خطف الفنان الفلسطيني آدم بكري الأنظار خلال الندوة التي عقدت له ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، حيث تحدث بصراحة عن تجربته الفنية والإنسانية، وعلاقته بالهوية الفلسطينية، ورحلته بين السينما العربية والعالمية.
وقال بكري في بداية حديثه: "دي أول مرة أزور القاهرة، وما كانش في فرصة قبل كده للتواجد فيها، لكنها كانت كما توقعتها وأكثر.. وده غريب لأن الأماكن مش دايمًا بتكون زي ما نتخيلها. حسّيت إني في فيلم، وده الشعور اللي بيأكد إيماني إن كل شيء بيحصل لسبب".
وأضاف بكري قائلا: "أنا اتولدت في ذكرى النكبة، وده شيء مهم بالنسبة لي جدًا، لأنه بيخليني دايمًا أتذكر أنا من وين جيت، وده سبب وعيي الكبير، وعلى عكس ما الناس ممكن تشوف إن ده شيء مؤلم أو سلبي، بالنسبالي هو العكس تمامًا".
وتحدث بكري عن نشأته في بيت فني وتأثير والده المخرج الكبير محمد بكري عليه، قائلًا: "تربيتي في بيت فني كانت تحديا كبيرا، لأن التواجد في بيت فيه شخص ناجح زي والدي بيحط عليك ضغط كبير. أول مرة طلعت على المسرح في نيويورك، أصبت بتوتر شديد وما قدرتش أكمل العرض، وكان والدي حاضر في الصف الأول. بعدها رجع البيت وقال لي: لو عايز تمثل لازم توقف على المسرح بكرة، أو ترجع معايا فلسطين".
وأشار الفنان الفلسطيني إلى أن نشأته في يافا جعلت منه شخصًا أكثر وعيًا بالمسئولية والهوية، قائلًا: "نشأتي في يافا حمّلتني عبء كبير، لازم أتعامل معاه طول الوقت، سواء لإثبات نفسي أو لأني بحمل قضية كبيرة كفلسطيني، سواء كبرت في بيت أو في مخيم، الضغط واحد".
كما تطرق إلى تجربته في الدراسة بنيويورك، مؤكدًا أنها كانت مليئة بالتحديات: "كانت تجربة صعبة وغنية في نفس الوقت، كنت العربي الوحيد في مدرسة المسرح، وده خلاني لازم أثبت نفسي أكتر. كنت هناك من الصبح للمساء، ما كانش عندي رفاهية أخرج أو أستمتع، وشعرت بصدمة حضارية كبيرة، لكن التجربة علمتني كتير".
وأوضح بكري أنه مع مرور السنوات أصبح أكثر وعيًا في اختياراته وطموحاته الفنية، قائلًا: "أحلامي دلوقتي بقت أوضح وأكبر، وقراراتي بقت مدروسة أكتر، بس الإنسان من غير التجارب دي بيبقى أضعف، خاصة في قراراته المهنية".
وتناول الحوار تجربة آدم بكري الفنية ومسيرته بين السينما العربية والعالمية، متطرقًا إلى العلاقة بين الهوية والأداء التمثيلي، وكيفية حفاظ الممثل على انتمائه الثقافي أثناء مشاركته في أعمال دولية. كما سيتحدث بكري عن رؤيته لدور الفن في التعبير عن القضايا الإنسانية، وتجربته في اختيار الأدوار التي تعكس واقعه وارتباطه بالهوية الفلسطينية، بالإضافة إلى مشاريعه السينمائية المقبلة وطموحاته في تطوير أدواته الفنية ومواصلة الحضور في المشهد السينمائي العالمي.
يُعد مهرجان القاهرة السينمائي الدولي أحد أعرق المهرجانات في العالم العربي وأفريقيا، وأحد أبرز المهرجانات الدولية المعتمدة من الاتحاد الدولي للمنتجين (FIAPF). تأسس عام 1976، ويقام سنويًا تحت رعاية وزارة الثقافة. يحرص المهرجان في كل دورة على الجمع بين البعد الفني والبعد المهني، ما يجعله منصة رئيسية للحوار بين الثقافات وتعزيز حضور السينما العربية على الساحة الدولية.
المصدر:
اليوم السابع