آخر الأخبار

صرخة صامتة داخل برميل.. حكاية موت هزت بولاق الدكرور

شارك
مصدر الصورة

في أحد أزقة بولاق الدكرور سكنت الحركة فجأة، حين بدأت رائحة غريبة تتسلل إلى أنوف السكان. كانت الرائحة ثقيلة، تنبعث من شقة مغلقة منذ فترة، فتثير الريبة وتكتم الأنفاس.

حاول بعضهم في البداية تجاهلها، لكن حين أصبحت لا تُحتمل، لم يجدوا بُدًّا من الاتصال بشرطة النجدة. لم يدرك أحدٌ حينها أن البلاغ البسيط عن "رائحة كريهة" سيكون مفتاحًا لكشف واحدة من أبشع الجرائم التي عرفها الحي الشعبي.

وصل رجال المباحث إلى المكان بخطواتٍ حذرة، تتبعهم نظرات القلق من خلف النوافذ. الباب المغلق بدا كأنه يخفي سرًّا ثقيلًا. وما إن كُسر القفل واندفعت أولى نسمات الهواء من الداخل، حتى انكشفت الحقيقة المروعة التي خنقتها الجدران طيلة الأيام الماضية.

داخل الشقة الخاوية، التي يغطي الغبار أركانها، كانت الرائحة أشدّ مما توقع الجميع. أشار أحد الضباط إلى ركنٍ مظلم بإحدى الغرف، حيث يقبع برميل معدني كبير. اقتربوا ببطء، وكلما خطوا خطوة زادت الرائحة نفاذًا، حتى لحظة رفع الغطاء فكانت الصدمة التي جمدت الدم في العروق.

بداخل البرميل، جثة فتاة شابة، في حالة تحلل متقدمة. الصمت ساد المكان لوهلة، قبل أن يعلو صوت أحد الضباط يأمر بتطويق المنطقة واستدعاء فريق الأدلة الجنائية.

لم يعرف أحد من هي الفتاة، ولا كيف انتهت حياتها بتلك الطريقة البشعة، لكن ملامح الجريمة كانت واضحة: قتل عمد مع سبق الإصرار، ومحاولة لإخفاء الجثة داخل البرميل.

بدأت التحريات على الفور. الجيران، الذين ظنوا أن الشقة مهجورة، تذكروا أن شخصا له معلومات جنائية كان يستأجرها منذ أشهر، لكنه اختفى فجأة.

لم يكن أحد يعرف الكثير عنه سوى أنه قليل الكلام، لا يختلط بأحد، ويغلق باب شقته بإحكام كلما دخل أو خرج. بعض السكان رووا أنهم سمعوا أصوات مشادات قبل أيام من اختفائه، لكنهم لم يتدخلوا، فالأمر لم يبدُ لهم خطيرًا آنذاك.

رجال المباحث جمعوا الخيوط المتناثرة، فحصوا كاميرات المراقبة، واستجوبوا المحيطين بالشقة. ومع كل معلومة جديدة، بدأ الغموض ينقشع شيئًا فشيئًا عن خلفية الجريمة ودوافعها. الجثة أُرسلت إلى المشرحة لتحديد الهوية وسبب الوفاة، فيما تواصل الأجهزة الأمنية جهودها لتعقب القاتل الذي لا يزال طليقًا.

وفي الخارج، ظل الأهالي مذهولين، يتحدثون همسًا عن الفتاة التي لم يعرفها أحد، وعن البرميل الذي أخفى جريمة لم يستطع أن يخفي رائحتها. كان المشهد كله يختصر مأساة كاملة، رائحة كشفت جريمة وجريمة هزت ضمير حي بأكمله.

مصراوي المصدر: مصراوي
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا