لم يكن زواج "سميرة" صاحبة الثلاثين عامًا بداية حياة كما حلمت بل كان أول الطريق إلى قبرها، فمنذ الليلة الأولى، عرفت الخلافات طريقها إلى بيت الزوجية، حين اتهمها زوجها "أ" في شرفها ليلة عرسها، لتتحول أيامها إلى سلسلة طويلة من الإهانات والتعذيب، حتى فارقت الحياة جوعًا، ثم دفنها وإبلاغ الشرطة بأنها اختفت من المنزل.
في حلقة جديدة من "جرائم عش الزوجية" التي يتناولها "مصراوي" من واقع التحريات الرسمية والمصادر المختلفة وأمر إحالة المتهمين للمحاكمة، نروي تفاصيل مقتل "سميرة" على يد زوجها في محافظة الأقصر عام 2022.
المجني عليها "سميرة أ."، انفصلا والديها، فانتقلت للعيش مع والدتها، أما المتهم فهو "أ"، يبلغ من العمر 60 سنة، متزوج ولديه ثلاثة أبناء.
نهاية عام 2018، تقدم "أ" لخطبة سميرة، وبرغم فارق السن، وافقت والدتها -خوفًا عليها من الوحدة- زُفت سميرة إلى زوجها الذي يكبرها بثلاثة عقود كاملة، أملاً في "سترة البنت".
لكن ليلة العرس كانت بداية النهاية للفتاة، ففي تلك الليلة اتهمها زوجها بأنها ليست عذراء، لم يفكر ولم يسمع وصرخ في وجهها، واتصل بوالدها غاضبا: "بنتك مش شريفة".
انقلبت الدنيا رأسا على عقب، حتى أثبت الطبيب براءتها، وأنها "أنثى طاهرة"، لكن الجرح الذي تركه الاتهام لم يُشف، فقد صار بيتها سجناً، وزوجها سجانًا.
مرت الأيام، وأنجبت سميرة طفلها الأول، استبشرت خيرا، عسى أن يلين قلبه، لكن حين حملت بين ذراعيها صغيرها، انتزعه منها الزوج، وأهداه إلى زوجته الأولى.
صار طفلها غريبًا عنها، يُعذب على يد إخوته من الأب "أبناء الزوجة الأولى"، بينما كانت هي تُعذب على يد الزوج.
وذات يوم، حين لم يجد في قلبه ما يكفي من الظلم، جاءه أحد أبناءه من زوجته الأولى، واتهم "سميرة" بأنها "راودته عن نفسه".
أنكرت سميرة، حاولت الدفاع عن نفسها، لكن الرجل لم يسمع، وحبسها في غرفة مظلمة، وكانت تستغيث وتصرخ لأي شخص لكن دون جدوى.
على مدار 4 سنوات ذاقت الزوجة كل أنواع التعذيب، وفي النهاية حُرمت من طفلها، وحُرمت من الطعام والشراب، حتى فارقت الحياة جوعًا.
لم يكتف الزوج بذلك لكنه حملها إلى غرفة مجاورة ودفنها داخل حفرة أعدها مسبقا، وبعد 7 أيام هاتف شقيقها وأخبره بتغيبها عن المنزل.
شقيق المجني عليها وزوجها، أبلغا أجهزة الأمن بتغيبها، وبينت التحريات أن الزوجة لم تغادر المنزل، وبسؤال الزوج أنكر، لكن بتضيق الخناق حوله اعترف بارتكاب الواقعة والتخلص من الجثة بدفنها في المنزل، بعدما حفر لها حفرة، وصب عليها طبقة خرسانية حتى لا تفوح رائحة الجثة ويفتضح أمره.
بدورها قررت النيابة حبس المتهم ولاحقًا جرى إحالته إلى محكمة الجنايات التي أحالت أوراقه إلى فضيلة المفتي لأخذ الرأي الشرعي في إعدامه.
اقرأ أيضا:
رفض يرجّع الفلوس.. ضبط شخص استولى على تحويل مالي بالخطأ بالقاهرة
فضيحة على الإنترنت.. سقوط شبكة "المتعة السريعة" في الإسكندرية
تفاصيل "خناقة" بين طلاب أجانب ومصريين في القاهرة
المصدر:
مصراوي
مصدر الصورة