آخر الأخبار

طاحونة البودرة وألواح الخشب المفخخة تكشف أخطر حيل تهريب الكبتاجون.. تفاصيل

شارك

لم تكن العملية مجرد ضبط كمية جديدة من المخدرات بقدر ما كانت كشفاً لأسلوب تهريب بالغ التعقيد، يعتمد على تحويل الأقراص إلى بودرة داخل طاحونة سرية، ثم إعادة كبسها داخل ألواح خشبية مصممة بمواصفات معينة لتبدو كقطع أثاث جاهزة للتصدير.

هذه الحيلة التي لجأ إليها تشكيل عصابي دولي كانت تهدف إلى تجاوز أعين الرقابة وإخراج السموم إلى الخارج دون إثارة أي شك. لكن يقظة وزارة الداخلية أحبطت المخطط بالكامل، وقلبت موازين واحدة من أخطر شبكات التهريب التي حاولت استخدام مصر كمحطة عبور رئيسية.

سقوط ورشة التجهيز السرية

بدأت القصة بتوافر معلومات مؤكدة لدى قطاع مكافحة المخدرات والأسلحة والذخائر غير المرخصة تفيد بتورط تشكيل شديد الخطورة يضم 11 عنصراً بينهم 9 يحملون جنسية أجنبية، وبناءً على التحريات، تبين أن أفراد العصابة استأجروا ورشة نجارة داخل نطاق قسم شرطة أول السلام بالقاهرة، وحولوها إلى معمل كامل التجهيز.

داخل الورشة كانت طاحونة ضخمة تعمل على مدار الساعة لتحويل أقراص الكبتاجون إلى بودرة دقيقة، وهي مرحلة تهدف إلى طمس شكل الأقراص الأصلية ومنع القدرة على التعرف عليها حال فتح أي شحنة بشكل عشوائي أثناء التفتيش.

رحلة البودرة من الطاحونة إلى الكبس داخل الأخشاب

بعد طحن المخدرات، كان أفراد العصابة ينقلون البودرة إلى ماكينة كبس خاصة، يقومون من خلالها بحشوها داخل تجاويف سرية وأحشاء ترابيزات خشبية مصممة بطرق هندسية دقيقة.

كانت هذه الترابيزات تبدو من الخارج كمنتج نهائي يصلح للبيع أو التصدير، بينما تحمل داخل ألواحها طبقات مخفية من السموم. ولإضفاء مزيد من التمويه، استخدمت العصابة مواد لاصقة ودهانات تغطي أي آثار قد تكشف طبيعة هذه الألواح.

ويشير هذا الأسلوب إلى درجة عالية من الاحتراف، حيث تستعين بعض الشبكات الدولية بمثل هذه الطرق التي تتطلب معدات خاصة ومعرفة تقنية بخواص الأخشاب وكيفية تفريغها ثم إعادة إحكام غلقها.

المراقبة والمتابعة تكشف خيوط الشبكة

لم تترك الأجهزة الأمنية شيئاً للصدفة، حيث تابعت تحركات أفراد الشبكة بدقة، ورصدت مواعيد دخول وخروج السيارات من الورشة، وحركة نقل الأخشاب، وكذلك توقيتات تشغيل الطاحونة التي تمثل قلب العملية.

وبحسب المصادر الأمنية، جرى إعداد خطة محكمة لضبط التشكيل دون السماح لأي عنصر بالهرب أو التخلص من الأدلة.

وفي التوقيت المناسب، نفذت قوات الأمن مداهمات متزامنة في نطاق محافظتي القاهرة والجيزة، انتهت بضبط جميع المتهمين والمضبوطات كاملة.

أكبر شحنة مضبوطة من نوعها داخل أخشاب

أسفرت العملية عن ضبط 900 ألف قرص كبتاجون جاهز، إضافة إلى 200 كيلو جرام من بودرة الكبتاجون المعدة للكبس، بما يعادل نحو مليون ومئتي ألف قرص إضافي.

كما تم العثور على طاحونة البودرة، ومكبس الأخشاب، وترابيزات مجهزة بفتحات سرية، إلى جانب بندقية خرطوش وأربعة أسلحة بيضاء وخمس سيارات كانت تستخدم في نقل المواد الخام والمنتجات الخشبية المفخخة.

وتظهر هذه الكميات أن العصابة كانت بصدد تنفيذ عملية تهريب ضخمة تستهدف أسواق المخدرات في الخارج، وليس السوق المحلي فقط.

قيمة مالية صادمة

القيمة المالية التقديرية للشحنة داخل الدول المستهدفة بلغت نحو 2.730 مليار جنيه، وهو رقم يوضح حجم الكارثة التي كانت ستقع لو تمكنت الشبكة من إتمام مخططها.

وتأتي هذه الضربة ضمن سلسلة من النجاحات التي حققتها وزارة الداخلية في تضييق الخناق على عصابات التهريب الدولية، ومنع استخدام الأراضي المصرية كنقطة عبور لهذه السموم.


شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا