاب الرئيس بـ"التدخل أو بالانحياز الإيجابي" بدلاً من الوقوف على الحياد.
ولفت قنديل الانتباه إلى أن ما حدث أنهى ظاهرة "الحياد السلبي" التي كانت تمثل مشكلة في إدارة المنظومة الانتخابية، وفسّر هذا المفهوم قائلًا: "إنك تريد أن تكون على مسافة واحدة من كل القوى، فحتى عندما تحدث انتهاكات، تخشى أن تتدخل حتى لا يُحسب موقفك لصالح طرف ضد آخر".
وأشار إلى أن هذه الإشكالية كانت تظهر بوضوح حينما كانت الجهات المعنية تتنصل من مسؤوليتها؛ فالهيئة كانت تعتبر نفسها مسؤولة فقط عن اللجان، وقوات التأمين كانت تتبع تعليمات القاضي داخل اللجنة فقط، مما كان يعزز من استمرار التجاوزات.
اعتبر قنديل أن التطورات الأخيرة كانت "رصاصة الرحمة للنظام الانتخابي"، مؤكدًا بقوله: "يقينًا نحن سنذهب لنظام انتخابي مختلف"، وأرجع ذلك إلى أن الحراك الحالي "أكد أن هذا النظام فلسفته وهندسته فيهما مشكلة".
ورغم أن هذا النظام هو نفسه المطبق في انتخابات 2020، ذكر قنديل أنه "حتى في 2020 كان عليه مشاكل، لأن إفرازه لم يكن ذا كفاءة جيدة".
في رده على سؤال حول ما إذا كان النظام يحتاج إلى إصلاح أم تغيير شامل، حسم قنديل موقفه قائلاً: "الحقيقة أننا محتاجون إلى تغيير لنظام آخر".
وذكّر بأن الحوار الوطني قدّم بالفعل مقترحات لنظام بديل، لكن "معطيات المشهد والتأخر في التعامل جعل من الصعب" تطبيقه في الوقت الحالي، واختتم بالإشارة إلى أن البعض كان له مصلحة في استمرار النظام الحالي لخبرته في التعامل معه، قائلًا: "البعض كان له مصلحة أن هذا النظام يكمل على أساس أنه خبير في التعامل معه، فخبرته السياسية في التعامل مع هذه اللعبة تخصه".
المصدر:
اليوم السابع