كشف الفنان الفلسطيني آدم بكري عن كواليس عمله مع النجمة العالمية كيرا نايتلي، مشيرًا إلى أنه شعر بتوتر شديد أثناء التصوير بسبب إعجابه الكبير بها منذ سنوات طويلة، لكنه تعلم منها الكثير على المستوى المهني.
وقال بكري، في تصريحاته خلال ندوته ب مهرجان القاهرة السينمائي الدولي : "أُصبت بتوتر كبير عند العمل مع كيرا نايتلي ، فهي ممثلة مهنية للغاية، وكنت من المعجبين بها قبل التعاون بيننا، الشخصية التي قدمتها في فيلم Official Secrets كانت لمسلم إرهابي، وكان من الصعب رفض الدور بسبب قوة القصة وأسماء الأبطال المشاركين، لكنني استطعت لاحقًا التغلب على هذا النوع من الأدوار والابتعاد عنها".
وأوضح أنه لا يرغب في التعليق على بعض النجوم الذين يقدّمون شخصيات مشابهة في هوليود، مضيفًا: "لا يمكنني أن أعلّق على الممثلين الذين يقدمون هذا النوع من الأدوار، خاصة عندما يحاولون الظهور في هوليوود، لكن بعد فيلم (عمر) أدركت جيدًا ما أريد تقديمه وما أريد الابتعاد عنه".
تحدث بكري عن شخصية فنية يبتكرها منذ سنوات تحمل اسم "حيّ"، موضحًا أن الفكرة جاءت بعد فترة صعبة في حياته، حيث قال: "حي هي شخصية حلمت بها، وتذكرتها بعد خمس سنوات خلال تجربة صعبة مررت بها، وسميتها بهذا الاسم لأنها تمثل بالنسبة لي بداية جديدة. مازلت أطور الشخصية حتى الآن".
وأشار إلى أن الإلهام الذي يستمده في أعماله لا يأتي من موهبة الرسم أو الكتابة الاحترافية، وإنما من التجربة الإنسانية نفسها، مضيفًا: "لا أستطيع الرسم بشكل احترافي ولا أعتبر نفسي رسامًا، لكن تجاربي وما أعيشه هما مصدر إلهامي، إضافة إلى مقابلة أشخاص من ثقافات مختلفة، أما الشعر فجاء من كتابة الخواطر والقراءة الكثيرة، لأن القراءة بالنسبة لي نبع الحياة، فهي تتيح لك أن تتعلم من تجارب الآخرين".
وأضاف بكري قائلا: "ذهلت بعالم الكاتب الياباني هاروكي موراكامي، لأن طريقته في بناء العوالم الإنسانية مختلفة وممتعة، كما أنني أتعلم الشطرنج مؤخرًا، وقد علّمتني التفكير بطريقة مختلفة والصبر".
وتطرق بكري إلى علاقته بالمذهب الصوفي، مؤكدًا أنه لا يصنف نفسه كصوفي، لكنه تعلم الكثير من الفلسفة الصوفية ومن المجموعات التي احتك بها، قائلًا: "لا أصنف نفسي كصوفي، لكنني أحب المذهب الصوفي وتعلمت منه الكثير. تعرفت على مجموعة تؤمن أن لكل إنسان آيات قرآنية خاصة به تحمل رسائله، ولا يمكنه اكتشافها إلا من خلال القراءة المستمرة للقرآن. بالنسبة لي، البيت ليس مكانًا جغرافيًا، بل هو شعور بالانتماء والسكينة".
وتحدث أيضًا عن رؤيته لما يحدث في غزة وتأثيره الإنساني والفني عالميًا، فقال: "أشعر أن غزة جلبت وعيًا جديدًا للعالم كله، وهذا الوعي انعكس على الاهتمام العالمي بالقضية الفلسطينية. من نتائجه أن مارك رافالو وخافيير بارديم تولوا إنتاج فيلمنا الجديد All That’s Left، الذي سيمثل الأردن في الأوسكار هذا العام".
وأشار إلى أن الفيلم يحمل طابعًا إنسانيًا وعائليًا خاصًا جدًا بالنسبة له: "الفيلم يحكي قصة عائلة فلسطينية عبر ثلاث أجيال مختلفة، ويشاركني فيه والدي الفنان محمد بكري وأخي صالح بكري، لذلك هو لحظة خاصة جدًا تجمعنا فنيًا وإنسانيًا".
وتناول الحوار تجربة آدم بكري الفنية ومسيرته بين السينما العربية والعالمية، متطرقًا إلى العلاقة بين الهوية والأداء التمثيلي، وكيفية حفاظ الممثل على انتمائه الثقافي أثناء مشاركته في أعمال دولية. كما سيتحدث بكري عن رؤيته لدور الفن في التعبير عن القضايا الإنسانية، وتجربته في اختيار الأدوار التي تعكس واقعه وارتباطه بالهوية الفلسطينية، بالإضافة إلى مشاريعه السينمائية المقبلة وطموحاته في تطوير أدواته الفنية ومواصلة الحضور في المشهد السينمائي العالمي.
يُعد مهرجان القاهرة السينمائي الدولي أحد أعرق المهرجانات في العالم العربي وأفريقيا، وأحد أبرز المهرجانات الدولية المعتمدة من الاتحاد الدولي للمنتجين (FIAPF)، تأسس عام 1976، ويقام سنويًا تحت رعاية وزارة الثقافة. يحرص المهرجان في كل دورة على الجمع بين البعد الفني والبعد المهني، ما يجعله منصة رئيسية للحوار بين الثقافات وتعزيز حضور السينما العربية على الساحة الدولية.
المصدر:
اليوم السابع