قال الدكتور أسامة محمد علي خلال ندوة تفاعل الطفل مع الفنون التي أقيمت ضمن فعاليات الدورة الثالثة ل مهرجان القاهرة الدولي للطفل العربي ، برئاسة الدكتورة داليا همام، وأدار الندوة الدكتورة أميرة الشوادفي: الكلمة هي البداية دائمًا، فهي مصدر الإلهام ومُحرّك الخيال، عندما أقرأ، لا أستخدم عيني الخارجية فحسب، بل أرى بعيني الداخلية التي تبصر المعنى وتتجاوز الحروف، التكنولوجيا، شأنها شأن أي اختراع بشري، وسيلة يمكن أن نحلق بها نحو الخير أو ننزلق بها إلى الشر، فهي في جوهرها أداة في يد الإنسان.
وتابع: قضيتنا هي الطفل، لكن الطفل لم يُخلق فجأة، بل هو إنسان في مرحلة عمرية محددة يسعى بطبيعته إلى التطور والنمو المستدام والإنسانية. فالإنسان البدائي اكتسب مهاراته من بيئته وجغرافيته، وكانت تحركه رغباته البيولوجية، ثم بدأ التعبير عن ذاته بأولى أشكال الكتابة، تلك الرسوم المنقوشة على الجدران التي حفظت ذاكرة الوعي الإنساني الأول، التكنولوجيا اليوم ليست إلا امتدادًا لتلك الرسوم الأولى، فهدفها إيصال فكرة ورسالة تُعزّز الأثر المعرفي وتُنمّي الوعي. غير أن دخولنا إلى عالمها لا يجب أن يكون عشوائيًا، بل قائمًا على معرفة حقيقية عميقة، لأن المعرفة هي الأساس الذي يضمن أن نستخدم التكنولوجيا في خدمة الإنسان، لا أن نُصبح نحن خدمًا لها.
ومن جانبه قال الدكتورة على الجنفدي من اليمن خلال ندوة مهرجان القاهرة للطفل : المهرجان موجه للطفل وموجه للمهتمين بالطفل وصناع الطفل، والطفل هو مرآة الغد، فحين نهتم بعقله ووجدانه نصنع أمة تعرف طريقها نحو النور. الطفل العربي يملك طاقة خلاقة وذكاء فطري يحتاج فقط إلى من يمنحه الثقة والفرصة ليُعبّر ويبتكر. حين رأيت الأطفال الذين شاركوا في افتتاح المتحف المصري الكبير، أدركت أن في وجوههم بريق الحضارة ذاتها، وأنهم الامتداد الحقيقي لملوك وأبطال تركوا للعالم أعظم تراث. هؤلاء الصغار لم يكونوا مجرد مؤدين في احتفال عالمي، بل كانوا رمزًا لنهضة جديدة تبدأ من وعي الطفل، وتنضج حين نمنحه مكانه الطبيعي في صناعة المستقبل.
وأكدت المخرجة نادية الشويخ خلال ندوة مهرجان القاهرة للطفل قائلة: عندما طلب مني دكتور أسامة أن أقدّم عرضًا للأطفال، شعرت بالخوف الشديد، لأني أم ولدي أطفال، وكنت قلقة من كيفية مخاطبة عقولهم وفهم طريقة تفكيرهم. كان لدي حلم منذ زمن بأن أوصل للأطفال معلومات بطريقة يحبونها ويستمتعون بها. اكتشفت أن الهاتف المحمول واللاب توب هما أكثر الأشياء التي تتحكم في تفكيرهم، وأنه من خلالهما أستطيع أن أوضح لهم ما هو صواب وما هو خطأ.
وتابعت: اخترت الابتعاد عن التراث التقليدي، لأنهم لن يتمكنوا من استيعابه بسهولة، وركزت على توصيل الفكرة بأنني لا أعارض التكنولوجيا، لكن ليس كل شيء فيها صحيح. الأهم هو وجود لغة حوار بيننا وبينهم، وفكرة الترابط الأسري لها أهمية كبيرة. من هذا المنطلق جاءت فكرة عرض ذات الرداء الأحمر، الذي يجمع بين المتعة والتعليم ويعزز التواصل مع الطفل بطريقة تناسبه.
المصدر:
اليوم السابع
مصدر الصورة