أكد الفنان الفلسطينى آدم بكرى أن الراحل زياد الرحبانى ووالدته النجمة الكبيرة فيروز شكّلا جزءًا أساسيًا من وجدانه الفنى والإنسانى، قائلاً: "زياد الرحباني وفيروز يمثلان دمي، وأشعر أنني أرى العالم بشكل مختلف بسببهما، لقد أثّرا فيّ بشكل عميق، دائمًا أبحث عن الأشخاص، سواء أمام الكاميرا أو خلفها، الذين يضيفون لي على المستويين الفني والإنساني".
وأضاف بكري، خلال ندوته في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، أنه يحلم حلمين متوازيين في حياته، أحدهما وطني والآخر شخصي، موضحًا: "على المستوى العام، أحلم بانتهاء معاناة الشعب الفلسطيني، أما على المستوى الشخصي، فأريد أن أقدم أعمالاً فنية مهمة، وأنا متحمس جدًا لظهوري في الدراما المصرية قريبًا".
تحدث آدم بكري عن علاقته العميقة بالسينما المصرية، مؤكدًا أنه نشأ على أفلام الأبيض والأسود، وأن الفنان العالمي عمر الشريف كان أول ممثل شاهده وتأثر به، قائلاً: أنا اتربيت على الأفلام المصرية القديمة، الأبيض والأسود، وعمر الشريف كان أول ممثل شوفته وتأثرت بيه جدًا والدي كان له دور كبير في اختياري لمهنة التمثيل، لأنه أبدع طريقة تمثيل جديدة في السينما العربية، من أكثر الأفلام القريبة لقلبي دعاء الكروان وصراع في الوادي وفي بيتنا رجل، والمشاركة في عمل مصري بالنسبة لي من أهم محطات حياتي".
استعاد الفنان الفلسطيني كواليس مغادرته فلسطين قبل اندلاع أحداث السابع من أكتوبر بيوم واحد فقط، مؤكدًا أن هذا التاريخ شكّل نقطة تحول عالمية، وقال: "غادرت فلسطين يوم 6 أكتوبر، وفي اليوم التالي حدثت أحداث 7 أكتوبر. كنا سنصور عملًا في فلسطين ويافا تحديدًا، لكن تم إلغاء الفكرة بسبب الأوضاع، وانتقلنا للتصوير في قبرص واليونان والأردن. هذا التاريخ غيّر العالم فعليًا، حتى في أمريكا رأيت أصدقاء لي يمحون كل ما كانوا يعرفونه عن العالم قبل تلك الأحداث".
وأضاف: "كنت مصدوم من حجم الدعم الكبير لفلسطين في نيويورك، وشعرت أن الوعي تغيّر فعلًا، والتحرير قادم لا محالة”.
وانتقد آدم بكري الآثار النفسية والفكرية التي خلفها الاستعمار في الأجيال الجديدة، موضحًا: أنا ألوم الاستعمار على ما زرعه في عقول الشباب، لكن الأخطر منه هو الاستعمار الداخلي، اللي لازم نسيطر عليه داخلنا. حتى اليوم، التصوير في فلسطين أصبح أصعب أمنيًا بكثير من قبل 7 أكتوبر”.
واستشهد بتجربة المخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد قائلًا: "في فيلم الطير الطاير، كان هاني أبو أسعد بيضطر يسرق لقطات من غزة لصعوبة الحصول على تصاريح تصوير. السينما دائمًا فيها نسبية، وهناك أفلام فلسطينية كثيرة كانت حقيقية وصادقة أكثر من غيرها، وأنا أعتز بها جميعًا لأنها وثّقت الواقع".
اختتم بكري حديثه بالتأكيد على أن نجاح فيلمه الشهير "عمر" كان لحظة فارقة في مشواره الفني، موضحًا أنه كان البداية الحقيقية لشعوره بالمسئولية كممثل فلسطيني.
وأضاف "نجاح فيلم عمر كان لحظة فارقة في حياتي، والبداية الحقيقية لمسيرتي. هناك مشاهد معينة تجعل الممثل يشعر بأنه أدى مسئوليته، خصوصًا تلك التي تجسّد معاناة الشعب الفلسطيني".
وتناول الحوار تجربة آدم بكري الفنية ومسيرته بين السينما العربية والعالمية، متطرقًا إلى العلاقة بين الهوية والأداء التمثيلي، وكيفية حفاظ الممثل على انتمائه الثقافي أثناء مشاركته في أعمال دولية. كما سيتحدث بكري عن رؤيته لدور الفن في التعبير عن القضايا الإنسانية، وتجربته في اختيار الأدوار التي تعكس واقعه وارتباطه بالهوية الفلسطينية، بالإضافة إلى مشاريعه السينمائية المقبلة وطموحاته في تطوير أدواته الفنية ومواصلة الحضور في المشهد السينمائي العالمي.
يُعد مهرجان القاهرة السينمائي الدولي أحد أعرق المهرجانات في العالم العربي وأفريقيا، وأحد أبرز المهرجانات الدولية المعتمدة من الاتحاد الدولي للمنتجين (FIAPF). تأسس عام 1976، ويقام سنويًا تحت رعاية وزارة الثقافة. يحرص المهرجان في كل دورة على الجمع بين البعد الفني والبعد المهني، ما يجعله منصة رئيسية للحوار بين الثقافات وتعزيز حضور السينما العربية على الساحة الدولية.
المصدر:
اليوم السابع