آخر الأخبار

من قاعة الفرح إلى محكمة الأسرة.. موجة الطلاق السريع تلتهم الزيجات الجديدة

شارك

في مشهد بات متكررًا داخل محاكم الأسرة ، يقف زوجان لم يمضي على زواجهما سوى أسابيع أو شهور، يطلب كل منهما الطلاق وكأن شيئًا لم يكن.. قصص "الطلاق السريع" أصبحت عنوانًا لكثير من المتزوجين الجدد، تعكس هشاشة العلاقة بينهما، وغياب ثقافة الصبر والحوار بين الأزواج.

طلاق في دقائق.. ظاهرة الطلاق السريع تهدد استقرار الحياة الزوجية

خلافات تبدأ بتفاصيل صغيرة وتنتهي في ساحات القضاء .."لم أتحمل طباعه".. "تغير بعد الزواج".. "تدخل الأهل في كل صغيرة وكبيرة.. تلك الجمل تتكرر على ألسنة الأزواج والزوجات، لتكشف أن الخلافات لم تعد تحتاج سنوات حتى تنفجر، بل يكفي خلاف بسيط ليكتب نهاية حياة زوجية لم تكتمل بعد.

محكمة الأسرة .. تكشف أسرار تفكك الزيجات الحديثة

بعض من الدعاوي التي تنظر أمام محكمة الأسرة، ترفع خلال العام الأول من الزواج، وبعضها بعد أسابيع قليلة، أغلبها بسبب خلافات تافهة لم تحل بالحوار.. والأسباب -وفقا للدعاوي التي نظرتها محكمة الأسرة- تتنوع بين الضغوط، وتدخل الأهل، ووسائل التواصل الاجتماعي التي خلقت صورة مثالية للحياة الزوجية لا تمت للواقع بصلة، كما يلعب ضعف الإعداد النفسي قبل الزواج، وعدم وضوح الأدوار والمسؤوليات، دورًا كبيرًا في فشل العلاقة منذ بدايتها.

سيدة تطلب الطلاق خلعا وتترك منزل الزوجية بعد أيام من الزواج

"هربت من منزل الزوجية بعد أيام من الزواج، وطالبت زوجى بتطليقى وذلك بعد اكتشافى خداعه لى، لأعلم بعد زواجنا من صاحب العقار أن زوجى أجر شقته طوال شهور ولم يسدد جنيه واحد له".. بتلك الكلمات وقفت زوجة تطالب بـ الطلاق للضرر، ضد زوجها أمام محكمة الأسرة بالجيزة، وادعت خوفها على حياتها، وقدمت مستندات تفيد تهديده لها.

وأشارت الزوجة بدعواها أمام محكمة الأسرة أن زوجها دمر حياتها، وخدعها وأوهمها أنه يمتلك شقة ومشروعا تجاريا، لتكتشف بعد الزواج أنه عاطل عن العمل ونصاب، وملاحق بالديون ودعاوى الحبس.

خبراء القانون: "التسرع في الانفصال يهدم أسرة قبل أن تبدأ"

وبالتعليق على تلك الإشكالية أكد المحامي محمد حسن يجوز الطلاق بإرادة الزوج أو بطلب من الزوجة للضرر، غير أن المشرع ألزم محاكم الأسرة بعرض الصلح مرتين على الأقل قبل إصدار الحكم، حفاظًا على كيان الأسرة.

وتابع المختص في الشأن الأسري:" نظم القانون الطلاق الودي عبر مكاتب تسوية المنازعات الأسرية التي تحاول الإصلاح قبل اللجوء إلى القضاء، إلا أن كثيرًا من الأزواج يتجاوزون هذه الخطوة في استعجالهم للانفصال..مؤكدا:" الطلاق السريع لم يعد استثناء بل أصبح ظاهرة مقلقة، خصوصًا بين الزيجات الحديثة التي تفتقر إلى النضج والقدرة على التفاهم.

ويضيف المحامي المختص بقانون الأحوال الشخصية: المشرع منح فرصًا متعددة للصلح، لكن الحل الحقيقي يبدأ قبل الزواج، من خلال وعي الطرفين بطبيعة المسؤولية الزوجية، وأن الطلاق السريع ليس مجرد ورقة تنهي زواجًا، بل مؤشر على أزمة بين المتزوجين الجدد تحتاج إلى إعادة الحوار، وتحمل المسؤولية، والتفاهم، حتى لا تظل محاكم الأسرة تستقبل كل يوم قصص حب انتهت قبل أن تبدأ.


شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا