علي مدار الأسابيع القليلة الماضية، بدأ "بيف" وهو لمن لا يعرف عبارة عن مناوشات وخناقات وصراعات بالتراكات بين "الرابر" ولمن لا يعرف الرابر فهم المطربين أو الفنانين أو المغنيين الذين يقدمون فن له شعبية جارفه من مختلف الأعمار والطبقات الاجتماعية، "دس" من أبو الأنوار لمدة 6 دقائق متواصلة رداً على الرابر "زياد ظاظا" الذي سخر من تراكات الآول اثناء ظهوره في بودكاست.
زياد ظاظا الذي صعد بسرعة الصاروخ وكون جماهيرية ضخمة من خلال تراكاته ومشاركاته السينمائية، منحته شعور بالسيطرة والتفرد في ظل غياب الكثير من الرابر مؤخرا وبالتحديد في غياب "البيفات" وتناسي ان الجماهيرية التي يقف عليها او يستند عليها او يتكآ عليها واتمني ان يعلم الفرق بينهم هي سلاح ذو حدين، فالجماهير التي ترفع نجمها اليوم هي أول من ستقوم بدفنه في حال تلاعبه بمحبتهم.
زياد ظاظا ، إنسان قبل ان يكون مطرب، ولحسن الحظ، حاورته مؤخراً واكتشفت جانب آخر تماما عن الذي يظهره او الذي يراه الناس، فهو يمتلك من القبول اضعاف اضعاف ما يظهر في تصرفاته، ويمتلك من التلقائية قدراً كبيراً، ويمتلك من الحضور أكثر ممن حوله، واعتقد ان بداية البيف بينه وبين الأنوار كانت صدفة بحته ولم يقوم بالتحضير لها وكانت مجرد "أفيه" داخل حوار كوميدي "يعلي" فيه كل من جالس على الأخر في الكوميديا والضحك، فوقع ظاظا كما هي تلقائيته في فخ "البيف" الذي بدء وانطلق من عنده.
ولم تمر سوي أسابيع وحتى تفاجئ الجميع بتراك عبارة عن ٦ دقائق من آبو الأنوار، يدين ويشجب ويدين ويشجب ويعيد تكرار التراك للرد علي زياد ظاظا وسخريته، حيث هو المعتاد في الراب سين، يطرح أحد ما "دس" فيرد الأخر بـ "دس" آخر و "أهي ماشية" حتى نصل للحضيض كما ظهر في التراكات التي تم حذفها صباحاً.
آبو الأنوار، وهو أحد اشهر الرابر في مصر وأكثرهم شعبية ويعد من أوائل الذين قدم تلك الفئة الموسيقية في مصر، وهو سبب دخول العشرات في هذا المجال، ويعد المدرسة الكلاسيكية او القديمة من تلك الموسيقية وهي بالمناسبة المدرسة الأكثر استماعاً حتي في مجتمعات مختلفة، فهو حتي النهاية يحافظ علي تقاليد معينة وله خطوط حمراء في "الدس"، ولكن بالرغم من الشعبية الكبيرة التي يمتلكها ولكنه وقع في فخ التسرع، فبعد التراك الأول له رداً علي ظاظا، انهالت عليه التعليقات التي تشيد بالتراك، وهو ما منحه شعوراً ربما غائب عنه منذ فترة طويلة وهو التفاف الجمهور حوله، ولكن الفخ هنا ان الجمهور الذي التف هو جمهور "الظيطة" الذي لا يفعل سوي شيء واحد فقط وهو رمي البنزين علي النار، ولا يمكن أحد ان يلوم تلك الفئة الجماهيرية فهي تجد نفسها في تلك المنطقة التي يجب ان يكون دائما محفوفه بالخناقات والصراعات، فهكذا يشبعون رغباتهم.
أبو الأنوار واعيد مرة آخري، أنه واحد من اهم واشهر الرابر في مصر، وقع في فخ التسرع، فبالرغم من امتلاكه قبول فريد من نوعه، وروحاً مليئة بالطاقة وشخصية تجبرك علي حبها من الوهلة الأولي، ألا انه علي غرار سرعة حبك له قام بالوقوع في الفخ، ولكن ليس بمقدار ظاظا الذي اظهر انه لا يمتلك خطوط حمراء في "الدس" فهو انتهك الكثير من التقاليد التي هي قانون "ناصية" كل شارع شعبي في مصر، ثلاث من المحرمات لا يجب ذكرها وجميعهاً ذكرها ظاظا في تراكه الثاني ليرد أبو الأنوار بتراك يحذر فيه ويلمح باقترابه من انتهاك تقاليده.
ظاظا وأبو الأنوار، ثنائي من مدارس مختلفة تماما، وموسيقي أكثر اختلافاً، ولكنهم يجتمعون على الكثير من الصفات، فهم اشخاص يمتلكون قدراً كافياً من القبول، والتربية الحسنة، التربية التي اقصدها هنا وانوه عنها هي تربية على الأصول والصح والغلط، ثنائي لو جلسوا سوياً في استوديو وبجوارهم "بروديوسر" سيصنعون تراك سيكون واحداً من ايقونات التراكات الموسيقية، فلماذا البيفات؟
سردت في الفقرات السابقة البيف من منظور فني بحت، وكـ صحفي فن، ولكن هنا اتحدث ك واحداً من الجمهور، تابعت بكل اهتمام البيف منذ اليوم الأول وكنت استمتع بكل "verse" يتم اضافته للتراك، وتابعت بكل شغف التعليقات التي يكتبها كل من أصدقاء ظاظا وأبو الأنوار، واستمتعت بشدة بالتراكات ولكن وصلت لمرحلة ما وتخوفت من الهبوط الي الهاوية في بعض الكلمات من الثنائي، ولكن في النهاية لم ينتصر أحد في البيف وخسر الثنائي وكسب الجمهور فقط بمنحه شعوراً باللذة.
زياد ظاظا
المصدر:
اليوم السابع