قالت الدكتورة آمال عسران، الباحثة فى معهد الدراسات الأفرو آسيوية وابنة الفدائى البورسعيدى السيد عسران، أن والدها الفدائى السيد عسران انضم إلى صفوف المقاومة وعمره لم يتجاوز الـ14 عامًا.
جاء ذلك خلال ندوة اللجنة الثقافية والفنية برئاسة الكاتب الصحفى محمود كامل، بالتعاون مع الجمعية التاريخية المصرية، حول المقاومة الشعبية خلال العدوان الثلاثى على مدينة بورسعيد، التى انتهت بدحر القوات الفرنسية، والإنجليزية، وقوات العدو الصهيوني.
وأكملت أن جدها كان يمتلك مقهى على خط المواجهة مع قوات الاحتلال بالقرب من شارع محمد على وهو ساحة المواجهة بين الفدائيين و جنود الاحتلال ، وخلال هذه الفترة أراد والدها "السيد عسران "القيام بعمليات أكبر من سنه فحاول الانضمام إلى كتائب ومعسكرات الفدائيين التى أنشأها جمال عبدالناصر بعد قيام الثورة؛ حيث كانت هذه المعسكرات إحدى أدوات الضغط التى مارسها جمال عبدالناصر على الإنجليز لإجبارهم على الجلاء.
وأقبل عسران، على هذه المعسكرات وحاول الالتحاق بها، لكن المسئولين كانوا يرفضون انضمامه لصغر سنه، وفى بدايات عام 1956 سمع عسران عن تشكيل لواء بورسعيد، الإسماعيلية، السويس الذى سيذهب إلى غزة على خط الهدنة مع قوات العدو الصهيونى.
وتم قبول عسران فى المعسكر حيث كان هناك نقص فى الأفراد وتدرب عسران سريعا ووصل إلى غزة قبل توقيع اتفاقية الجلاء فى 18 يونيه 1956 وفى غزة تولى مع رفاقه مهمة الاستطلاع وشارك فى العديد من العمليات الفدائية.
وبعد تأميم القناة فى 26 يوليو عام 1956 عاد عسران إلى بورسعيد بعد أن أدرك الجميع أن العدوان الثلاثى على مصر أصبح وشيكًا.
ومع بداية العدوان الثلاثى انضم عسران إلى مجموعات العمل الفدائى لاصطياد الدوريات البريطانية والفرنسية وهى تمر بشوارع المدينة.
وقام بعمليات فدائية جريئة أزعجت قوات الاحتلال ولكنها لم تكن فى شهرة عملية قتل قائد مخابرات قوات الحملة "الجنرال جيمس ماكدونالز وليامز" الذى اشتهر بالتنكيل بالمصريين وقد عجلت هذه العملية برحيل قوات الاحتلال عن بورسعيد.
وتابعت أنه فى صباح 14 ديسمبر 1956 خرج عسران يحمل رغيف خبز وقد وضع داخله قنبلة يبحث عن الجنرال وليامز حيث قرر أن يقتله لبطشه وتنكيله بالعناصر الوطنية.
وجمع عسران المعلومات الكافية عن تحرك وليامز وبعد أن تأكد من وجوده داخل مبنى المباحث الجنائية انتظره عسران على الرصيف المقابل للمبنى، وعندما خرج قائد المخابرات البريطانية، ذهب عسران إلى سيارته وأخرج ورقة من جيبه ظنها وليامز شكوى أو معلومة، فأوقف السائق وفتح زجاج السيارة ليأخذ الورقة من عسران لكن عسران ألقاها فى دواسة السيارة، فأنحنى وليامز ليأخذها وهنا قذف عسران بالقنبلة التى كان يخبئها فى رغيف الخبز بعد أن نزع فتيلها واختفى سريعا وسمع انفجارا شديدا أطاح بالجنرال البريطانى المتغطرس.
وذهب عسران إلى منزله وبدّل ملابسه وارتدى جلباب أخيه الشهيد الذى لقى حتفه تحت عجلات إحدى الدبابات البريطانية وبعد هذه العملية انسحبت قوات الاحتلال إلى حى الافرنج لتنشط المجموعات الفدائية إلى أن رحل الاحتلال الانجليزى عن بورسعيد.
و أضافت أن والدها بعد الجلاء قام ومجموعه من الفدائيين بتحطيم تمثال ديليسبس وتم هدم الجزء العلوى من تمثال ديليسبس فى 24 ديسمبر 1956، فى خضم أحداث العدوان الثلاثى على مصر، وتحديدًا مع بدء انسحاب القوات الأجنبية من بورسعيد.
المصدر:
اليوم السابع